وطن عظيم.. وطن مختلف حتى في أحزانه.. ملايين الناس توافدت لتؤدي صلاة الغائب على الملك عبدالله.. رؤساء الدول الشقيقة والصديقة تسابقوا في الحضور للتعزية.. عشرات الطائرات جاءت تحمل وفود العالم بأعلى المستويات حضروا معزين.. مئات آلاف من المواطنين والمقيمين قدموا للمبايعة.. كافة سائل الإعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي تنعى الملك عبدالله وتبارك وتهنئ الوطن بتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد والأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد من خلال كم لا يعد ولا يحصى من المقالات والآراء والتقارير. من تابع هذا الحدث العظيم الذي فقد فيه الوطن والعالم قائداً كبيراً وتولى قائد عظيم مقاليد الحكم سيتأكد له أنه يحق لهذا الوطن ويحق لشعب هذه المملكة أن لا يحزنوا !! بل عليهم - أيضاً - أن يفتخروا ويزدادوا فخراً ويعظموا الشكر للخالق سبحانه على مكانة هذه الدولة ومكانة قادتها ومكانة شعبها.. فهذا الحدث قدم أعظم المقاييس لمكانة هذه الدولة التي وصلت إليها اليوم بتوفيق من الله سبحانه ثم بأولئك القادة العظام.. ياسعودي لا تحزن.. بل افتخر.. و(ارفع رأسك) فخراً وعزة واشكر لله سبحانه وتعالى على هذه المكانة.. فأنت ابن وطن.. وطن ودع في لحظات ملكاً بالدعاء والشكر واستقبل ملكاً بالمحبة وبحجم لا يحصى من الآمال والطموحات والاطمئنان.. ياسعودي افتخر بهذا الحب العالمي الذي احتوى وطنك من كل أرجاء العالم.. افتخر بحجم هذه الألفة الوطنية التي تجسدت في كل ثنايا هذا الحدث في أبلغ صورها ومعانيها.. افتخر بهذا الأمن وهذا الاستقرار الذي يعم كل أرجاء الوطن ولله الحمد حتى في أصعب اللحظات! ياوطني لا تحزن فأنت اليوم في حكم سلمان بن عبدالعزيز.. الملك الذي امتلك مبكراً صفات الحكم والقيادة والهيبة والإدارة والثقافة والتاريخ بكل فروعه.. ملك تربى ونشأ في كنف المؤسس الراحل.. سلمان بن عبدالعزيز الشخصية الفريدة في ملازمة ستة ملوك عظام رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته ملوك صنعوا بتوفيق الله نهضة جبارة ومجداً وتاريخاً عظيماً لهذا الوطن ولشعبه على مدى سنوات طويلة حتى تربعت هذه الدولة اليوم على مكانة عالمية "مختلفة" في كل شيء، مجداً يزداد شموخاً وصلابة وعزة عاماً بعد عام بتوفيق من الله سبحانه وتعالى. الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي استبشر الوطن بأولى خطواته المباركة في قيادة مسيرة هذه البلاد عندما أسند ولاية عهده إلى الأمير مقرن بن عبدالعزيز.. واختار الأمير الشاب محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد فحقق _حفظه الله_ بهذا الاختيار الرضا الاجتماعي والاطمئنان العالمي على مستقبل الحكم في هذا الوطن لسنوات قادمة إن شاء الله في تنظيم لا نجد له مثيلاً فتأكد للعالم أن هذا الوطن سيبقى إن شاء الله محل ثقة واطمئنان إسلامياً واقتصادياً وتجارياً وخير بلد للاستثمار على المستوى العالمي. حفظك الله يا وطننا الغالي وأدام الله عليك نعمة الأمن والرخاء والاستقرار والوحدة والألفة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير مقرن وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف لتبقى لنا وللمسلمين وطنناً آمناً وحامياً للإسلام وخادماً وراعياً للحرمين الشريفين وأملاً لوحدة كل المسلمين كما أراد لك الله سبحانه وتعالى.