إن مسيرة الحكم في المملكة، ومنذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في التسلم والتسليم، كانت تمر بكل سلاسة وأريحية من دون أي مشكلات أو غيرها، وهذا إن دل على شيء فهو يؤكد مدى الترابط والقوة بين الشعب والأسرة الحاكمة إضافة للاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة الحاكمة، والعلاقة القوية بين الصغير والكبير من جيل إلى جيل، وإن الأحداث المتلاحقة التي حدثت في الفترة الأخيرة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم تؤكد حزم خادم الحرمين الشريفين في كل ما يتعلق بأمن المملكة ودول الخليج وسلامتها من خلال القرارات التي اتخذتها المملكة فيما يخص الشأن الداخلي والدولي، التي كان من أهمها "عاصفة الحزم" للوقوف مع الشرعية للرئيس اليمني عبد ربه هادي ضد الميلشيات الحوثية. ولم تقتصر "عاصفة الحزم" على الخارج، بل طالت المقصرين من المسؤولين والوزراء في الداخل حيث كانت إقالة عدة مسؤولين من بينهم وزراء بسبب تقصيرهم في أدائهم، وهذا خير برهان على حرص خادم الحرمين الشريفين على خدمة المواطنين، والعمل على رفاهيتهم في شتى الجوانب من دون تقصير من خلال حزم من القرارات التي اتخذها -حفظه الله - منذ توليه مقاليد الحكم. ولعل المشاهد العمل الدؤوب لخادم الحرمين الشريفين خلال المئة يوم الماضية من خلال تحسين أداء الأجهزة الحكومية بإيجاد كوارد وطنية شابة وطموحة للعمل في خدمة المواطن على جميع الأصعدة، ليكمل الملك سلمان -حفظه الله- العمل على تحقيق تطلعات شعب المملكة لإيجاد جيل شاب في الحكم من خلال حزمة القرارات التي تم اتخاذها ومن ضمنها تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء من خلال مجلس البيعة. ونحن نجدد البيعة لخادم الحرمين الشريفين على السمع والطاعة ونبايع سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على السمع والطاعة، إضافة لحزمة من القرارات من تعيينات في عدة وزارات ومناصب، لتؤكد رؤية المليك وتطلعاته لخلق بيئة مستقرة في الحكم والأسرة الحاكمة التي تنعكس إيجاباً على سياسة المملكة الداخلية من خلال الرفع بأداء الأجهزة الحكومية لتكون رافداً حيوياً لخدمة المواطن في مجالات التعليم والصحة والإسكان وبقية القضايا التي تهم الوطن والمواطن. ويأتي تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ليؤكد أن الرجل المناسب في المكان المناسب، فسمو ولي العهد قد أثبت جلياً الحنكة والحكمة التي يمتلكها من خلال الضربات الاستباقية لوزارة الداخلية في القضاء على الإرهاب وحفظ أمن المملكة منذ أن كان مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، حتى وصوله لمنصب وزير الداخلية وولي ولي العهد، فكانت النجاحات لسموه على مدى أكثر من عشرين عاماً من خلال الأعمال التي قام بها تؤكد الاختيار الموفق للمليك - حفظه الله - في تسلسل الحكم في المملكة. ولم يكن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد بغريب، فهذا يأتي من باب تأكيد فلسفة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمنح الفرصة للكفاءات من الوجوه الشابة في الأسرة الحاكمة وحرصه على تجديد الدماء في منظومة الحكم ودعماً لعملية التحديث البناء، ويحمل الأمير محمد بن سلمان كثير من الصفات التي تجعله مخولاً بقناعة تامة من أفراد الأسرة الحاكمة ليكون الاختيار الأنسب حيث يتمتع بالقدرات الكبيرة التي اتضحت للجميع من خلال الأعمال والمهام التي أنيطت له، وتمكن من آدائها على الوجه الأمثل التي كان من أبرزها القدرات النوعية لسموه في إدارة حرب إقليمية لإعادة الشرعية في اليمن بمشاركة تحالف عربي إسلامي إضافة للشجاعة والحماسة التي يمتلكها كما وصفه الإعلام الدولي.