ينادي الإعلام العربي طوال الوقت بالبطولات الجماعية, ويتهم الدراما المصرية بأنها تصر على التمسك بأعمال البطل الواحد على عكس ما يحدث في الدراما السورية واللبنانية والخليجية, وعندما يجتمع نجوم مصر العمالقة في عمل واحد تجد الإعلام يتجاهل هذا العمل مالم يكن بطله عادل إمام, أو شباب المرحلة الفنية الجديدة, ضارباً بعرض الحائط تاريخ أبطال قد لا تلد الدراما لهم خلفاء! مؤخراً, وجدنا الإعلام العربي يسلط كل أضوائه على أعمال رمضان 2017, فتعرفنا تقريباً كل أسماء نجوم الصف الأول المتنافسين على جدول المتابعة في كافة الفضائيات, ولكننا تفاجأنا أيضاً بأعمال لم نعلم عنها سوى عبر علاقاتنا الشخصية والإعلامية, نجومها من جيل الكبار الموجودين خلال هذا الموسم دون أي ذكر أو اهتمام إعلامي. أهم تلك الأعمال التي تجاهلها الإعلام مسلسل يجمع نخبة من نجوم مصر الكبار, في مقدمتهم عزت العلايلي, بوسي, فاروق الفيشاوي, سهير رمزي, خالد زكي, كمال أبو رية, ووفاء عامر. بعنوان "قصر العشاق", وهو المسلسل الذي يجمع بعضهم للمرة الأولى على الإطلاق أمام الكاميرا وبرغم ذلك لم يحظ بأي اهتمام يُذكر. "قصر العشاق" مسلسل اجتماعي إنساني وسياسي, يحكي قصة سجين سياسي "فاروق الفيشاوي" تضطره الظروف بعد اعتقاله على التعرف على اللواء "عزت العلايلي" والذي يتولى إدارة أحد السجون المصرية ويتعامل معه. فهل ينجح نجوم الزمن الجميل في جذب جمهور الألفية الجديدة الذين اعتادوا على أبطال الأكشن والقصص المستوردة؟! ليكسر بذلك قواعد الإعلام الجديد التي أهملته ولم تسلط عليه الضوء الذي يستحق. المسلسل من تأليف محمد الحناوي، وتدور أحداثه في مصحة نفسية كبيرة، يدخل فيها أبطال العمل تباعًا، حيث يمر كل بطل بقصة حب مختلفة تتسبب في أزمة نفسية له ويدخل على أثرها هذه المصحة، مع وجود جوانب اجتماعية كبيرة واختلاف في الطبقات لعرض أكثر من شريحة في المجتمع. تدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي كوميدي حول التغيرات التي شهدتها الساحة الاجتماعية خلال العقدين الأخيرين، كما أنه يقدم مجموعة من القصص الرومانسية التي سيتم تناولها بشكل اجتماعي أسري. ومن الملخص القصير للأحداث التشويقية للمسلسل والتي كشف عنها المؤلف محمد الحناوي تتضح رغبة نجوم الثمانينات والتسعينات في مواكبة العجلة الدرامية الحديثة وفرض بعض المحاور القديمة التي كان الجمهور قد اعتاد غيابها في دراما اليوم, وهو ما سيكشف مدى إمكانية نجاح هذه الأدوات بعدما تغيرت كافة المحاور تزامناً مع اكتساح الدراما التركية للعالم العربي والتي فرضت محاورها على الدراما العربية التي تحاول التشبه بها والاستقاء منها قدر الإمكان, ليأتي هذا العمل في محاولة قد تكون يائسة لفرض محاور الدراما القديمة على الدراما المستحدثة! ولنعرف الإجابة على كافة هذه التساؤلات ما علينا سوى انتظار الموسم الرمضاني حتى ينتهي فنقيس مدى الرضا الجماهيري والنقدي عنه, فهل ستفوز دراما بمعايير التسعينات في فرض نفسها بين أعمال الألفية الجديدة المستحدثة المعايير؟! سهير رمزي