يعاني الطلاب والطالبات مع بداية كل عام دراسي جديد، من اضطراب نفسي وسلوكي أثناء استيقاظهم، فقد اعتادوا على السهر ليلا، والنوم في أوقات متأخرة، حيث تنوعت وسائل السهر في مجتمعنا، كقضاء ساعات طويلة من الليل على برامج التواصل الاجتماعي، أو السهر مع مجموعة الأصدقاء والأصحاب، أو قضاء الساعات الطوال من الليل بالاجتماعات الأسرية بين أفراد العائلة، ومع أول يوم دراسي تبدأ المشكلة، وتعاني الأسر من اضطراب النوم لدى أبنائهم، وتستمر المعاناة لعدة أيام، حتى يستطيع الطلاب تنظيم نومهم، والعودة إلى الوضع الطبيعي، وتعتبر» الساعة البيولوجية هي المحرك الأساس لضبط السلوك اليومي للإنسان، بل إنها هي المسؤول عن تنظيم الوقت ومعالجة الاضطرابات والتغيرات التي تطرأ على حياة الإنسان. إن أهمية الساعة البيولوجية وقدرتها على التأثير والتأثر، سوف يساهم ويساعد على سبر أغوار الحالات النفسية لدى الطلاب والطالبات، وهو –بلا شك- سيفسر لنا وللمختصين كثيراً من التصرفات والسلوكيات التي تنتج عن هؤلاء الطلاب، ولعل من الأهمية بمكان العمل على تنظيم وترتيب الأوقات والأولويات اليومية لدى الطلاب على وجه العموم بجانب الاستعداد المبكر للنظام اليومي الجديد قبل بدء الموسم الدراسي بوقت كافٍ وسائل ضبط الساعة البيولوجية خالد الشبيلي -مدير إدارة نشاط طلابي بمدرسة أهلية- يرى أن ضبط الساعة البيولوجية -لاسيما بعد الإجازات- يأتي بالتدرج ويقول: ان الأسر تعاني بداية الدراسة من اضطرابات النوم لدى أبنائهم الطلاب، حيث يضطر الطلاب للاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى المدرسة، ولم يأخذوا كفايتهم من النوم إذ إنهم قد اعتادوا على السهر ليلا والنوم نهارا أثناء الإجازة الدراسية وهناك الكثير من العوامل التي تساعدهم على ذلك، كبرامج التواصل الاجتماعي في الهواتف النقالة والحواسيب الشخصية، والسهر لفترات طويلة مع زملائهم وأصدقائهم أو في المنزل على التلفاز، أو السهر مع الأسرة لأوقات متأخرة، وعندما تبدأ الدراسة تجد الأسرة صعوبة في تنظيم نوم أبنائها، وما هو مؤسف حقا أن البعض يذهب إلى المدرسة في الأيام الأولى وهو لم ينم طيلة الليل، ويعوض ذلك أثناء عودته للمنزل، وهذا خطأ فمن الصعب التأقلم مع الوضع بهذه الآلية فقد خلق الله الإنسان لينام بالليل ويعمل بالنهار، ولن يكون الإنسان بنفس الفاعلية والنشاط في حال أراد تغيير نمط حياته، وكما هو معروف علميا أن الإيقاع اليومي والنشاط الهرموني يبلغ ذروته خلال النهار، والوضع الطبيعي هو أن ينام الإنسان بالليل ويعمل بالنهار، وليس العكس، وهناك عدة طرق يمكن للوالدين اتباعها مع أبنائهم والوصول تدريجيا إلى التنظيم السليم للجسم والعودة للنوم الطبيعي ومن ذلك، تهيئة الأبناء قبل الدراسة بعدة أيام ويكون ذلك من خلال ايقاظهم مبكرا وإشغالهم عن النوم، كالذهاب بهم إلى الحديقة أو المتنزهات ومن ثم العودة للمنزل، وبعد تناول وجبة الغداء السماح لهم بأخذ " قيلولة" قصيرة ومن ثم متابعة نمط حياتهم اليومية، إلى بعد العشاء وتناول طعام العشاء ومن ثم النوم مبكرا.. وهكذا على مدى عدة أيام حينها سوف ينتظم نوم الأبناء بإذن الله تدريجيا خلال فترة وجيزة ليكون بذلك على أتم الاستعداد