دعا وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجه الأندية الأدبية إلى تخصيص جانب من برامجها لنشر عدد من الرسائل العلمية المتميزة التي تعنى بدراسة أدبنا وثقافتنا. وقال د. خوجه في كلمته التي ألقاها مساء امس اثناء رعايته حفل نادي مكة الثقافي الادبي لتكريم الاديب الرائد الراحل حامد حسين دمنهوري، والذي أقيم بالمكتبة العامة بالزاهر بمكةالمكرمة. معرباً عن شكره لنادي مكة الثقافي الادبي على انتهاجه تكريم المبدعين والمثقفين، ولإتاحة هذه المناسبة الأدبية لتكريم أديب سعودي رائد (دمنهوري) الذي فارق دنيانا قبل سبع وأربعين سنة (عام 1385ه). ولازال لتراثه الأدبي مكانته وثراؤه ولا يزال إبداعه الروائي يوحي للأجيال مزيدا من الوعي الأدبي والثقافي وحتى وقتنا الحاضر فأعماله الروائية تغري بالدرس والاستكشاف وتتيح للنقاد والدارسين فضاء واسعا للتأمل والتبصر بالقيم والجماليات التي انطوت عليها تكل الأعمال. ومضى د. خوجه يقول إن الحديث عن الروائي الكبير دمنهوري رحمه الله لا يمكن أن يستوعبه كلمه أو ندوة أدبية فتراء تجربته الروائية على الرغم من موته شاباً في الخامسة والأربعين من عمره وعلى الرغم من أن إنتاجه الروائي لم يتجاوز روايتيه ( ثمن التضحية ) التى صدرت عام 1378 و( مرت الأيام ) التي صدرت عام 1383ه اقول لأن ثراء تجربته الروائية لايزال موضوع إكبار القراء والدارسين واحسب أن القيمة الحقيقية للأديب تكمن في اهتمام المجتمع الأدبي والثقافي بنتاجه وإبداعه، وها نحن بعد تلك العقود التي تفصلنا عن أديبنا نستعيد جوانب من سيرته ونستكشف قيما جديدة في إبداعه فحامد دمنهوري نص أدبي فريد في ثرائه وصفاء لغته وغنائيتها. معربا عن سعادته بقيام الباحثة السعودية موضى بنت عبدالله خلف بدراسة حصلت من خلالها على درجة الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وكان موضوع دراستها أدب حامد دمنهوري. وقال لقد أحسنت صحفنا حين أشارت في عناوينها إلى أن الرياض تدرس حامد دمنهوري وان مكة تكرمه فهذا العنوان الطريف يكشف عن القيمة الحقيقية للأديب والمثقف حين يصبح إبداعه للوطن كله وان أقام نادي مكةالمكرمة الأدبي أمسية لتكريم دمنهوري، فقد أعاد نادي الرياض قبل اثنتين وثلاثين سنة نشر رواية ثمن (ثمن لتضحية) وقام الدكتور عبد الله الحيدري بجمع مقالات الدمنهوري وأشعاره المتناثرة في الصحافة في كتاب لطيف صدر هو الأخر عن نادي الرياض الأدبي وكأننا وخصوصا في السنوات الأخيرة نعيد اكتشاف حامد دمنهوري من جديد وفي ذلك خير كثير لأدبنا وثقافتنا مع ما يشكله ذلك من ارتباط. وقال وزير الثقافة والاعلام لقد عرف دمنهوري رحمه الله شاعرا رومانسيا واعدا وحقق في الشعر مكانة طيبة ولكنه عرف منذ وقت مبكر أن رسالته الأدبية ستكون في الرواية فغادر الشعر وما أصعب مغادرة الشعر ! ليصبح رائد الرواية الفنية فى المملكة وليعتبره النقاد الرائد المؤصل لفن الرواية السعودية وما ذلك إلا للقيمة الأدبية الرفيعة التي مثلتها روايتاه الوحيدتان فى تلك المرحلة المبكرة من تاريخنا الأدبي . وأضاف قائلا ما أكثر الأعمال الأدبية التي قرأناها ونسيناها ولكننا مع دمنهوري في وضع مختلف فروايته (ثمن التضحية) الذي