بدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف أمس الأربعاء في موسكو محادثات يتوقع أن تكون صعبة بعد احتدام السجال في الساعات الأخيرة بين الدولتين بشأن سورية. وفي الأيام الأخيرة حصل تصعيد كلامي بين مسؤولي البلدين حول هجوم خان شيخون في شمال غرب سورية الذي اتهمت واشنطن ودول غربية دمشق بتنفيذه، وكذلك بعد تغيير الرئيس الأميركي موقفه وإصداره أمراً لتنفيذ أول قصف على موقع للجيش السوري منذ اندلاع النزاع في هذا البلد قبل ست سنوات. ولدى بدء اللقاء قال لافروف إنه يريد معرفة "النوايا الحقيقية" لواشنطن في مجال السياسة الدولية تفادياً ل"تكرار" الضربة الأميركية في سورية، والعمل لتشكيل "جبهة مشتركة لمواجهة الإرهاب". وقال الوزير "يستند نهجنا إلى القانون الدولي، وليس إلى خيار من نوع (معنا أو ضدنا)" وأبلغ لافروف نظيره الأميركي، في مستهل المحادثات في موسكو أن روسيا تأمل في التعاون مع الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب، طبقاً لوسائل إعلام رسمية. وجاء الاجتماع - المتوقع أن يركز على الصراع السوري - بعد أيام من تنفيذ أميركا هجوم صاروخي، ضد قاعدة جوية سورية، تقول إنها مسؤولة عن هجوم بأسلحة كيماوية. وذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف في تصريحات، نقلتها وكالة "تاس" الروسية للأنباء أنه "سيجرى مناقشة جميع القضايا، المتعلقة بالوضع في سورية في المحادثات المقبلة" ووصف إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بأنها "مبهمة" وأدان الهجوم الصاروخي الأميركي، ووصفه بأنه "عمل عدواني وينتهك القانون الدولي". من جهته أعرب تيلرسون عن الأمل في أن يكون اللقاء "منفتحاً وصريحاً لتوضيح بشكل أفضل الأهداف والمصالح المشتركة" و"التباين الملحوظ" في مقاربة البلدين حول الملفات الرئيسية. وكان الهدف أساساً من هذه الزيارة الأولى لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية الجديدة إلى روسيا، إرساء الأسس ل"تطبيع" العلاقات بين البلدين، وفق ما تعهد به الرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية. غير أن هجوم خان شيخون الذي أعقبته الضربة الصاروخية الأميركية ضد قاعدة جوية سورية، زادا من أجواء الحرب الباردة المخيمة بين القوتين، واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة أن العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة قد "تدهورت" منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير. ونقلت وكالات أنباء روسية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية قوله إن الموقف الأميركي تجاه سورية ما زال لغزاً بالنسبة لموسكو، وإن خطاب واشنطن يميل إلى أن يكون غليظاً وفظاً، وتأتي تصريحات ريابكوف قبل دقائق من بدء المحادثات بين تيلرسون ولافروف، وقال ريابكوف إن المحادثات ستتناول إقامة مناطق حظر طيران في سورية، وتتطرق أيضاً إلى كوريا الشمالية وأوكرانيا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ريابكوف قوله للصحفيين "بشكل عام يظل موقف الإدارة (الأميركية) من سورية يمثل لغزاً؛ فعدم الاتساق هو ما يرد على الذهن قبل أي شيء" وأضاف "وبشكل عام فإن الغلظة والفظاظة من السمات الأساسية لأسلوب الخطاب الصادر حالياً من واشنطن، ونأمل ألا يصبح ذلك المكون الجوهري للسياسة الأميركية."