سنوات طويلة وما زلنا حتى اللحظة نحاول أن نجد التعريف الأمثل لمسلسل "السيت كوم" وتجسيده كما يرمز مسماه على الشاشة، فباءت الكثير من المحاولات بالفشل بينما نجحت القليل منها، والقليل جداً، وفي القمة يأتي "نيللي وشيريهان" هذا العمل الذي تم إنتاجه عام 2016 وما زال حتى اليوم هو العمل الأكثر متابعة في الوطن العربي أجمع، أي أنه مسلسل "السيت كوم" الأنجح على الاطلاق. مسلسل "نيللي وشيريهان" للنجمتين الشابتين متعددتي المواهب دنيا سمير غانم وإيمي سمير غانم هو التجسيد الحرفي لاسم "سيت كوم" الذي عجزت الصحافة العربية عن ترجمته بشكل دقيق إلى العربية فأصبح كل من هب ودب ينتج أي مسلسل تافه ويلصقه بفئة "السيت كوم". العمل خفيف ويقوم على فكرة بسيطة مستخدماً أيسر العوامل الفنية ولكن بذكاء شديد. فهو عمل ذكي متكامل، جمع الخفة والكوميديا المبررة الجميلة الموظفة بأجمل أشكالها، فكرته منسجمة مع النص وتسلسل الأحداث، أبعد ما يكون عن التكلف في الأداء والتصوير، مواقع التصوير هي شوارع ومدن ومعالم مصر الجميلة التي لم يعد صناع الدراما والسينما فيها يهتمون بجمالياتها، مقوماته ذكريات تداعب وجدان المشاهد العربي الذي يفتقد في الألفية الجديدة لمجلات ميكي وفوازير نيللي وشقاوة شيريهان واستعراضاتها. شاهدناه فسقطت أسهم كل ما سبقه ولحقه من مسلسلات عن نفس الفئة، لأن المقارنة شديدة الصعوبة فشلت فيها دنيا وإيمي سمير غانم نفسيهما، وكأنهما قد حلت عليهما لعنة العمل، فكان من الصعب عليهما مجاراة هذا النجاح الذي ستنتظران لسنوات طويلة قبل أن تحظيا بفرصة معايشته مرة أخرى، هذا إن استطاعت أياً منهما أن تحظى بفرصة مشابهة من جديد. "نيللي وشيريهان" لم يكن مجرد مسلسل كوميدي خفيف، بل كان عملاً للتاريخ، ليس تعظيماً من شأنه، بل حقيقة يعيها الكثير، فالعمل بحد ذاته حكاية يتبادل حواراتها الناس في البيوت ويضحك على "لزمات أبطاله" كل من شاهده حتى صار يستخدمها في حياته اليومية. واليوم أصبح مطلوباً من دنيا وإيمي وكل زملائهما من الفنانين الشباب ممن سلكوا الخط الكوميدي أو رغبوا في خوض تجربته أن يضعوه درساً أمام أعينهم لدراسة حالة نجاحه وتفتيت تركيبته حتى يصلوا لخلطة جديدة أكثر تكاملاً وقدرة على موازاة هذا النجاح. ويأتي كل ما سبق، تعقيباً على حالة الإحباط التي تعيشها دنيا سمير غانم ويعيشها زملاء آخرون كأحمد مكي وياسمين عبدالعزيز ممن كانت لديهم أعمال "سيت كوم" في عام 2017 انتهى أمرها بمجرد انتهاء عرضها ولم تتمكن أي من تلك الأعمال أن تترك بصمة "نيللي وشيريهان" التي لن تُنسى بسهولة، بعضهم استوعب أن تلك البصمة لن تأتي بمجرد التواجد، والبعض الآخر ما زال يبحث عن الأسباب ولم يفهم اللعبة بعد!.