«الحياة»، رويترز - ظهر خلاف روسي- غربي على آلية التحقيق في الهجوم الكيماوي على خان شيخون في إدلب، بعد عرقلة موسكو صدور قرار دولي عبر استخدامها الفيتو مساء أول من أمس ضد مشروع غربي تضمن إرسال بعثة دولية إلى موقع الهجوم ومقرات القوات الجوية السورية. وركزت موسكو أمس على تكليف منظمة حظر السلاح الكيماوي بالتحقيق، مقابل تأكيد دول غربية مسؤولية دمشق عن استخدام غاز السارين. واعتبر الرئيس بشار الأسد الهجوم «مفبركاً مئة في المئة». وأعلنت واشنطن أمس مقتل عناصر من «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية في غارة شنها التحالف الدولي على موقعهم خطأ (للمزيد). وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لا تسعى إلى تبرير خطوات الرئيس الأسد، لكن تصرّ على تشكيل فريق دولي واسع من الخبراء للتحقيق في الهجوم على محافظة إدلب وضرورة تفقد مكان الحادث في خان شيخون. وزاد أنه أبلغ نظيره الأميركي ريكس تيلرسون بهذا الموقف خلال محادثات الطرفين الأربعاء. واطلع لافروف نظيره السوري وليد المعلم على نتائج زيارة تيلرسون، ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن لافروف قوله للمعلم «إن روسياوالولاياتالمتحدة اتفقتا خلال زيارة تيلرسون على أن الضربات الجوية الأميركية على سورية ينبغي ألا تتكرر». وسيعقد لقاء ثلاثي يضم لافروف والمعلم ونظيرهما الإيراني محمد جواد ظريف. وقال لافروف أمس، إن بلاده قدمت اقتراحاً محدداً بإجراء تحقيق واسع، إلى المنظمة في لاهاي، ودعت إلى إشراك مزيد من الخبراء من الدول الغربية وروسيا في بعثة دولية للتحقيق في الهجوم. واستغرب لافروف ما وصفه بأنه «سعي الغرب للامتناع عن إجراء تحقيق موضوعي بهذا الحادث وإرسال مفتشين دوليين إلى محافظة إدلب»، مضيفاً أن الدول الغربية «تبرر موقفها هذا بأن منطقة خان شيخون غير آمنة للمفتشين». وأعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، أن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى سورية يجب أن تضم ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والدول الضامنة عملية آستانة. وقال: «اليوم، بدأت أعمال الدورة الاستثنائية للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية في لاهاي. ندعو إلى تشكيل بعثة لإجراء تحقيق نزيه ومحايد. وفي حال ساد الفكر السليم وتم تشكيل البعثة يجب أن تتشكل على أساس إقليمي متوازن. ويجب أن يدخل في قوامها مختصون من كل الدول التي يمكنها تقويم الأمور في شكل حقيقي. والمقصود كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن وكذلك الدول الضامنة عملية آستانة، أي إيرانوتركيا، وكذلك بعض الدول الأخرى، مثل البرازيل التي لديها موقف فاعل ونشط في مجال حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل، والهند وغيرها». وأعلن الوفد البريطاني في المنظمة أن عينات أخذت من مسرح الهجوم الكيماوي في سورية الأسبوع الماضي أثبتت وجود غاز السارين. وقال الوفد البريطاني خلال جلسة خاصة للمنظمة: «حلل علماء بريطانيون العينات التي أخذت من خان شيخون، وثبت وجود غاز السارين للأعصاب أو مادة تشبه السارين». وكانت اختبارات سابقة أجرتها السلطات التركية أظهرت أيضاً أن المادة الكيماوية المستخدمة في هجوم الرابع من نيسان (أبريل) هي السارين. وقالت مصادر إن المنظمة أرسلت بعثة لتقصي الحقائق لجمع عينات حيوية (بيومترية) وإجراء مقابلات مع الناجين في تركيا. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: «من المرجح أن الهجوم نفذه نظام الأسد... وبعيداً من أي شيء آخر نعتقد أن النظام وحده هو الذي لديه القدرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم»، لكن الأسد قال إن الهجوم «مفبرك مئة في المئة» وإنه استُغل لتبرير الضربة الأميركية. وأضاف أن «دمشق لن تسمح إلا بتحقيق نزيه في هجوم الغاز السام». وأعلن الجيش النظامي السوري أن ضربة جوية شنها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في وقت متأخر الليلة الماضية أصابت «مستودعاً ضخماً يحتوي كمية كبيرة من المواد السامة» تابعاً لتنظيم «داعش»، الأمر الذي نفته واشنطن. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن ضربة جوية نفذها التحالف بقيادة واشنطن الذي يحارب تنظيم «داعش» الثلثاء، قتلت خطأ 18 من أفراد «قوات سورية الديموقراطية» جنوب مدينة الطبقة في سورية. وقالت الوزارة في بيان: «الضربة كانت بناء على طلب من القوات المتحالفة التي حددت الموقع المستهدف بأنه موقع قتالي لداعش... كان الموقع المستهدف في الحقيقة موقعاً قتالياً متقدماً لقوات سورية الديموقراطية».