دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي الحذيفي – في خطبة الجمعة – إلى الرحمة والإحسان وقضاء الديون عن المدينين والمساجين مؤكدا أنه من السهل الوقوف على أعيانهم وتلمس احتياجات أسرهم. وقال : من أبواب البر الممتد أثره الواسع خيره قضاء دين المدينين وأداء الحقوق الواجبة عليهم ابتغاء ما عند الله من الجزاء العظيم ولاسيما المسجونين ممن عجز عن أداء دينه الذين يتطلعون إلى منقذ من أهل الرحمة والإحسان كالغريق الذي يؤخذ به إلى بر السلامة والذين تمر بهم الأعياد وأوقات فرح الناس وهم في السجون بسبب الديون , وهم غارقون في هم الديون. وتابع : أعظم من ذلك هموم من ورائهم الذين يخافون عليهم الضياع والحاجة , وإن في أموال الأغنياء من الزكاة والصدقات ما يزيد على حاجات المحتاجين , ومن السهل الوقوف على أعيان هؤلاء المسجونين في الديون من إدارة السجون , وإيصال الديون لأهلها يقينا مع إعطاء المدين ما ينفق به على أهله لفترة يقوم بعدها بعمل , ومن الميسور تلمس حاجات ذوي الحاجة في كل بلد وإسعافهم وقت حاجتهم , والله تعالى يقول : " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " , ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما نقصت صدقة من مال ". وأضاف : البشرى التي هي خير من الدنيا وما فيها لمن وفق لهذا العمل الصالح ولمن فتح هذا الباب ولزمه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة , ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة , ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة , والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " , والكربة هي الشدة العظيمة التي توقع صاحبها في الكرب , وكرب يوم القيامة قبل دخول الجنة كلها عظيمة كثيرة , والإحسان إلى الخلق بأنواعه من الإنفاق الواجب أو المستحب أو التعليم أو التحمل والصبر وكف الأذى ونحو ذلك ففي الحديث " الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله " أي هو يعولهم ويرزقهم سبحانه وتعالى.