كان النجم البرازيلي نيمار مهندس "ريمونتاندا" عودة فريقه برشلونة امام باريس سان جرمان الفرنسي في اياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الاربعاء، بتحقيقه هدفين وتمريرة حاسمة في الدقائق السبع الأخيرة. كان البرازيلي البالغ من العمر 25 عاما حاسما في قلب تأخر برشلونة صفر-اربعة في مباراة الذهاب فمع بلوغ المباراة لحظاتها الأخيرة وميل كفة التأهل لصالح النادي الفرنسي، قلب نيمار المعادلة، بتسجيله هدفين (88 و90+1)، وتمرير كرة حاسمة لزميله الاسباني سيرجي روبرتو سجل منها هدف التأهل (السادس) في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع. كما ان نيمار حصل على ركلة جزاء في الدقيقة ال50 من المباراة، سجل منها زميله الارجنتيني ليونيل ميسي الهدف الثالث. وقال نيمار "هذه أفضل مباراة خضتها في حياتي.. بدا التأهل صعب المنال، فلعبنا بضغط، سعادة وقدمنا كل شيء للتسجيل". ولم يسبق لأي فريق في تاريخ دوري أبطال أوروبا، ان قلب تخلفه برباعية نظيفة في ذهاب دور إقصائي، فوزا في الاياب يؤهله للدور المقبل، الا ان برشلونة حقق المعجزة الاربعاء، ويدين بذلك بشكل أساسي لقائد المنتخب البرازيلي الذي يحمل الرقم 11 على قميصه. كان نيمار اللاعب الذي أعاد الامل الى بطل اسبانيا، فبعد تسجيل مهاجم باريس سان جرمان الاوروغوياني ادينسون كافاني هدفا بعد لتصبح النتيجة 3-1، كان يتعين على الفريق الكاتالوني تسجيل ثلاثة اهداف في نصف ساعة، وهو أمر بدا شبه مستحيل في مواجهة فريق يتمتع بدفاع قوي ونجوم من طراز عالمي. بيد ان نيمار تسلم زمام القيادة والمسؤولية في القسم الاخير من المباراة، وبعدما حصل لفريقه على ركلة جزاء سددها ميسي في الدقيقة الخمسين، كان هو نفسه مسجل الهدف الرابع من ركلة حرة مباشرة سددها بطريقة لافتة في المرمى في الدقيقة 88. وفي الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع، تولى بنفسه تسديد ركلة الجزاء التي حصل عليها زميله الاوروغواياني لويس سواريز. وفي ظل الضغط الهائل في الدقائق الاخيرة، وضع نيمار لمسته الحاسمة، اذ راوغ خارج منطقة جزاء سان جرمان، ورفع الكرة ساقطة الى داخل المنطقة بتمريرة متقنة الى روبرتو الذي انسل من خلف المدافعين كاسرا مصيدة التسلل، ليضع الكرة في شباك الحارس كيفن تراب ويطلق شرارة احتفالات صاخبة في كامب نو. ووضعت الصحف الاسبانية الخميس نيمار وزملاءه في مصاف "الاساطير"، علما انها نقلت عن لاعبي برشلونة في وقت سابق ثقة نيمار بتسجيل هدفين في المباراة. وستجعل هذه المباراة على الارجح عشاق برشلونة يتغاضون عن الاداء المتواضع لنيمار مع الفريق في الدوري المحلي هذا الموسم، اذ انه لم يسجل سوى ثمانية اهداف، الا ان المهاجم النحيل لم يفقد مهارته في المراوغة والتمرير واستفزاز الخصم. وقال اللاعب "بدا لنا اننا فقدنا فرصة التأهل، الا اننا لعبنا لا ضغوط، بفرح، وقدمنا كل ما لدينا للتسجل". وعلى مر الاعوام الماضية، كان لكوكبة المهاجمين البرازيليين الذين