للذهاب للمدرسة. القنوات التلفزيونية من أسباب سهر الطلاب النوم باكراً لا يحتاج إلى معجزة كما تطرق خالد الحربي-باحث اجتماعي- إلى الجوانب السلبية جراء عدم انتظام الساعة البيولوجية لدى طلاب وطالبات المدارس وقال: نلاحظ في بداية كل عام دراسي عدم تركيز الطلاب، وكثرة الشرود الذهني والتثاؤب، وكل ذلك ناتج عن اضطرابات في الجسم بسبب تغيير النمط الذي اعتاد عليه الطالب قبل المدرسة حيث السهر لفترات طويلة من الليل، والنوم في أوقات متأخرة مما يؤثر سلبا على وضعهم الجسماني والنفسي، ويضيف أنصح أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم الطلاب وتهيئتهم والاستعداد للعام الدراسي قبل موعد الدراسة بعدة أيام، وكذلك فإن الأمهات يتحملن جزءا من هذه المسؤولية من خلال تنظيم النوم لدى أبنائهن وتقديم وجبة العشاء وعدم تأخيرها.. كذلك إبعاد "المسليات" والعوامل التي تساعد على السهر، كالتلفاز فالملاحظ أن الأبناء يقضون أوقاتا طويلة أمام التلفاز ومشاهدة القنوات الفضائية، كما أنصح بفصل شبكة الإنترنت في المنزل، ونلاحظ في بداية العام الدراسي أيضا تأخر بعض الطلاب عن الحضور للمدرسة وتبدو آثار النوم على الطالب ويقضي يومه مجهدا ومتعبا، وبحسب المعلومات الصحية أن ذلك يؤثر سلبا على صحة الطالب ويتعرض لمزيد من الأرق وربما ارتفاع في درجة الحرارة، وآلام في أعضاء الجسم التي تبدو منهكة بأسباب السهر، كما أن تحديد وقت النوم من قبل الأسرة لجميع أبنائها يساعد الكل على النوم، ويختم الحربي قائلاً: أنه بحكم ممارستنا للعمل الاجتماعي وجدنا أن إقناع الطلاب بالنوم باكرا لا يحتاج إلى معجزة، فبمجرد أن تشرح للطالب الآلية المناسبة فإنه يبادر إلى تطبيقها، وقد نجحت هذه الطريقة إذ عمدنا في المدرسة إلى توعيتهم ورسم خطة لهم تساعدهم على الاستيقاظ باكرا والحد من آثار السهر السلبية. د. أحمد باهمام خالد الحربي خطوات استباقية قبل الدراسة من جهته أكد عبدالله المدخلي-المشرف التربوي بإدارة تعليم الخرج- أن ضبط الساعة البيولوجية لدى الطلاب أمر في غاية الأهمية، إذ إن تنظيم تلك الحاسة يساعد كثيرا في استيعاب الطلاب والذهاب إلى المدرسة بنشاط وحيوية بعكس إهمالها الذي يؤدي إلى الكسل والتعب الشديد والاضرابات اليومية والسلوك النفسي المغاير للطالب، وأسباب زيادة هذا الاضطراب هو تغير نمط الحياة التي نعيشها، وكما هو معلوم فإن الإنسان لا يستطيع تغيير ساعته البيولوجية بين خلال فترة وجيزة أو بوقت قياسي، لأن توقيت الساعة البيولوجية يعتمد على عوامل طرق علمية ومن ضمنها اتباع نمط حياة طبيعي بصورة منتظمة، ومن المهم أن يدرك أولياء الأمور أن الحصول على نوم كاف وجيد لأبنائهم ليس مضيعة للوقت، لأنه سنعكس إيجابا على نشاطهم واستيعابهم لدروسهم، وكذلك راحتهم النفسية وعلى اتزانهم بصورة عامة، كما أن اضطرابات الساعة البيولوجية وعدم تنظيم وقت النوم يؤدي إلى ضعف في التركيز وصعوبة الحفظ والصداع، وآلام وتشتت الأفكار، ويختم المدخلي حديثة قائلاً: ننصح أولياء الأمور والأمهات باتباع الخطوات الاستباقية السليمة لتغيير وتنظيم الساعة البيولوجية في المنزل، كتعويد الأبناء على النوم باكرا في المساء والتخفيف من وسائل السهر كافة. ويحمل المواطن