عودة الفوازير هذا العام لشاشة التلفزيون هي بمثابة عودة الروح إلى دراما رمضان، بعدما ارتبط الشهر بالفوازير التي كانت تقدّم سابقا ومعها تخلو الشوارع خلال عرضها لفك ألغازها، ونيل جوائزها آخر الشهر. ولسنوات غير قليلة كانت "الفوازير" فاكهة الدراما الرمضانية، وفارسها الأول بلا منازع، ومع تطاير كلمة "فوازير" تستدعي الذاكرة وبسرعة البرق اسم "نيللي" التي قدمت فوازير رمضان على مدى أعوام كثيرة، بعدة أسماء وأفكار مثل: "أنا وأنت"، و"صورة و30 فزورة"، و"عروستي". كما كانت الفوازير وحلقات "ألف ليلة وليلة" التي قدمتهما شريهان مع المخرج الراحل فهمي عبدالحميد، أهم ما صنع شهرتها وقربها من الجماهير، حيث نجحت في تقديمها على مدى عدة سنوات، ومنها فوازير "حاجات ومحتاجات"، و"حول العالم"، و"ألف ليلة وليلة". ويطفو كذلك اسم الراحل فؤاد المهندس صاحب فوازير "عمو فؤاد"، والتي لاقت نجاحاً كبيراً، وكان جمهوره الأول من الأطفال في الثمانينات والتسعينات من القرن الفائت. وحاول محمد هنيدي هذا العام دخول كادر "الفوازير" ب"مسلسليكو"، وتقوم فكرتها على تناول 30 مسلسلا قديما وجديدا، في قالب كوميدي، وسلاحه في ذلك رصيده الكبير جدا من "خفة الدم" من ناحية، و"حب الجمهور" من ناحية أخرى. هنيدي "البطل" والذي خاض تجربة الفوازير من قبل مرتين؛ الأولى في بداياته الفنية في فوازير "حاجات ومحتاجات" مع الفنانة شريهان، والثانية ب"أبيض وأسود" مع أشرف عبدالباقي، والراحل علاء ولي الدين، ولوسي، يقدم من خلال "مسلسليكو" حلقات كوميدية بامتياز، لكنك لا تلحظ فيها ابتكارا أو تجديدا بما يناسب روح وفكر العصر الحالي، بأدواته ومعطياته، وهي في مجملها "قص" و"لزق" من مشاهد كوميدية يحاول البطل تضفيرها معا بلا جدوى، وباختصار حضرت الفوازير باستعراضات، ورقصات، و"قفشات"، فيما غابت "شخصية البطل". لا يقدم هنيدي جديدا، ويعتمد على تكرار الشكل التقليدي للفوازير، ويخاطب الجمهور بلغته، ولذا وقع في فخ التكرار والإعادة، ولكن الجميل في فوازيره أن لكل حلقة تترا منفصل في صورة أغنية استعراضية. لكن "عقدة" نيللي وشريهان سرقت هذا الجمال، ولاسيما مع استحضار العقل لجدول مقارنة تخيلي بين استعراضات النجمتين الرشيقة وحركات هنيدي "الثقيلة" على المسرح. يشارك في "مسلسليكو" مجموعة كبيرة من ضيوف الشرف منهم ميس حمدان، ومادلين طبر، وحسناء سيف الدين، وهي من تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج أحمد المهدي، وإنتاج محمد عبدالحميد، ويشارك في بطولتها الفنان حسام داغر، وتعرض على عدة قنوات منها "الحياة"، و"روتانا". لم ينجح هنيدي كغيره ممن خاضوا تجارب الفوازير في كسر "عقدة" نيللي وشريهان، ولم يقترب من نجاح سمير غانم في "فطوطة"، وأكد العمل على أن "الفوازير" لعبة "ناعمة" تحتاج بطلة بمواصفات خاصة تعيد الحياة مرة أخرى لهذا الفن الرمضاني.