الموت حق ونهاية كل حي، وهذه سنة الله في خلقه وفي الآية الكريمة (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) في مطلع هذا الأسبوع ودع دنيانا الفانية رجل فاضل ومربي جليل وكاتب اجتماعي فذ وموهوب أفنى زهرة شبابه وربيع عمره وحتى رحيله في خدمة وطنه وأبناء وطنه، ذلكم هو الدكتور الجليل والإنسان الخلوق المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي أحد الرموز الفاعلة النشطة في مجال التربية والتعليم والتوجيه منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، لقد عرفت أبا عبدالعزيز رحمه الله عندما كان مديراً عاماً للتعليم في أكبر مطبوعة تعليمية في بلادنا (الرياض) كان -والحق يقال- شعلة نشاط ونبع إخلاص وأنموذج المسؤول المثالي الحريص على الإنجاز والاتقان مع تميز بحسن التعامل والتواضع الجم، وكانت الإدارة في عهده تعيش أزهى أيامها وعطائها واستقرارها بعد أن كانت قبله تعيش في حالات مد وجزر مع مديري التعليم، بعضهم وليس كلهم ما أن يتم تعيين الواحد منهم إلا ونفاجأ بنقله أو انتقاله واستمر الراحل الغالي بجهده الخلاق وعزيمته الصادقة وإرادته الجسورة حتى غادر كرسي الإدارة متقاعداً ومتفرغاً لأعماله الخاصة أكثرها في مجال تخصصه، وقد سبق لي قبل حوالي سبعة عشر عاماً أن كتبت عنه مقالاً منشوراً عندما تم تكريمه على نبل عطائه وتمت ترقيته إلى مرتبة عليا تليق بأمثاله وكان المقال بعنوان ( المعيلي ووسام التكريم) قلت فيه إن مسيرته في العمل تذكرنا بالرعيل الأول من رجالات الوزارة ومديري التعليم في بلادنا الذين أسسوا التعليم النظامي في بلادنا وعاصروا تطويره بمناهجه وطموحاته، وذكرت بعضاً من هؤلاء الرواد أمثال: المنقور، حامد الدمنهوري، سعد أبو معطي، صالح حمد المالك، عبدالله أبو العينين، محسن باروم، عثمان الأحمد، حمزه عايد، محمد العميل، عبدالله العلي النعيم، عبدالله الوهيبي، وغيرهم والآن قد ودعنا فقيدنا الغالي لا نملك إلا الترحم عليه والدعاء له بأن يتغمده الله بواسع رحمته ورضوانه ويلهم أهله ومعارفه وكافة محبيه الصبر والسلوان، وطيب الاحتساب، والصبر الجميل.