بعد مضي أكثر من 15 يوماً من شهر رمضان، بدأ يراود الكثيرين هاجس العودة بالساعة البيولوجية إلى سابق وضعها قبل الإجازة وشهر رمضان، وكيفية تعديل نظام النوم الذي انقلب 180 درجة، خصوصاً مع تراجع ملحوظ في الصحة البدنية، ووجود شيء من الخمول والصداع بعد الإفطار. وقالت منال الحمد: «أنا لا أحب السهر، بيد أن طلبات أبنائي الليلية تضطرني لذلك، بسبب خشيتي من تركهم بمفردهم وما ينجم عن ذلك من مشكلات وحوادث، فوجباتهم الرئيسة اقتصرت على وجبتي الغداء والعشاء»، لافتة إلى أنهم يسهرون حتى ساعات الفجر الأولى على التلفاز والحاسوب والآي باد، مختتمين بقراءة قصة قبل النوم، وأن زوجها موظف، ودائماً يعبر عن شكواه الدائمة من إزعاجهم أثناء النوم، ما يجعل نومه متقطعاً. وذكرت مارية عبد القادر، أنه على رغم أن لديها طفل لم يتجاوز عمره العامين، غير أنها تسهر وزوجها التاجر حتى الساعة الخامسة فجراً، ويتناولون وجبة الإفطار في الواحدة ظهراً، فيما يتناولون وجبة الغداء في الساعة الخامسة عصراً، وتقول نسهر معاً على التلفاز والآي فون، بينما تشير فاطمة علي إلى أنها تسهر مع أختها لأن الليل قصير وتخشى أن تفوتها صلاة الفجر، وتذكر أختها هبة أن السهر يحلو مع القراءة وتبادل أطراف الحديث مع فاطمة. ولفتت نجمة الناصر إلى «أن نوم النهار لا يغني أبداً عن نوم الليل، وأنها مهما نامت في النهار لا تشعر بقسط كاف من الراحة، وأن ثمة أناس نظامهم الحياتي هكذا طوال العام، فيسهرون إلى الساعة 12 ظهراً وينامون حتى المساء»، فيما تشكو منى محمد من صعوبة إيقاظ زوجها الموظف، بعد أن يمتد بهما السهر حتى ساعات الفجر الأولى، مشيرة إلى أن إقبال شهر رمضان في الماضي لم يكن يسبقه أو يلازمه أي تغيير يذكر في مواعيد النوم أو الاستيقاظ. وأضافت: «في الماضي كنا ننام بعد موعد صلاة العشاء، ونستيقظ مع حلول منتصف الليل على صوت أهازيج المسحراتي، لإعداد وجبة السحور، وبعد تناولها ننام إلى حين موعد صلاة الفجر، لتنطلق الحياة من جديد، وكان يصعب السهر على ضوء الفوانيس، بيد أنه بعد دخول الكهرباء، ومن ثم التلفزيون وبقية الملهيات، اعتاد الناس على السهر». من جانبه، حذر أحد المختصين الدكتور علي الحمد من آثار السهر على جسم الإنسان، مشيراً إلى أن كثيراً من الناس، خصوصاً من فئة الصغار يقضون الليل في تناول الطعام والحلوى والتسالي وشرب المياه الغازية ما ينعكس سلباً على صحة أسنانهم.