واصلت القوات العراقية أمس التقدم بهدف استعادة السيطرة على المدينة القديمة في قلب الجانب الغربي للموصل، حيث يحاصر تنظيم داعش آلاف المدنيين في هذا الجانب من المدينة التي تعد آخر أكبر معاقله في البلاد، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية. وتمثل استعادة السيطرة على المدينة القديمة ضربة قوية للتنظيم لوجود جامع النوري الذي أعلن منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «الخلافة» في مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا. وتضم المدينة القديمة التي تقع في قلب الجانب الغربي من نهر دجلة الذي يقسم الموصل إلى شطرين، مباني متلاصقة وشوارع ضيقة لا تسمح بمرور غالبية الآليات العسكرية التي تستخدمها قوات الأمن، ما يجعل المعارك فيها أكثر خطورة وصعوبة. وقال العميد مهدي عباس عبدالله من قوات الرد السريع، إن «العمليات مستمرة، تدور معارك شرسة في المنطقة (القديمة) فيها بنايات وأسواق وطرق ضيقة يتحصن فيها العدو». وأكد العميد عبدالله أن «العدو انكسر ونحن في تقدم إلى الأمام»، موضحاً «سنباشر من الجسر الحديدي باتجاه الغرب» في إشارة لتقدم القوات نحو عمق المدينة القديمة. وأشار إلى وجود مقاومة تتمثل بقناصة متحصنين في بنايات عالية. وقال «جرت أمس معارك ضارية استنزفنا فيها العدو وقتلنا ما يقارب عشرين إلى ثلاثين من الدواعش الإرهابيين». واستعادت القوات العراقية السيطرة على عديد من الأحياء والمواقع المهمة بينها مبنى مجلس محافظة نينوى (كبرى مدنها الموصل) ومتحف الموصل، خلال الأيام الماضية. وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة العراقية أمس أن 181 ألف شخص فروا من الجانب الغربي لمدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية الشهر الماضي لاستعادته من قبضة داعش. وقال وزير الهجرة والمهجرين جاسم الجاف في بيان إن «أعداد النازحين منذ انطلاق عمليات تحرير الساحل الأيمن (الغربي) لمدينة الموصل بلغت 181 ألف نازح». وأضاف «تم إسكان 11 ألفاً منهم في مخيمات الإيواء التي خصصتها الوزارة لهم» كما «تم إسكان نحو 70 ألفاً مع المجتمع المضيف في أيسر الموصل (الشرقي) والمناطق الأخرى من جنوبه». وقام عدد كبير من أهالي الجانب الشرقي للموصل باستقبال أقرباء وأصدقاء لهم من أهالي غربي المدينة. ووفقاً للأمم المتحدة فإن عدد النازحين قد يرتفع خلال تقدم القوات العراقية في الجانب الغربي الذي استعادت نحو نصف أحيائه، وتحاول كسر دفاعات التنظيم في المدينة القديمة الذي يعد هدفاً استراتيجياً في المعركة. وقالت ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة في بيان أمس إن «منظمات الإغاثة تتحضر لاستقبال ما بين 300 إلى 320 ألف مدني إضافي يحتمل أن يفروا من الموصل خلال الأسابيع القادمة». وأشارت غراندي إلى أن «العمليات الإنسانية في الجانب الغربي من الموصل أكثر تعقيداً وصعوبة منها في الجانب الشرقي». وأوضحت «الفارق الأساسي هو أن آلاف العائلات قررت البقاء في منازلها في الجانب الشرقي في حين أن عشرات الآلاف في الجانب الغربي يفرون». وفيما عبرت الأممالمتحدة عن خشيتها من نزوح نحو مليون عراقي من الموصل، قدرت منظمة الهجرة الدولية عدد النازحين هرباً من المعارك بحوالى 238 ألفاً، غير أن عشرات آلاف النازحين عادوا إلى منازلهم في شرق المدينة بعد تحريرها.