صاغه قلمه قبل ما يزيد على نصف قرن وما درى أديبنا الكبير رحمه الله أن روايته تركت من الأثر الوجداني ما ينبعث جديدا في قلوب من قرأ هذه الرواية الرومانسية البديعة من الأجيال المتتابعة، فروايتاه حظيتا بقدر طيب من الدراسات النقدية وأصبحتا ركيزتين أساسيتين فى تاريخ الرواية فى المملكة. مضيفاً وانا متفائل جدا بأن مستقبل الدراسات الأدبية والنقدية في بلادنا سيلتفت من جديد إلى تراث روادنا فى الشعر والقصة والرواية والمقالة وإنني أرجو جامعاتنا تحفيز طلابها وطالباتها في الدراسات العليا الأدبية ان يبذلوا مزيدا من الجهد العلمي والنقدي لاستكشاف القيمة الفنية لذلك التراث ولانصاف مسيرة ادب هذه البلاد وأنا اعرف عددا من جامعاتنا خطت منذ سنوات خطوات طيبة في هذا الحقل، ولكنني أرجو أن تنتخب هذه الجامعات ما تراه صالحا من هذه الإطروحات الجامعية لنشره وطباعته، كما أنني ادعو زملائي في الاندية الادبية الى ان يخصصوا جانبا من برامج هذه الاندية لنشر عدد من الرسائل العلمية المتميزة التي تعنى بدراسة ادبنا وثقافتنا، وإذا ما أخذنا أديبنا الكبير حامد دمنهوري رحمه الله مثالا وأنموذجا فانه يعتبر مثلا صالحا للأديب ذي القيمة الفنية الرفيعة وهو جدير بأن تدور حول انتاجه الادبي الراقي مجموعة من المؤلقات والاطروحات العلمية المتميزة وأدبنا السعودي يمتاز بحيويته وانسانيته التي تبهر القراء والدارسين شريطة ان يبذل في درسه ونشره الجهد المناسب، وليس من دليل اسوقه هنا يفوق رواية (ثمن التضحية) للروائي الكبير حامد دمنهوري فهي مثال ادبي بارز فنا واسلوبا ومعاني انسانية ولا يقف اثرها عندالجانب القرائي فيها بل انها تحمل قدرا صالحا لتحويلها الى اعمال درامية اذاعية وتلفزيونية لما تخبئه من حنين الى الماضي ولما تكتنزه من امكانيات ادبية رفيعة . هذا ما احس به بالفعل الاف المستمعين في بلادنا والبلاد العربية حين تحولت هذه الرواية البديعة الى دراما اذاعية استمعنا إليها عبر موجات اذاعة البرنامج العام من الرياض واذاعة صوت العرب من القاهرة في شهر رمضان الماضي وحقق هذا المسلسل الاذاعي نجاحا باهرا حين حصل على ثلاث ميداليات ذهبية في مهرجان الاعلام العربي الذي عقد مؤخرا في القاهرة، وهذا ينبئ عن ان الادب الحي القوي لا تحده حدود الزمان والمكان ولولا هذه القوة ولا ذلك الابداع المؤثر لما تجاوب جماهير المستمعين والمستمعات مع مسلسل اتخذ من رواية (ثمن التضحية) موضوعا له ولما اجتمعنا الليلة لكي نتحدث عن اديب غادر دنيانا منذ سبعة واربعين عاما. ومضى د. خوجه يقول لقد اجتمعت في شخصية حامد دمنهوري رحمه الله مواهب عديدة فهو الشاعر والروائي وكاتب المقال وهو ايضا من الجيل الجامعي المؤسس في بلادنا ومن المؤصلين للعمل التربوي المبني على اسس من العلم والمعرفة الاكاديميين ويعرف له زملاؤه في وزارة المعارف حين كان وكيلا لها دوره في ارساء الاسس الفنية والتربوية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ التعليم في المملكة وكان لقربه من الناس اثر في تحوله الى الرواية ذلك النص الادبي والاجتماعي المتميز فروايتاه صاغهما من ملامح الناس الطيبة الذين عاش بينهم، وكانت عينه الروائية بالغة الاحساس حين نقلت إلينا صورة مكةالمكرمة في ثرائها الاجتماعي وحركة الناس فيها وهي مهمة صعبة وشاقة تواجه الاديب ذا الحس المرهف الذي يفصل ماهو اجتماعي وتاريخي عما هو ادبي وروائي، فنجح حامد دمنهوري في ذلك ووفق توفيقا كبيرا في ذلك الزمن الذي لم يألف ابناؤه ان يقرأوا رواية، فما بالكم بأن يضحي شاعر بالشعر والقصيد ليكون روائيا ؟ ولو مد الله في عمره فماذا سيكون رأيه حين يقرأ أنه في عام واحد صدر في بلادنا ما يزيد على خمسين رواية . مضيفاً وقد كان قبل خمسين عاما يحاول صعبا ويخوض تجربة محفوفة بالمزالق ولكنه استطاع بما أوتيه من موهبة فذة ان يكتب رواية فنية سعودية متميزة لكنه لو رأى هذه الروايات المتوالية سيعرف أن اختياره الرواية سبيلا له كان اختيارا سديدا ويكفيه الان انه يعتبر رائد الرواية الفنية الحديثة في المملكة التي اجتازت قلق البدايات التي عاناها رواد قبله، بل استطيع القول ان حامد دمنهوري جعل من فن الرواية ذا اسس فنية راقية تذكر الاجيال بتجاوب الروائي العربي الكبير نجيب محفوظ، كما يقول استاذنا الكبير عبدالله عبدالجبار اطال الله في عمره وهو يقدم لرواية (ثمن التضحية) ويبشر حينذاك بمولد روائي كبير وما خاب حدس الاستاذ الكبير في تلميذه النجيب. وشكر وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه في ختام كلمته نادي مكة الثقافي الادبي وقال اشكر نادي مكة الادبي على هذه الاحتفالية التي جمعت هذه الصفوة المباركة من المثقفين والمثقفات لكي نعيد قراءة اعمال الروائي الكبير حامد دمنهوري رحمه الله وأشكر الزملاء المنتدين على جهدهم الطيب في دراسة اثاره الادبية . وهنأ أسرة الاديب حامد دمنهوري بتراث والدهم الرائع مبديا سعادته باعادة طباعة اثار الاديب حامد دمنهوري الادبية داعيا الله تعالى ان يتغمد الاديب بواسع رحمته وان يجزل له الاجر والثواب لما قدمه لاجيال من الطلاب والمربين في بلادنا ولما ابقاه لادب امته من اعمال ادبية رفيعة . وكان الحفل بدأ بالقران الكريم ثم القى رئيس نادي مكة الثقافي الادبي الدكتور سهيل بن حسن قاضي كلمة قال فيها أهلا ومرحبا بكم في رحاب أديب كبير من أدبائنا الرواد الذين أسسوا للنهضة التعليمية والثقافية والأدبية في هذه البلاد أهلا بكم وشكرا لكم لمشاركتنا هذا الاحتفاء فحضوركم يؤكد ما تكنونه لجيل التأسيس والبناء من محبة وتقدير ووفاء.اننا نجتمع للتكريم والتذكير بمن هم أهل بالإشادة والثناء والتقدير هذه سنة حميدة اخذ بها ناديكم نادي مكة الثقافي الأدبي منذ أعوام اعترافا بالفضل لأولئك الذين كان لهم الفضل من المفكرين والأدباء والإعلام والذين كانت لهم الزيادة فكانوا جديين بالاحتفاء والإشادة وأديبنا الذي نحتفي به هذه الليلة من أصحاب الفضل في أكثر من مجال، فهو من المربين الذين كانت لهم إياد بيضاء فى انطلاقتنا التعليمية وهو المفكر المستنير الذي كانت له اشراقات دعوية في رؤاه المستقبلية وهو الكاتب الاجتماعي الذي توافرت لديه موهبة الأدب واستطاع ان يرسم ملامح البيئة التى عاش بها قبل اكثر من نصف قرن بروايتين حقق بهما الريادة للرواية الفنية فى المملكة انه الأديب الراحل حامد حسين دمنهوري رحمه الله اسم يجب ان نردده ويجب ان