فنّد مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع مزاعم "داعش" بصلتها الفكرية مع السلفية، كاشفاً عن أبرز تناقضات خوارج العصر التي تتعارض مع ما ادعوه، موضحاً: أنّ رهانات "داعش" لتمرير فكرها تعتمد على أساليب التدليس والتمويه؛ فهي تراهن على مجرد تبني منهجها أكثر من رهانها على النظر لنطاقه الجغرافي الهش، لهذا قرَّرت داعش بعض كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب وغيرِهِ من العلماء، واختارت منها مشتركاتٍ دينية، ونشرتْ ذلك، ورَوّجت له، بالتدليس والتمرير، لكنها لم تُقرّر - داعش - من تلك الكتب فقه السمع والطاعة وعدم الخروج على الولاة وشروط التكفير وموانعه وعلم المقاصد والترتيب بين المصالح والمفاسد. وأوضح المركز: أنّ تلك الموضوعات الشرعية وغيرها كثير هي الفارق بين الاعتدال والتطرف، وهي الفارق بين السلفية وداعش لكنْ داعش تُزَوِّر في زعمها اتباع أئمة الإسلام بهدف التمويه والإغواء، وقد قررتْ ما هو أعظم وأجل من تلك الكتب وهو "كتاب الله تعالى" فهل يتأتَّىٰ لمنصف أن يتهم القرآن الكريم؛ لأن داعشاً قرّرته؟، فيما تراهن داعش على كتب العلماء الأكثر تأثيراً واهتماماً.. فيما يهمها بشكل خاص "العنصر النوعي" في المغرَّر بهم. وتساءل المركز: "ثم ماذا تعني (السلفية) عند من وصفها بذلك؟ وما هي الكتب والفتاوى (السلفية) التي علَّمت داعشاً العملياتِ الانتحارية؟ وما هي الكتب والفتاوى السلفية التي علّمت داعشاً تكفيرَ الأمةِ الإسلامية والحُكْمَ عليها بالارتداد عن دينِها؟ وهل كانت السلفية تُكفِّر نفسها؟ عندما كفّرت داعشٌ علماءَ السلفية؟ نقول هذا على التجوُّز في استخدام مصطلح السلفية؛ حيث سبق التحفظ عليه، وهل كانت السلفية تنعَىٰ على نفسها عندما أنكرتْ شرعيةَ دولتِها الوطنية؟ ولماذا كان علماء السلفية مع هذه الشرعية بنصوصٍ تُمثّل ثوابتَ لهم، وهل كانت كتب وفتاوى السلفية تسمح بالقتال دون إذن ولي الأمر؟ ولا سيما في مواطن الفتنة؟ أم إنها حذرت من ذلك، ووصفت فاعليه بالخوارج. وإجابة على سؤال: مَن الذي تَزَعَّم لوثةَ الإرهاب،؟ استشهد المركز بقول أيمن الظواهري: "إن سيد قطب هو الذي وضع دستور الجهاديين في كتابه الديناميت:"معالم في الطريق"، وقوله: "إن فكر سيد قطب كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج التي مازالت فصولها الدامية تتجدد". وعاد مركز الحرب الفكرية ليطرح تساؤلاً عن الباعث على الارتجال والتَّقَوُّل بأنّ "داعش" بذرةٌ أو نبتةٌ سلفية؟، معتبراً أنّ ذلك يعود إما لقلة البضاعة في تلك الجدليات والانسياق مع "تزوير الخصومة الطائفية" التي كفّر "غُلاتها" خيار الأمة وعاشوا وَهْم الخلاص المهدوي، أو مشايعة إسقاطات دولة الحضانة الإخوانية حيث حفلت بهذه المجازفة الساذجة لتنفي عن منظومتها الإخوانية فكر دولة الخلافة والتكفير والرِّدّة، وجاء هذا تغطيةً لاعترافات عددٍ من الإرهابيين بأن الخطب والأشرطة الجهادية الحماسية عزلتهم عن العلماء "السلفيين" وساقتهم للخيال "الإخواني"، ويدل لما سبق "وبوضوح تام" تكفير "داعش" و"القاعدة" للمملكة حكاماً وعلماء، واستهدافهما لأمنها، وتصدي علماء المملكة لضلالهما. ولفت المركز إلى أنّ التقوّل المشار إليه تَعزز مدفوعاً بالترويج الطائفي، وذلك على خلفية وجود عدد من الإرهابيين المنتسبين أرضاً للمملكة ضمن انتحاريي 11 / 9، متسائلاً : هل غُسلت أدمغة أولئك الإرهابيين وتم دفعهم لتلك الجريمة البشعة عن طريق فتاوى السلفية أم هي النظريات الإخوانية المشار إليها نصاً، فتاريخ السلفية لم يعرف الاغتيالات ولا العمليات الانتحارية ولا إجازة الغدر والخيانة، بل شنعت عليها وجعلتها ضمن الجرائم الفوقية "الإرهابية"، منوهاً بأنّ شذوذ بعض الآراء والأفكار معزول، ولا يُحسَبُ إلا على نفسه، فلا يُحمَل على غيره، وهو يَحصُل في كل منظومةٍ دينيةٍ أو سياسيةٍ أو اجتماعيةٍ، فالعبرة في "المنظومة" برأيها الرسمي والسائد لا في غيره من شاذ الآراء ومعزولها و"مُخْتَطَفِهَا".