حذر مختصون من الأممالمتحدة بمجال مكافحة التصحر والفاو من مخاطر الرعي الجائر والاحتطاب بالمملكة وما يمكن ان يسببه من تدهور على الموارد الطبيعية وتقليص القطاع النباتي والذي ينجم عنه زحف الرمال والعواصف الرملية وتدهور التربة كلها. جاء ذلك خلال زيارة الوفد الى محافظة الأحساء والذي ضم الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر السيد لوك غنا كادجا وخبير الموارد الطبيعية بمنظمة الأغذية العالمية والزراعة (الفاو) الدكتور المصطفى ضرفاوي والمنسق الإقليمي لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر يولنج يونج ومساعد مدير إدارة الموارد الطبيعية المهندس عبدالعزيز الهويش. وزار الوفد ترافقه «اليوم» المنتزه الوطني (مشروع حجز الرمال) حيث كان في استقبالهم مدير المديرية العامة للزراعة بالأحساء المهندس محمود الشعيبي وعدد من منسوبي الزراعة حيث استمع إلى شرح عن المشروع واطلع ميدانيا على العمل داخله وكيفية الاستفادة من النباتات وتنوعها ودورها في وقف زحف الرمال.كما اطلع الوفد على المعرض القائم بالمنتزه وتعرف على الحرف اليدوية والأكلات الشعبية بالمحافظة وزاروا عدد من المعالم الأثرية منها قصر إبراهيم وبيت البيعة والمدرسة الأميرية وسوق القيصرية، كما زار الوفد هيئة الري والصرف وكان في استقبالهم مدير عام هيئة الري والصرف المهندس احمد الجغيمان. وعبر الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر كادجا ل «اليوم» عن سعادته بزيارة الأحساء مؤكدا أن زيارته للمحافظة للوقوف على المنجزات والأعمال التي أنجزتها المملكة في مجال مكافحة التصحر ووقف زحف الرمال ومقاومة أثار الجفاف. وقال محافظ الأحساء واحة قديمة جدا وقفت في وجه الظروف الطبيعية والمناخية الصعبة وها هو المشروع الذي نفذ جنبها أصبح منتزها يقف فيه الناس على نتائج المجهودات التي أقيمت لمكافحة التصحر، وما نراه اليوم في الواحة من انجازات تشكل لنا دروسا نتعلم منها وكيف ان هذه الواحة صمدت في وجه الظروف الصعبة.وأضاف كادجا: إن موضوع المياه يفرض علينا جميعا ان نرى مختلف الوسائل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر كادجا: زيارة الأحساء للوقوف على المنجزات والأعمال التي أنجزتها المملكة في مجال مكافحة التصحر ووقف زحف الرمال ومقاومة أثار الجفاف مستقبلا بمنظور الاستدامة، وهذا يتطلب ان نعطي عناية أكثر للخيارات التي نعتمدها والأنواع النباتية التي نختارها لضمان الاستدامة، وأيضا كيف تواجه المملكة هذه التحديات والاستفادة منها في هذا المجال. وعن واقع المملكة من هذه التجارب قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر: في كل البلدان هناك أعمال جيدة وتحديات وهنا في المملكة ما يثير انتباهي وما يهمني هو ما تم انجازه مؤكدا أن هناك مجهودات كبيرة وقيمة في المملكة رغم انه ومع الأسف هناك تدهور في الموارد الطبيعية منها تدهور القطاع النباتي بسبب الرعي الجائر والاحتطاب ما أثر على تقلص القطاع النباتي. وأضاف عندما ينكمش القطاع النباتي ويتقلص يعطي فرصة امام الرياح والمياه للتعرية سواء الفيضانات او الرياح وزحف الرمال والعواصف الرملية، مبينا ان تدهور التربة ناجم بسبب الرعي الجائر والاحتطاب بالإضافة لأسباب اخرى منها الزحف العمراني ومنها قلع الرمال والحرائق في مناطق الغابات. وأكد على أهمية الحد من التدهور في الطبيعة بتكثيف الجهود في اقامة المشاريع مثل التشجير وغيره وتحسين القطاع النباتي والعمل على وقف اسباب التدهور خاصة الرعي والاحتطاب الجائر. وعن شجرة (برشويس) الموجودة بالمشروع قال كادجا: انها شجرة ممتازة لأنها تنمو ولا تحتاج لكميات من الماء وهي تفترش وتغطي الارض وهي تشكل مصدات لحجز الرمال، كما أنها رائعة وجيدة لتغذية الحيوانات من ثمارها واوراقها، الا ان مشكلتها في بعض المناطق تصبح غازية مثال ذلك في جنوب غرب المملكة في بعض المناطق منها فرسان اصبحت الشجرة غازية منوها الى عدم زرعها داخل الواحة وقرب المناطق الزراعية على الرغم من انها احسن الأنواع لتثبيت الرمال مشيدا بالمجهودات الممتازة في اختيار الانواع وتحسين العمل داخل المنتزه. ودعا خبير الموارد الطبيعية بمنظمة الاغذية العالمية والزراعية (الفاو) الدكتور المصطفى ضرفاوي الى بذل جهد اكبر في مجال تطبيق نظام المراعي والغابات لمواجهة التصحر الأمر الذي سيؤدي إلى التقليل من العواصف الرملية والتقليل من زحف الرمال ويعطي نظاما بيئيا جميلا جدا للتنزه خاصة ان السعوديين يحبون البر والتنزه منوها الى اهمية المحافظة على القطاع النباتي وتطويره. واشاد بجهود القائمين على مثل هذه المشاريع التي سيكون لها وقع جيد على المملكة اقتصاديا واجتماعيا وسيوفر متنزهات كثيرة. وأشار الى جهود وزارة الزراعة والجهات الاخرى المعنية من القطاعات الحكومية والخاصة والتي بذلت جهودا لوضع أنظمة خاصة تمنع الاحتطاب منذ عام 1431ه . وأكد على تكثيف الجهود للحد من العوامل التي تؤثر على القطاع النباتي خاصة ان المملكة لها القدرة والامكانيات الكبيرة المادية والمعنوية في الحد من التدهور البيئي وإنشاء محميات منها محمية الدهناء وغيرها.وبين مدير المنتزه المهندي محمد الحمام ان المملكة حرصت على القطاع النباتي بعمل محميات في كثير من انحاء المملكة ودفعت إعانات وتشجع على استيراد الفحم والحطب من خارج المملكة للتقليل من عملية الاحتطاب مؤكدا ان الوزارة حريصة على الحد من الاحتطاب والرعي الجائر وتذليل كل العقبات في سبيل رفع القطاع النباتي في المملكة.