بات جزء كبير من الجانب الغربي للموصل (الساحل الأيمن) يقدر ب80 في المئة عملياً تحت سيطرة القوات العراقية التي اندفعت أمس لتحرير الأحياء القديمة أو «الحارات»، وبينها منطقة «الدواسة» التي لا تبعد كثيراً عن المباني الحكومية ومركز المحافظة، حيث الجامع الكبير الذي أعلن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي «الخلافة» من منبره، ويتوقع إعلان استعادة قلب المدينة في وقت قريب جداً، وسط تدفق كبير للنازحين وانتقادات رسمية لجدية الأممالمتحدة واستعدادها للمساعدة في إيوائهم. (للمزيد) واستمر تقدم الجيش في اتجاه أحياء الموصل القديمة، وسط قتال، قال شهود إنه يجرى من «حارة» الى أخرى. وأعلن المقدم عبد الأمير المحمداوي أن «السيطرة على المجمع الحكومي، أي مجلس محافظة نينوى والمباني المرفقة به، ستتم غداً» (اليوم). وأكد أن وحدات الرد السريع «قريبة للغاية من تحقيق هذا الهدف». ونقل بيان لخلية «الإعلام الحربي» عن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله أن «قوات الشرطة الاتحادية وفرقة الرد السريع تقتحم حيي الدندان والدواسة وما زال التقدم مستمراً». وأكد في بيان آخر أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تقتحم حيي الصمود وتل الرمان». وتشارك الفرقة المدرعة التاسعة في معركة غرب الموصل، وتتقدم في مناطق صحراوية محيطة بالمدينة لقطع إمدادات «داعش» من معقله في تلعفر. إلى ذلك، نزح أكثر من 45 ألف عراقي من الجانب الغربي للموصل، منذ بدء الهجوم لاستعادته في 19 شباط (فبراير) الماضي، على ما أفادت منظمة الهجرة الدولية التي قدرت عدد النازحين هرباً من المعارك التي بدأت في 17 تشرين الأول (اكتوبر)، من كل المدينة بحوالى 200 ألف، غير أن عشرات الآلاف منهم عادوا إلى منازلهم في الجانب الشرقي بعد سيطرة الجيش عليه. وأوضحت المنظمة أن أكثر من 17 ألفاً هربوا من الجانب الغربي خلال شباط الماضي. ووجه وزير الهجرة جاسم محمد الجاف انتقادات حادة الى الأممالمتحدة، لتقصيرها في مساعدة النازحين. وقال في بيان: «كنا نأمل في أن نلمس دوراً واضحاً وفاعلاً للمنظمة في إغاثة وإيواء النازحين بالشكل الذي يتلاءم مع هذه الأعداد الكبيرة وبالسرعة المطلوبة، إلا أن هناك، للأسف، تقصيراً واضحاً في عملها». وأضاف أن «المنظمة تصدر كلاماً كثيراً، لكن الجهود المبذولة قليلة على رغم الأموال الطائلة التي في حوزتها»، مؤكداً أن «أكثر من 50 ألف نازح فروا من غرب الموصل منذ انطلاق العمليات لاستعادة السيطرة عليه». وزاد أن «معدل النزوح اليومي للأهالي تجاوز 10 آلاف شخص، وهذا العدد الكبير في حاجة إلى تأمين مستلزمات الإيواء، فضلاً عن الأغذية والمساعدات العينية». ونقل عدد كبير من النازحين الى مخيم حمام العليل القريب الذي لا تتوافر فيه أبسط الشروط الإنسانية. لكن المنسقة الخاصة لشؤون النازحين في المنظمة الدولية ليز غراندي قالت إن «أولوية الفرق الإنسانية هي التأكد من توافر إمكانات كافية في مواقع الطوارئ للتعامل مع المدنيين الذين يفرون من الجانب الغربي للموصل».