فرحان آل غثيان الأمهات جزءا كبيرا من المسؤولية حيال ضبط الساعة البيولوجية لأبنائهم وقال: نعاني -حقيقة- من عدم انتظام نوم أبنائنا خصوصا في فترة الإجازة الدراسية، مما يؤثر عليهم في بداية العام الدراسي وصعوبة التأقلم مع أوقات المدرسة التي تتطلب الاستيقاظ مبكرا، إلا أن أبناءنا ينامون في أوقات متأخرة، وربما واصلوا سهرهم إلى بعد صلاة الفجر، ويجب على الأم تنظيم وقت النوم والاستيقاظ لأبنائها، ومسؤوليتها أكبر من مسؤولية الأب في هذه الجزئية، لأن الآباء عادة ما يكونون مشغولين ولديهم ارتباطات خارجية بصورة أكبر فالأعمال تأخذ جل وقتهم، وهنا يأتي دور الأم فعليها تعويد أبنائها على الاستيقاظ مبكرا من خلال عملية "الترهيب والترغيب" طبعا يكون ذلك بمشاركة الأب، ولا مانع من رصد جوائز للأبناء المحافظين على وقت النوم، وذلك تحفيزا لهم وتشجيع للأبناء الآخرين، فيبدأ التنافس بين الإخوة للحصول على الجائزة ، وبالمقابل فإن الابن الذي لا ينفذ التعليمات المنزلية يمكن معاقبته بحرمانه من الأجهزة والإنترنت أو من المصروف اليومي. خالد الشبيلي سالم آل جهيم وتطرق الأب سالم فرحان آل جهيم إلى طريقة مثلى لتنظيم الساعة البيولوجية لدى أبناءه الطلاب وقال: لدي أبناء والحمد لله كلهم متفوقون دراسيا، وبخصوص تنظيم أوقاتهم مع بداية العام الدراسي الجديد، فإنني أتبع طريقة تدريجية لاعتيادهم على وقت الدراسة وهي أنني قبل موعد الدراسة بنحو 10 أيام أبدأ بتقليص وقت السهر شيئا فشيئا إلى أن أصل إلى الوقت المناسب، فبدلا من السهر الطويل لساعات متأخرة من الليل، أدعهم يسهرون إلى منتصف الليل في البداية ومع مرور الأيام أبدأ بالتقليل فمثلا ينامون بحدود الساعة 11.30 مساء، وفي اليوم الذي يليه يكون النوم الساعة 11 وفي اليوم الثالث يذهبون إلى النوم عند الساعة 10.30 مساء وهكذا، وما أن يأتي اليوم الدراسي الأول إلا وقد اعتادوا على النوم الطبيعي في أول الليل. وقد تكون هناك عوائق لاتباع هذا الأسلوب كالمناسبات الاجتماعية التي تمتد السهر فيها إلى صلاة الفجر، أو تضجر الأبناء من النوم باكرا، ولكن مع الحزم والإصرار لن يكون هناك مستحيل، فيجب الاعتناء بصحة فلذات أكبادنا وتعويد أجسامهم على قبول الوقت الجديد الذي طرأ عليهم وهو أول يوم في الدراسة، والملاحظ في مجتمعنا عدم مبالاة الوالدين لهذا الموضوع فيتركون الأبناء ينامون ويستيقظون متى يشاؤون، وهذا بلا شك له انعكاسات سلبية يعود ضررها على صحة الطالب وتركيزه، وحالات التوتر والأرق التي تصاحب ذلك. النوم في الفصل نتيجة طبيعية للسهر تعب وإرهاق ومن جانبه قال تركي المفرح -طالب في المرحلة المتوسطة- : يحدث في الأيام الأولى من بداية الدراسة أن نشعر بتعب وإرهاق وعدم رغبة بالذهاب للمدرسة، حيث يعاني بعض الطلاب من الصداع والإرهاق نتيجة اضطراب ساعات النوم، ويستمر هذا الشعور لعدة أيام نتيجة لاستمرار ظاهرة السهر ليلاً، ويضيف بالنسبة لي فقد اعتدت قضاء أوقات وساعات طويلة على جهاز الحاسوب الشخصي ومتابعة بعض المسلسلات التلفزيونية مع إخوتي في المنزل، لذا فلا أكاد –عادةً- مع بداية العام الدراسي أن احصل على النصيب الكافي من ساعات النوم، ولذا فغالباً ما أشاهد الزملاء في المدرسة