لا يكاد يمر عام حتى يعود الجدل حول استخدام مكبرات الصوت في صلاة التراويح والقيام في مساجد الفروض؛ نتيجة عدم التقيد من بعض حديثي الإمامة والمتحمسين بما يصدر عن وزارة الشؤون الإسلامية من تعليمات تكرر سنوياً، وتنص على منع مكبرات الصوت الخارجية في صلاة التراويح في مساجد الفروض، وقصر استخدامها على الجوامع فقط، وبشكل غير مبالغ فيه؛ مراعاةً لظروف المعذورين وعملاً بفتاوى كبار العلماء، الذين يرون أن لا يخرج القرآن عن آداب الضراعة والخوف من الله، والنأي به عن مواطن السمعة والرياء، وأنه ليس من تنزيه كتاب الله تعالى وتوقيره أن يرفع الإمام صوته بالقرآن من خلال مكبرات الصوت، ويعدون ذلك من الجهر المكروه ومن المضارة بالقرآن الكريم، ومن ذلك قول فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -رحمه الله- الذي اعتبر فيه استعمال مكبر الصوت في الصلاة الجهرية على المنارة عمل منهي عنه؛ لأنه يحصل به كثير من التشويش على أهل البيوت والمساجد القريبة، وأورد -رحمه الله- بعض الأدلة من الأحاديث وآراء العلماء ومنها ما روي عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- من مجموع الفتاوى في قوله: ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بحيث يؤذي غيره كالمصلين، وفي جواب له من الفتاوى الكبرى: ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد، أو فعل ما يفضي إلى ذلك منع منه.