نذكر مأثره ومحامده، وشكرنا بالاحتفاء به والتذكير بدوره فى مسيرتنا الفكرية والثناء على دوره الرائد في حياتنا الثقافية والأدبية ومن هذا المنطلق وفي إطار هذه الاحتفالية بأديبنا الرائد دمنهوري قام نادي مكة الثقافي الادبي بإعادة طباعة روايتي (ثمن التضحية) و (مرت الأيام) لمكانتهما الريادية في مسيرة الرواية السعودية، وذلك هو الدور الواجب على الأندية الأدبية فتقدير إعلامنا وروادنا يكون بإحياء أثارهم والتنويه بعطائهم فمثل تلك الآثار والجهود هي التى كتبت لهم الخلود ولا شك ان رعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز محي الدين خوجه لهذا التكريم تأكيد على المكانة السامقة لأديبنا الراحل في المشهد الثقافي والأدبي السعودي ولا يقدر الرجال إلا الرجال وهذا ليس بالمستغرب على معالي الوزير الأديب الكبير الذي ما عرفنا منه إلا الاحترام والتقدير وأننا في أجواء تكريم ابو الرواية السعودية وجدنا ان هناك روايتين وكتابا يستحقون ان نذكرهم ونقدر دور الذين تابعوا في خطى دمنهوري، فكانوا جديرين بالتذكير والتكريم . تلا ذلك ندوة بعنوان ( حامد دمنهوري الأديب والروائي والمربي المسؤول ) شارك فيها الدكتور عبد الله الحيدري وموضى الخلف، وأدار الندوة الدكتور صالح جمال بدوي تلاها مداخلات لعدد من المثقفين والمثقفات . وفي نهاية الحفل قدم وزير الثقافة والاعلام هدية لأسرة الأديب الروائي الراحل حامد دمنهوري عبارة عن تسجيل إذاعي، كما تم تكريم عدد من كتاب الرواية.كماقدم النادي الأدبي هدية تذكارية لأسرة الأديب حامد دمنهوري، ثم قدم رئيس نادي مكة الثقافي الادبي هدية النادي لوزير الثقافة والإعلام . دمنهوري أسرته جاورت البيت الحرام وكرس جهده للعمل الأدبي والتربوي قال طاهر صالح دمنهوري في كلمة اسرة الاديب الراحل دمنهوري قال فيها : أمسية اليوم رحلة إلى الماضي تبحر بنا في سيرة الأستاذ حامد حسين دمنهوري رحمه الله احد الرواد البارزين عرف بأنه رجل التربية و التعليم والكاتب والروائي والشاعر والأديب رحل من بيننا إلا ان ذكراه لازالت خالدة بما خلفه من سيرة عطرة حيث كان محبوبا لما يتمتع به من خلق حميد وطبع هادئ واهتمام بمصالح الآخرين وجدية في العمل نابعة من احترامه للوقت عرفته الأسرة بارا بوالديه دائم السؤال عن أخواته شديد الحرص على حثهم الاهتمام بتعليم أبنائهم فقد كان مدركا أهمية التعليم . وأضاف: فارس الليلة احد رموز الوطن البارزين فهو مفكر تربوي وقامة أدبية علاوة على انه رجل دولة من الرعيل الأول له رؤى تربوية وثروة أدبية وفكرية توارثتها الأجيال عبر نصف قرن ولذلك فالحديث عنه يدفعنا دائما على أن نكون في عجالة لان الفترة الزمنية التى عاشها تعتبر قصيرة مقارنة بما خلفه من فكر متنوع، فقد كانت وفاته فاجعة، خفف من وطأتها وقوف الملك فيصل طيب الله ثراه مع العائلة ولا ننسى كلماته الخالدة في عزاء الفقيد واصفا إياه بأنه كان (كف اليد عف اللسان) وامتداد لاهتمام الأسرة الكريمة برعاية أبناءها، جاء ذلك العطاء الرائع لسلطان الخير بإبتعاث ابن الراحل على حسابه الخاص للدراسة في الخارج فكانت لفته كريمه من سموه حفظه الله، طوقت أعناق الأسرة فجزاهم الله عنا خير الجزاء وغفر