يتدفق سيل النازحين العراقيين من غرب الموصل بوتيرة متسارعة مع اشتداد حدة القتال في المدينة. ويصلون إلى المخيمات ليكتشفوا أنه لا مكان لهم فيضطرون للعودة إلى الحافلات أو ركوب سيارات أجرة للوصول إلى مناطق أخرى. ويتجه البعض إلى مخيمات جديدة يجري بناؤها لاستيعاب موجة النزوح لكن في ضوء سوء الأوضاع المعيشية يتجه كثيرون من سكان غرب الموصل إلى الشطر الشرقي من المدينة الذي استعادته القوات العراقية من تنظيم داعش الإرهابي في يناير للإقامة مع أقارب لهم أو إيجاد مأوى في المباني التي لم يكتمل بناؤها. وأعلنت الحكومة العراقية أمس فرار 181 ألف شخص من الجانب الغربي لمدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية الشهر الماضي لاستعادته من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. وقال وزير الهجرة والمهجرين جاسم الجاف إنه تم إسكان 11 ألفاً منهم في مخيمات الإيواء التي خصصتها الوزارة لهم، كما تم إسكان نحو 70 ألفاً مع المجتمع المضيف في أيسر الموصل (الشرقي) والمناطق الأخرى من جنوبه، مشيراً إلى أن الوزارة بالتنسيق مع شركائها، لديها إمكانية حالياً لاستقبال 100 ألف نازح آخرين. وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة ليز غراندي في بيان أمس إن منظمات الإغاثة تتحضر لاستقبال ما بين 300 إلى 320 ألف مدني إضافي يحتمل أن يفروا من الموصل خلال الأسابيع المقبلة. ويبقى هذا العدد صغيراً، مقارنة بحوالي 750 ألف شخص قدر أنهم لا يزالون داخل الأحياء الغربية للموصل لدى انطلاق العملية. وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من استعادة غالبية المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون في العراق بعد هجومهم الواسع النطاق عام 2014. وفيما عبرت الأممالمتحدة عن خشيتها من نزوح نحو مليون عراقي من الموصل، قدرت منظمة الهجرة الدولية عدد النازحين هرباً من المعارك بحوالي 238 ألفاً، غير أن عشرات آلاف النازحين عادوا إلى منازلهم في شرق المدينة بعد تحريرها.