عواصم وكالات دقت منظمات دولية وحقوقية عدة ناقوس الخطر مع انطلاق العملية العسكرية ضد داعش في الموصل شمالي العراقين، إذ تصاعدت المخاوف من استهداف المدنيين في المدينة وعددهم نحو مليون ونصف المليون نسمة. وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد المحاصرين داخل الموصل يقدر بنحو مليون و200 ألف شخص، بعد نزوح أكثر من 100 ألف عراقي من المدينة، خلال فترة الاستعداد للمعركة. وتتوقع المفوضية أن تتسبب معركة استعادة الموصل من داعش بنزوح مليون شخص، من بينهم 100 ألف قد يتجهون نحو أربيل والسليمانية، و250 ألفا نحو شمالي نينوى، و350 ألفا نحو جنوبي نينوى وصلاح الدين. وقد شيدت الأممالمتحدة بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان، ثلاثة مخيمات لإيواء النازحين المحتملين من الموصل، فيما يستعد مخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية (14 كيلومترا عن الحدود العراقية) لاستقبال لاجئين عراقيين قادمين من الموصل. من جانبها، أعربت منظمة أوكسفام الدولية العاملة في مجال الإغاثة، عن مخاوفها من حصار مئات الآلاف من المدنيين في الموصل وسط الاشتباكات المسلحة. وقالت أوكسفام إن "العائلات تواجه خيارات صعبة للغاية، وهي إما البقاء في المناطق التي يسيطر عليها داعش التي تعاني من أعمال عنف ونقص شديد في الغذاء، أو مواجهة خطر العبوات الناسفة والرصاص هربا من الاقتتال". وطالب أندريس غونزاليس، مدير مكتب منظمة أوكسفام في العراق ب"توفير طرق آمنة كي يتمكن النازحون من الفرار من الاقتتال والحصول على المأوى والمساعدات الأساسية التي يحتاجونها".. وقالت الأممالمتحدة إن موجة نزوح كبرى من المتوقع أن يشهدها الموصل، قد تبدأ خلال أقل من أسبوع، بعد بدء معارك استعادة المدينة من تنظيم داعش المتطرف الاثنين. حسب ما أوردت فرانس برس. وقالت ليز غراندي منسقة شؤون الإنسانية في الأممالمتحدة للصحافيين، إن "توقعاتنا المبنية على معلومات أطلعنا عليها الجيش العراقي، أنه في حال شهدنا حركة كبرى للسكان، فمن المحتمل أن تبدأ بحلول خمسة إلى ستة أيام". وتستعد منظمات إغاثة اللاجئين لحشد الجهود الإنسانية مع بدء القوات الحكومية العراقية هجوما مدعوما برا وجوا من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، الاثنين، لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش. وقد يسفر النزاع عن نزوح مليون شخص واستخدام المدنيين كدروع بشرية وربما تعرضهم لهجمات باستخدام غاز سام. وافتُتح مخيم ديبكة للنازحين في عام 2015، حيث يؤوي الفارين من مناطق احتلها التنظيم المتشدد. وحتى الآن استوعب المخيم نحو 36 ألف شخص. ويستعد المجلس النرويجي للاجئين، الذي يساعد في توفير خدمات عاجلة تشمل مياه وغذاء وإسعافات طبية، لوصول الآلاف من النازحين الجدد. وقالت كورتني لير، القائمة بأعمال مدير المنطقة بالمجلس النرويجي للاجئين في أربيل "يستعد المجلس الآن لموجات ضخمة من النازحين من الموصل. ونتوقع في الأسابيع القليلة الأولى وصول نحو 200 ألف شخص ووصول عدد النازحين من الموصل في الشهور المقبلة إلى 700 ألف شخص.."