توجد في داخل دماغ الإنسان ساعة، تسمى الساعة البيولوجية تعمل على ضبط إيقاع وتيرة الحياة عند الإنسان، وتتحكم في النشاط الهرموني للجسم.. وبالتالي توجهنا للنوم في كل ليلة، وتنظم مواعيد النوم بشكل دقيق بقدرة الخالق عز وجل. ولكل إنسان ساعته البيولوجية الخاصة، وتختلف هذه الساعة من شخص لآخر، حيث تحدد نشاطه وتنظم دورة حياته اليومية بكل دقة. وفي شهر رمضان المبارك تتغير عادات الإنسان، حيث يتجه البعض إلى السهر في الليل والنوم في النهار. ولهذا يتأثر نظام النوم ونظام الساعة البيولوجية التي تضبط أنشطة الإنسان الحيوية، وكذلك تغيير عادات الأكل والشرب مما يؤثر على صحة الإنسان. ومن أجل تنظيم حياة الإنسان خلال شهر رمضان، فإنه من المستحسن تناول ثلاث وجبات مثل ما كان عليه نظام الأكل خلال أيام السنة كلها. حيث يتناول الإنسان طعام الإفطار على شكل وجبة خفيفة قبل الذهاب لصلاة المغرب، ووجبة متوسطة بعد مرور ساعة إلى ثلاث ساعات. ولا بد من تناول السحور الذي يجنب الإنسان الجوع والعطش خلال النهار. ومن المهم الحرص على توازن كمية الطعام والابتعاد قدر الإمكان عن الطعام الدسم والمقليات والحلويات والنشويات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر. إن تغيير نظام الطعام والشراب في شهر رمضان يؤدي إلى إصابة بعض الأشخاص باضطرابات النوم، حيث يزيد اختلال مواعيد النوم والاستيقاظ والسهر من فرص الإصابة باضطرابات الساعة البيولوجية، وهذا يؤثر سلبا في نشاط الإنسان. ومن أجل ضبط ساعتك البيولوجية في رمضان، فإنه من المستحسن الاستيقاظ في نفس الموعد الذي كنت تستيقظ فيه قبل شهر رمضان، والامتناع عن نوم الظهيرة أو النوم بعد الإفطار مباشرة. ومن المفضل الحصول على فترة راحة واسترخاء بعد العودة من صلاة التراويح وتجنب النوم العميق. وينصح الأطباء بالتقليل من كمية الطعام في فترة السحور، والامتناع عن تناول المشروبات التي تحتوي على (الكافيين) مثل القهوة والشاي على مائدة السحور، حتى لا يتسبب ذلك بالنوم المضطرب واختلال نظام الساعة البيولوجية. ومن الضروري عدم التعرض للضوء الشديد أو الضوضاء خلال فترة السحور وذلك لتقليل درجة نشاط المخ، فيكون الإنسان مستعدا للنوم في موعد النوم الطبيعي عند منتصف الليل أو بعده بساعة أو ساعتين إن أمكن.