ينامون في الفصل ويعيشون صراعاً مع الخمول والكسل، لاسيما في الأيام الأولى من الدراسة، ماعدا أولئك الذين استعدوا قبل بداية الدراسة بوقت كافٍ، حيث حرص بعضهم على تعديل برنامجه اليومي وتهيئته برنامجه اليومي ليتناسب مع أيام العمل والدراسة. وعلى النقيض منه يقول منصور الذايدي-طالب في المرحلة الثانوية- : الحمد لله أنا أستطيع تنظيم وقت النوم من أول يوم دراسي، حيث كنت سابقا أعاني من هذا الاضطراب في برنامجي اليومي، إلا أنني –ولله الحمد- سلكت طريقة نافعة مفادها أنني أقوم بالاستعدادات لبدء العام الدراسي الجديد قبل الدراسة بعدة أيام حيث أبدأ بالنوم عند الساعة 11 مساء وساعدني الوالد كثيرا في تنظيم وقتي إذ يوقظني باكرا ولا يسمح لي بالعودة إلى النوم، وحينها اضطر لعمل بعض التمارين الرياضية خلال فترة النهار ثم أتصفح بريدي الإلكتروني وأعمل على قراءة ما استجد من الأخبار في الصحف والمواقع الإخبارية ثم أبدأ ببرنامجي اليومي كالمعتاد حيث الساعات الأولى من الصباح تبدو هي الفارق في المسألة، ومع بداية الليل أجد نفسي منهكا وجسمي بحاجة إلى الراحة والنوم حينها أخلد للفراش وأنام مباشرة، وعندما بدأ العام الدراسي يصبح الوضع طبيعي بالنسبة لي، ولا أشعر بأي إجهاد أو أرق. اما روان عسيري -طالبة- فقد اعتمدت على والدتها في ترتيب برنامجها اليومي أثناء العمل والدراسة، تقول روان: أمي هي التي تجبرني على النوم قبل موعد الدراسة بيوم واحد ولذا فأنا أجد صعوبة في النهوض لأنني أسهر طويلا في الإجازة وأقضي فترة معظم النهار في النوم، ويستمر هذا الحال عدة أيام ولا شك أنه أمر مزعج يتعبني جسمانيا وفكريا فلطالما شعرت بالأرق والتعب جراء السهر المتواصل، بل أنني أعاني طيلة النهار من الخمول والإرهاق، وأحيانا ارتفاع في درجة الحرارة، كما أنني أفقد شهيتي للأكل لأن تغيير أوقات الوجبات مصاحب لبرنامج الإنسان اليومي، فإذا حدث اختلال في ترتيب ساعات النوم تتغير أوقات الطعام تلقائيا، ففي العطلة نتناول الإفطار بأوقات متأخرة تصل إلى بعد صلاة الظهر! والغداء يكون في وقت العشاء، أما في المدرسة فيرجع الحال إلى وضعه الطبيعي ونتناول وجبات الطعام بالأوقات الصحيحة. مسؤولية الأب من جهتها تقول أم مساعد: نعم أنا كأم أعاني من عدم ضبط الساعة البيولوجية لأفراد المنزل وتنظيم أوقات النوم لأبنائي وبناتي وذلك بسبب السهر حيث ينام البعض منهم بعد صلاة الفجر ثم يقومون لأداء صلاة الظهر ومن ثم العودة للنوم مجددا إلى العصر ومن ثم يستيقظون ويستمرون إلى الفجر وهكذا، وآخرون نومهم ليس منتظما ينامون بعد طلوع الشمس إلى بعد المغرب وطبعا كل ذلك ناتج عن الفراغ الذي يعانيه ابناؤنا فيجدون في الوسائل المتاحة المتعة والتسلية، كمواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، وسهر الأبناء خارج المنزل مع أصدقائهم في الاستراحات، ومع بداية العام الدراسي تقع المشكلة ونجد صعوبة في تنظيم نومهم، فالبعض يذهب للمدرسة ولم ينم طيلة الليل ليعود بعد الظهر وينام إلى ساعات متأخرة ثم يصحو، ولكن بعد مرور عدة أيام ينتظم الوقت تلقائيا وتسير الأمور بشكل طبيعي. فيما حملت أم منيف الأب مسؤولية تنظيم الساعة البيولوجية في المنزل لأن الوالد يستطيع