من الأخبار النادرة أقرباء ينتمون لأدباء أو شعراء في تاريخ أدبنا العربي، سواء قدماءهم أو محدثيهم! وعلى سبيل الأمثلة، كعب بن زهير بي أبي سلمى في الأقدمين، والشاعر الجاهلي المتلمس خال طرفة بن العبد كذلك. وقد تعايش بعضهم بعضاً وتوارثوا الأدب وقول الشعر سوية! ولهم إنتاج شعري أدبي، وكتب عنهم ضمن تاريخ هذا الأدب الرفيع سير وأذكار وتاريخ! بل عدّ لهم دواوين وكتب وما إلى ذلك من النتاج الأدبي والثقافي! ولعل أقرب المحدثين في هذا السياق ابن أمير الشعراء حسين أحمد شوقي الذي كتب عن أبيه كتاب ( أبي ) دارساً حياة أبيه العلمية والشعرية والأدبية وهو الشاعر الذي تمتع بالحياة في القصر وعاش حياة ماتعة، وهناك الأديبة باحثة البادية بنت الأديب واللغوي الكبير حفني ناصف التي عاشت حياة أدبية رائعة بين التذوق الشعري والكتابة الأدبية والسيرة التاريخية وتعد هذه الأديبة أستاذة لكل من مي زيادة وسهير القلماوي وعائشة عبدالرحمن "بنت الشاطيء" في سياق الأدب والثقافة، وثمة الأستاذة كريمة زكي مبارك التي عنيت بآثار أبيها، زكي مبارك وبالذات آثاره التي لم تطبع في حياة والدها فقامت بطبعها كدراسات زكي مبارك بقلم زكي مبارك "وكتبت الأديبة كريمة مقدمات لكل هذه الكتب لأبيها، كدراسات حديثة ومعاصرة أعطت القراء نبذة وجوانب عن حياة الدكاترة مبارك الأدبية والأسرية والاجتماعية التي لم يعرفها هؤلاء القراء في كتب هذا الأديب الكبير. نفس الشيء عملته أ. عفاف عزيز أباظة في كتاب لها من سلسلة اقرأ الشهيرة بعنوان " أبي عزيز أباظة " استعرضت فيه مختارات من شعر أبيها مع بعض طروحات حيوية في أدبه وشعره وحياته في بيته، وكيف تلاقى أبوها الشاعر المسرحي مع الشاعر الأمير عبدالله الفيصل في مدينة جدة سنة 1968م وهي فرصة شخصية ولقاء أدبي ماتع، كما عرضت السيدة عفاف عزيز أباظة في كتابها نشاطات والدها الأدبية ورحلاته الشعرية لبغداد وبيروت إلخ. ويحلو لنا القول إن البنات.. بنات الرواد الأدباء أكثر وفاء من إخوانهن الذكور بالنسبة للكتابة والتأليف عن آبائهن الشيء الذي يظهره التاريخ الأدبي للرواد، وهذه الدكتورة مي بنت الدكتور يوسف خليف الأستاذ.. أستاذ الأدب بكلية الأدب بنفس الكلية فيما بعده، شاركت في إحياء تراث والدها بعد رحيله ككتاب " مواقف بين الشعر والنقد " الذي يضم أبواباً من قصة الشعر العربي القديم، وصوراً من أزمة الشعر العربي المعاصر وحوارات ورؤى حول النقد الأدبي ومشكلاته، بل إنها أي الدكتورة مي خليف باحثة وكاتبة ومؤلفة عن الشعر النسائي في الأدب العربي، وعن النثر الفني بين صدر الإسلام والعصر الأموي كدراسة تحليلية نقدية أدبية، مما ينم عن التأثر الأدبي والثقافي معرفياً وشخصياً، وهكذا مثل هذه المسيرة العلمية والأدبية لأقارب رواد من الأدب العربي، هذا الأدب الخصب بشخصياته وإنتاجه وطرقه وسبله للمعرفة، معرفة الحياة المعنوية والقيمية والتعبير عن كل ذلك بالموهبة والملكة والحذق والفطنة والأدب شعره ونثره، والفكر وفنون المعرفة ومن ثم الثقافة الإنسانية الشاسعة والواسعة النطاق، ولله في خلقه شؤون. د.عائيشة عبدالرحمن سهير القلماوي مي زيادة