قال تقرير للاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر التابعة للامم المتحدة ان التصحر يطال اراضي 110 دولة وهو آفة تهدد الانتاج الغذائي لخمس سكان العالم (مليار نسمة) وتقدر الخسائر التي تسببها على المستوى العالمى بحوالى 42 مليار دولار سنويا. واكد التقرير عن التصحر في منطقة اقليم غرب آسيا الذي اوردت مقاطع منه امس الاحد وكالة انباء الامارات بمناسبة بدء الاجتماع الوزاري الثاني للدول الاطراف في اتفاقية الاممالمتحدة لمكافحة التصحر في ابو ظبي، ان مشكلة التصحر تعد من أهم المشاكل البيئية التي تهدد مستقبل البشرية لتأثيراتها المباشرة على مصادر غذاء الانسان وبالتالي على صحته واسلوب حياته. واشار الى أن التصحر يتمثل في تدهور الاراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة وشبه الرطبة نتيجة عوامل مختلفة بينها الاختلافات المناخية والانشطة البشرية. وافاد التقرير انه عادة ما يبدأ التصحر بتدهور الغطاء النباتي ثم بتعرية سطح التربة وتعرضها لعوامل التعرية الهوائية والمائية الى أن تفقد الطبقة السطحية للتربة وتصبح الارض جرداء لا تمسك ماء ولا تنتج نباتا. وتشير التقارير العالمية التي صدرت عن الاممالمتحدة أن العالم يفقد سنويا حوالى 24 مليار طن من التربة السطحية وان حوالى 70 بالمائة من أجمالي مساحة الاراضي الجافة المستخدمة في الزراعة فى العالم تضررت بدرجات متفاوتة من جراء عمليات التصحر. واشار تقرير الاممالمتحدة الى ان دول غرب آسيا تقع ضمن الحزام الصحراوي الجاف لغرب القارات والذي يتميز بانخفاض معدل الهطول المطري وتذبذبه وارتفاع كل من درجات الحرارة ونسب التبخر. ومن الناحية المناخية يتلقى 72 بالمائة من مساحة هذا الاقليم هطولا مطريا أقل من 100 ملم في السنة و15 بالمائة تتلقى ما بين 100 الى 300 ملم في السنة و10 بالمائة تتلقى أكثر من 300 ملم فى السنة. وقال التقرير انه نتيجة للظروف المناخية الصعبة لهذا الاقليم وأزدياد الضغوط البشرية على الموارد الطبيعية فقد زادت من التأثيرات الحادة لكل من الجفاف والتصحر والتي أصبحت اثارها تهدد مساحات كبيرة وتؤثر فى حياة ملايين البشر. وحدد تقرير الاممالمتحدة أربعة أنشطة بشرية تعتبر الاسباب المباشرة لعملية التصحر وهي الاستعمال المكثف للاراضي الزراعية مما يؤدي الى تدهور التربة وأستنفاد خصوبتها والرعي الجائر والمبكر مما يؤدي الى تدهور الغطاء النباتي الرعوي الذي يحمي التربة من عوامل التعرية وأزالة الغابات التي تعمل على تثبيت التربة وتحافظ على مساقط المياه وبالتالي يتم تعريض التربة لعوامل التعرية وخاصة المائية والاسراف في الري وسوء الصرف الذى يؤدي الى التملح وتصحر الاراضى. يشار الى ان عدد الدول الموقعة على اتفاقية الاممالمتحدة لمكافحة التصحر فى البلدان التي تعانى من الجفاف الشديد والتصحر (1994) بلغ بنهاية نيسان/ابريل الماضي 110 دول وان عدد الدول المصدقة على الاتفاقية بلغ 186 دولة من ضمنها دول غرب اسيا باستثناء العراق. وتهدف الاتفاقية الى مكافحة التصحر وتخفيف اثار الجفاف فى البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد و التصحر وخصوصا في أفريقيا وذلك بأتخاذ أجراءات فعالة على جميع المستويات مدعومة بتعاون دولي وترتيبات شراكة فى أطار منهج متكامل منسق 21 للاسهام فى تحقيق التنمية المستدامة فى المناطق المتأثرة. وتقدم الاتفاقية مساعدة فنية لاغلب دول الخليج العربية لتنفيذ برامجها الوطنية لمكافحة التصحر.