إجبار أبنائه على النوم وفرض قيود وقرارات صارمة "بالقوة"، أما الأم فهي تتودد لأبنائها كي يناموا، وقالت: نحن في جيل ما ينفع معه التودد، وتلقي اللوم على الآباء وتتعجب من انشغال الكثير منهم عن أبنائهم، وقضاء أوقات طويلة خارج المنزل وتقول: للأسف أن الكثير من أولياء الأمور يحتاج هو إلى ضبط ساعته البيولوجية قبل ضبطها لأبنائه، فهم يقضون الليل في الاستراحات مع اصدقائهم ويسهرون إلى ما قبل الفجر، وتؤكد أن المسؤولية مشتركة ويجب التنسيق والتعاون بين الوالدين لتهيئة أبنائهم واستعداداتهم لعامهم الدراسية الجديد، بما في ذلك ضبط الساعة البيولوجية لأفرد الأسرة وجعلها تتناغم مع أوقات الدراسة والعمل والواجبات. الكسل والخمول نتاج سلوكيات الإجازة نصيحة مختص ويشير د. أحمد باهمام -أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم بكلية الطب في جامعة الملك سعود، ومدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم- الى ماهية الساعة البيولوجية ودورها في عملية تنظيم الجسم، إضافة إلى نمط الحياة الحديث الذي يعيشه المجتمع السعودي موضحا ان الساعة البيولوجية تنظم عمل الجسم الوظيفي بين الليل والنهار أو الضوء والظلام، وهو نظام معقد خلقه الله سبحانه وتعالى للحفاظ على صحة جسم الإنسان. وقدم د. باهمام مجموعة من النصائح السلوكية التي تساعد على سرعة التأقلم، وتساعد في تخفيف أعراض اختلاف وقت النوم، كمحاولة تغيير وقت النوم والاستيقاظ عدة أيام قبل بداية الدوام، كما على الوالدين أن يحرصا على تعويد أبنائهم نظام الدوام المدرسي عدة أيام قبل بدء الدراسة، وقال: ان محاولة تعديل نظام النوم يجب أن يتم بصورة تدريجية، إضافة إلى تجنب الوجبات الثقيلة والدسمة في الأيام الأولى من بدء تغيير نظام النوم حتى تتوافق الساعة الحيوية في الجسم مع التوقيت الجديد، مع ضرورة التعرض لإضاءة قوية عند الاستيقاظ لمدة ساعة على الأقل (لا يتطلب ذلك البقاء خارج المنزل تحت الشمس، ولكن يمكن التعرض للضوء من داخل المنزل أمام أحد النوافذ) لأن الضوء هو العامل الأساسي في تحديد الساعة البيولوجية، حيث يخفّض مستوى هرمون النوم (الميلاتونين) في الدم، وكذلك تجنب إثارة الطفل في المساء والتقليل من الأنشطة التي تسبب الإثارة قبل موعد النوم بساعتين. وأوضح د. باهمام أن فئة الشباب يتغير نظام نومهم، حيث يتأخر وقت النوم إلى الساعات الأولى من الفجر، ويتأخر وقت الاستيقاظ إلى ساعة متأخرة من نهار اليوم التالي، وتساهم في هذه العادة الخاطئة عدة عوامل منها المسليات والتي تزداد بالليل حتى ساعة متأخرة مثل القنوات الفضائية، وتنظيم المسابقات الليلية، وزيادة نشاط الأسواق بالليل، وعشق الناس للسهر مع الأصدقاء حتى ساعة متأخرة، مما ينتج عنه تغير في الساعة الحيوية للجسم (والساعة الحيوية هي قدرة الجسم على التحول من النوم في ساعات معينة (عادة الليل) إلى الاستيقاظ والنشاط في ساعات أخرى (عادة النهار) فيصبح نهارهم ليلا وليلهم نهارًا وفي نهاية الإجازة يفاجأ هؤلاء (وبالذات الطلاب) بأن عليهم النوم في ساعة مبكرة والاستيقاظ في ساعة مبكرة من النهار للذهاب للمدرسة أو العمل، وهم بذلك يحاولون أن يستيقظوا في الوقت الذي تطلب فيه أجسامهم النوم.