منذ أن بدأنا نقرأ في التاريخ ونحن نرى تنازع البشر على السلطة والحكم فتدور الاغتيالات والانقلابات والمؤتمرات للوصول إلى الحكم. وحتى في تاريخ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثت اختلافات بينهم وحدثت معارك ونزاعات قتل فيها شخصيات وقامت حروب درسناها تاريخيا متمثلة في معركة الجمل وصفين وغيرها. وتوالت قراءتنا للتاريخ لنجد الغالب في التاريخ هو عدم الاستقرار والنزاعات والحروب والدماء. وعندما دخل الملك عبدالعزيز رحمه الله الرياض كان يبلغ من العمر 26 عاما واستطاع أن يؤسس مملكة عظيمة ضخمة المساحة متنوعة في المناطق والقبائل والطوائف ويصهرها في دولة موحدة قوية وليطوع النفط لتطوير الوطن ونهضته والسير بحكمة ووعي في السياسة الدولية ويجنب وطنه ضرر حربين عالميتين سقطت بها دول وتلاشت وتضررت وشملتها الفتن والقتل وبقيت المملكة العربية السعودية شامخة عظيمة متماسكة تنمو وتزدهر وتكون محط إعجاب العالم وغبطة الشعوب الأخرى الذين عانوا من ويلات الحروب والفتن فهاجروا وعانوا الأمرين من ذلك. بداية عملي في الصحافة وفتنة الحرم المكي في عهد الملك خالد ثم الوظيفة والابتعاث في عهد الملك فهد ثم العمل في الحرس الوطني في عهد الملك عبدالله وخلال هذه المدة الطويلة كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله حاضرا في القلب والوجدان والمكان حيث كان أميرا للرياض وكان متابعا للعمل الاعلامي وخير قائد وأمير حتى وصلت الرياض في عهده الى مصاف المدن المتقدمة عالميا كما كان تأثير والده الملك عبدالعزيز كبيرا في حسن التعامل والسياسة الواعية وحب الوطن ومعرفة الاسر والناس والفراسة في اكتشاف الرجال وإدراك أهمية وحدة الوطن وعظمته ثم ملازمته لإخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وشقيقيه سلطان ونايف فكان في قلب الحدث ومعاصرا لكل ما مرت به المملكة من أحداث تاريخية عظيمة داخلية وخارجية ولهذا كان لديه استبصار في رؤية المستقبل بما وهبه الله عز وجل من فهم وإدراك ولهذا كان حريصا على وحدة الوطن ومدركا للتطور الزماني والمكاني للمملكة وأهمية استمرار الدولة بروح الشباب فكانت فراسة الملك سلمان واضحة في ما يتمتع به ابنه محمد من نظرة مستقبلية وطموح لتطوير الوطن وما طرحه من رؤية وخطط وأهداف في 2030 والتحول الوطني الذي يريده لوطنه ورأى الملك سلمان حب الشباب لهذه الشخصية التي ضربت أروع الأمثلة في الجدية والعمل الدؤوب والصبر والمثابرة والإخلاص ومحاربة الفساد والحزم في المواقف السياسية ثم التواضع ورحابة الصدر وحسن التعامل والانفتاح على الناس وهذه من أهم سمات القيادة والحكم ولهذا جاء وقت اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للامير محمد بن سلمان ليكون وليا للعهد وهو الذي أثبت قدرات فذة خلال وقت قصير من الزمن فقد قاد التحالف العربي والإسلامي ضد التفات الملالي في إيران عبر اليمن وقضى على أحلامهم ثم قيادة التحالف الاسلامي ضد الارهاب ثم الاعلان عن مشروعه التنموي الطموح للمملكة الشابة المملكة العربية السعودية وتطوير آليات العمل ومنح الشباب الفرصة للانجاز والعطاء ثم الأحداث السياسية وقدرة هذا الامير الشاب لعقد مؤتمر ضخم بين قادة العالم الاسلامي والرئيس الاميركي ترمب كرئيس أعظم دولة في العالم ثم لجم الارهاب والدول الداعمة والجماعات الحزبية التي ذكرها الامير في حديث له والتي تخطط وتتآمر كدول وجماعات. ضد المملكة فكتب الملك سلمان التاريخ في يوم تاريخي مشهود حيث اختار الامير محمد بن سلمان وليا للعهد والتأكيد الكبير من هيئة البيعة بالاغلبية العظمى وب 31 صوتا من 34 صوتا من أن الوطن سيكون في أيد أمينة وفي مستقبل عظيم وطموح مع هذا الشاب الحكيم الجاد المثابر. * المستشار في مكتب وزير الداخلية سابقاً