لصاحب المعالي السيخ حسن آل الحسن الذي آزر أسرة الفقيد طوال حياته. وتوفى حامد رحمه الله في شعبان 1385ه ورثاه عدد كبير من الأدباء والشعراء والكتاب معبرين بان وفاته تعتبر خسارة كبيرة . وكانت ولادته فى مكةالمكرمة عام 1340 وقد نشأ فى اسرة تجاور البيت الحرام وتلقى تعليم المرحلة الاولى بها بيد ان حياته العملية بدأت بعد تخرجة من كلية الاداب جامعة فاروق بالاسكندرية عم 1365 حيث عمل بمدرسة تحضير البعثات، ومن ثم تقلد عددا من المناصب فى الداخلية والمعارف وديوان صاحب السمو الملكي نائب الملك (آنذاك) الى ان تم تعينه وكيلا لوزارة المعارف للشؤون الثقافية حتى وفاته، وقد ترأس خلال تلك الفترة وفود المملكة المشاركة فى العديد من المؤتمرات ( عن التعليم الفني والالزامي فى القاهرة، والتعليم العام فى جنيف) . وتميز رحمه الله بالعديد من الاهتمامات حيث عمل فى موسم حج عام 1373 مديرا منتدبا للاذاعة، وتولى الاشراف على تحرير مجلة المعارف منذ صدورها عام 1379ه الى ان توفى. وعين في عام 1383ه عضوا بمؤسسة اليمامة وشارك فيها بالكتابة من خلال زاويته ( من تجارب الآخرين ) وهي عبارة عن صورة لمشاهدات في المجتمعات المتقدمة تتعلق بالحياة العامة، وكان يتطلع إلى ان يراها في مجتمعنا وله أيضا عددا من المقالات الأدبية المتنوعة والمساهمات الشعرية والقصصية والأمثال الشعبية كل ذلك لم يكن عائقا أمامه فى ان يتولى رعاية أسرته وأبنائه حيث كان متابعا لشؤونهم الدراسية وظل يسابق الزمن لعل إحساسا يراوده بان الأيام سوف تمضي سريعا فكرس جهده للعمل الروائي واختار لأحد رواياته عنوان (مرت الأيام)، وقد جاء العنوان مصادفة تعبيرا عن تلك الفترة القصيرة التي عاشها لراحل أما العنوان الثاني لرواية (ثمن التضحية) كان بمثابة رسالة غير مقصودة لزوجته التى تحملت بعد وفاته مسؤولية رعاية ابن وأربع بنات لم يبلغوا سن الرشد وهي في عقدها الثالث، ولم تستطع الأيام أن تطفئ سنوات فاشتد حزنها لولا تكاتف الأسرة والوقفة الصادقة من أشقاء المرحوم وشقيقتها، علاوة على إيمانها العميق الذي فجر فيها ينابيع الصبر، لتجني فيها بعد ثمن التضحية فقد نهل بناتها العلم من مجالات مختلفة ليعدن بعد الابتعاث يحملن درجة الدكتوراه محققين بذلك حلما لوالدهم الذي أسهم منذ بداية حياته في بناء صروح العلم والمعرفة، ومرت الأيام وتوفيت الام الصابرة قبل خمس سنوات بعد ان اعياها التعب وهي تنوء بأعباء المسؤولية خلال سنوات طوال شعرت فيها بالشوق إلى لقاء الزوج والابن ولكنها كانت سعيدة راضية بما تحمله لهم من أخبار سارة حيث أدت الأمانة بإخلاص (فاللهم اغفر لهم جميعا ووفقنا لما يرضيك عنا وسخر لنا من الأعمال ما يكسبنا بر الوالدين في حياتهم وبعد مماتهم انك على كل شيء قدير). مشاهدات •حضور كثيف من الوجهاء وكبار المسؤولين والمثقفين والإعلاميين • الوزير كان دقيقا في موعده حين وصل إلى مقر الحفل • الوزير كان يتحدث بأريحية وتوسع عن الأديب دمنهوري والبعض أعاد ذلك إلى روحه الأدبية • حضور نسائي كثيف وملفت في حفل التكريم • مدير الندوه لم يحدد زمنا للمتحدثين مما جعلهم يستطيلون في اوراقهم البحثية • في نهاية الأمسية قدمت العديد من الهدايا التذكارية