قال تعالى في محكم كتابه “ فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون” التقيت بأخي الفاضل وصفيي الأديب الأريب الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله التويجري رحمه الله قبل أكثر من نحو خمسة عشر عاما كان هو متواجدا خلالها في الولاياتالمتحدة لا جراء بعض الفحوصات الطبية وكنت يومها في بداية دراستي العليا في جامعة هاورد بواشنطن.. إنسان عرفته بذكره العطر قبل أن أراه.. شخصية وقورة علمياً وخلقياً.. ومثلا لمن يفهم حقيقة الحياة ويؤكد معادن الرجال وعرفت فيه ابتغاء مرضاة الله في ما يفعل وفي ما يقول.. لتبدأ بيننا علاقة صداقة وأخوّة طاهرة نقية استمرت على الرغم من مشاغل الحياة. وإذا كان هذا ليس مقام تعداد المآثر والمناقب وقرأنا المقالات العديدة التي تتحدث عن الفقيد وبالخصوص ما كتبه أستاذي الفاضل معالى الاستاذ الدكتور محمد الاحمد الرشيد في رثاء الفقيد في صحيفة “الجزيرة” حيث الصفات والخلال الحميدة والخصال الجليلة التي نادراً ما تجتمع في إنسان.. ولكني أردت ان تكون هذه الاسطر المختصرة تعبيرا صادقا عن مشاعري التي لا املك إخفاءها نحو معلمي واخي الكبير الفقيد الراحل. لقد كان أبا يزيد أخاً عزيزاً أزهو بمحبته، كنت احرص على الالتقاء به دائماً فقد التقينا على الحب في الله، وكنت استمتع بحديثه وسعة ثقافته ونبله وإصراره على مقاومة المرض وتحمله بعزيمة المؤمنين الصابرين الراضين بحكم الله، واليوم وبعد أن اختاره الله إلى جواره استذكر كيف كان مثالا في نبل المعاني نحو الاخرين والطيبة ومكارم الأخلاق والدين والإخلاص والوفاء والعطاء والتواضع الجم محبا للخير وساعياً إليه ، لم يغره لا جاه ولا مال. بدأ معركته مع المرض بسلاح الإيمان بالله لسانا ذاكرا وقلبا خاشعا.. وبعد آخر زيارة لي له في مستشفى الملك فيصل التخصصي..عدت أدراجي حزينا على هذا الجبل الشامخ الذي أتعبه المرض وبدأ يتهاوى إلى أن أسلم الروح إلى بارئها ليلقى وجه ربه راضيا مرضيا. هذا الانسان النبيل الدكتور عبدالمحسن التويجري له في القلب محبة لكل من يعرفه ويعرف خصاله الطيبة وسيُذكر بإذن الله تعالى فضلا ونبلا ودعاء.. ونحن نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في هذه اللحظات التي نودع الفقيد فيها لمثواه الأخير وهو يرحل عن الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية لنقول: اللهم اجعله في عداد الرجال الذين تفرغوا لخدمة الناس والذين اختصصتهم بعون عبادك ووعدت أن يكونوا من الآمنين يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. أكتبُ هذه الكلمات على عجل، بعد أن نعى الابن البار يزيد والده، وأسأل الله أن يرحمه والجميع يوم أن يؤوبوا إليه ، وجعل جنة الفردوس مثواه ، وعزاء للإنسانة البارة أم يزيد ولكافة الأسرة وأقاربه وأصدقائه ومحبيه وما أكثرهم وألهمهم الصبر والسلوان، (إنا لله وإنا إليه راجعون).