"الأرض هي وطننا ومستقبلنا" هو شعار اليوم العالمي لمكافحة التصحر هذا العام والذي يوافق 17 يونيو من كل عام. والشعار موجه إلى لفت انتباه العالم إلى الدور المركزي الذي يمكن أن تلعبه الأراضي المنتجة والحد من الهجرة المتزايدة إلى المدن والتخلي عن الأراضي المنتجة مما يؤثر سلبياً على التنمية المستدامة في المستقبل. أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1994 أن يوم 17 يونيو من كل عام هو يوم عالمي لمكافحة التصحر واالتخفيف من آثار الجفاف، وفي نفس العام، اعتمدت اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر. واعترفت الجمعية بأن التصحر والجفاف يمثلان مشكلتين عالميتين لأنهما يؤثران على جميع مناطق العالم. كما أدركت الجمعية ضرورة العمل المشترك من جانب المجتمع الدولي لمكافحة التصحر والجفاف. ودعيت الدول إلى تكريس اليوم العالمي لتعزيز الوعي بضرورة التعاون الدولي لمكافحة التصحر والتخفيف من آثار الجفاف خاصة في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد، أو والتصحر. وحيث تم اختيار شعار هذا العام من قبل الأممالمتحدة تحت عنوان "الأرض هي وطننا ومستقبلنا". ويهدف إلى تعزيز قدرة المجتمعات المحلية على التكيف مع النظام الإيكولوجي وتحسين ظروف الإنسان خاصة في الأراضي الجافة. أشارت منظمة الأممالمتحدة أن أكثر من 100 من أصل 169 بلداً متأثرون بالتصحر أو الجفاف. وضعوا أهدافاً وطنية للحد من تدهور الأراضي المتروكة بحلول عام 2030. وسيؤدي الاستثمار في الأرض إلى إيجاد فرص عمل محلية وإعطاء الأسر والمجتمعات فرصاً عالية مما يعزز الأمن الغذائي وفتح آفاق مستقبلية للاستدامة. يعرف التصحر بأنه تدهور الأرض في المناطق الجافة وشبه الجافة والجافة شبه الرطبة ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى التغيرات المناخية والأنشطة البشرية كإزالة الأشجار والرعي الجائر، والتوسع العمراني والصناعي على حساب أراضي المراعي والغابات. ويشمل النظام البيئي للأرض: التربة وموارد المياه والكائنات الحية (حيوانية ونباتية) والتفاعلات البيئية التي تحفظ توازن النظام، والأراضي هي النظام الذي ينتج ما يحتاجه الإنسان من غذاء بالإضافة إلى أهميتها كموائل ومصدر غذاء للحياة البرية، والأراضي في المناطق الجافة هي نظم بيئية هشة سريعة التأثر بأي متغيرات تحدث لها مما يؤدي في الغالب إلى تدهور النظام البيئي. ومن أهم مظاهر التصحر بالمملكة وأسبابه، زحف الرمال وخاصة في المناطق التي تدهور فيها الغطاء النباتي، كما أن تدهور الغطاء النباتي في مناطق المراعي والغابات بسبب الرعي الجائر والاحتطاب يؤدي إلى تدهور التربة نتيجة للتعرية الهوائية والمائية، فقدان التنوع الحيوي نتيجة لفقدان الموائل، تدهور الغابات وزيادة في انجراف التربة وتكرار حدوث الفيضانات والسيول وذلك لزيادة النشاط العمراني والزراعي في مناطق الغابات بالإضافة إلى قطع الأشجار للاحتطاب وتكرار فترات الجفاف، تملح وتغدق التربة وانعكاس ذلك على تدني الإنتاج النباتي في بعض المواقع. وهكذا تتوالى حلقات سلسلة التدهور في سائر عناصر النظام البيئي. وينبغي في هذا اليوم أن يذكر الجميع بالدور الهام التي تؤديه الأرض في إنتاج الأغذية، وتوليد فرص العمل وقدرتها على الاستدامة والاستقرار الأمن للأماكن المتأثرة بالتصحر للمحافظة على مواردنا الطبيعية من أجل تفادي أسباب تدهور الأراضي.