دافعوا عن ألوان برشلونة، لمسة خاصة على المستطيل الاخضر، من روماريو الى ريفالدو ورونالدو ورونالدينيو. اما الآن، فنيمار دا سيلفا سانتوس جونيور هو البرازيلي الذي دون اسمه كمهندس "ريمونتادا" تاريخية غير مسبوقة في أبرز بطولة أوروبية على مستوى الاندية. وقال نيمار "أدرك تماما بأننا كتبنا التاريخ، فريق كهذا قادر على فعل أي شيء". تركناهم محبطين يقول سيرجي روبرتو الذي سجل الهدف السادس (هدف التأهل) في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع "رميت بنفسي إليها (الكرة) بكل ما أوتيت، تركنا باريس (بعد مباراة الذهاب) محبطين جدا وحاليا لا يمكن وصف ما حصل، كنا مستعدين لذلك، كان الجمهور بمثابة عشرة لاعبين اضافيين، وفي نهاية المطاف هذا لأجلهم". ويقول لويس انريكي مدرب برشلونة الذي أعلن رحيله في نهاية الموسم: "هذه ليلة صعبة لشرحها بالكلمات. كانت فيلم رعب، وليس دراما، قلما شاهدت أجواء كهذه في كامب نو في مسيرتي كلاعب أو مدرب". وتعليقا على احتفاله الصاخب وركضه على المستطيل الاخضر بعيد تسجيل الهدف السادس، قال "تركت بعض أربطتي في أرض الملعب، لكن الأمر يستحق ذلك". اما رئيس برشلونة جوسيب بارتوميو فيقول: "هذا انجاز تاريخي سيبقى خالدا إلى الأبد". وأوضح صامويل اومتيتي مدافع برشلونة أنه لم يرى شيئا مماثلا في حياته وقال: "فقط في الرياضة يمكنك عيش أمور مشابهة، عرفنا كيف نصعب الأمور عليهم، كيف نجعلهم يركضون، لقد استعدينا جيدا، خسرنا المباراة الأولى، لكن إذا لعبنا بهذا الشكل، سيكون صعبا الفوز علينا". ويقول لاعب الوسط ايفان راكيتيتش لاعب "هذا جنوني. بعد باريس، تحدث كثيرون بالسوء عن فريقنا، لقد صنعنا التاريخ، نعرف اننا أفضل فريق في العالم". ويصف المدافع جيرار بيكيه مدافع برشلونة ما حدث بالمعجزة وقال: "نجحنا في بلوغ ربع النهائي، لم نتوقف مطلقا عن الايمان "بالقدرة على تحقيق ذلك". كابوس للجميع يقول القطري ناصر الخليفي رئيس باريس سان جرمان: "هذا كابوس للجميع، ثلاثة أهداف في سبع دقائق أمر صعب جدا. الكل غاضب"، مضيفا عن استمرار ايمري في تدريب الفريق "ليس الوقت مناسبا الآن للحديث عن ذلك". ويؤكد مدرب باريس سان رجمان أوناي ايمري أنهم لم يلعبوا المباراة التي أرادوها، وقال: "موقف الحكم كان دوما أقرب إلى برشلونة، لكنهم خاضوا المباراة بروحية مناسبة للفوز". ويقول قائد سان جرمان تياغو سيلفا: "كقائد للفريق، أنا فخور باللاعبين، للأسف لم تجر الامور على ما يرام، لقد افتقدنا الشخصية، لم ننجح باخراج الكرة من الدفاع. بدأنا بتشتيتها ومنحها لبرشلونة، حاولنا القيام بهجمات مرتدة لكننا لم ننجح". توماس مونييه ظهير ايمن سان جرمان: "سنحت لنا فرص عدة عندما كانت النتيجة 3-1. ارتكبنا بعدها أخطاء غير مقبولة بالنسبة الى فريق مثل سان جرمان، بالنسبة إلي لقد منحناهم المباراة بأهداف لا تصدق، كان يجب التحضير للمباراة بهدوء ومهنية أكثر، وهذا ما يفتقده سان جرمان كي ينضم الى مجموعة برشلونة أو بايرن ميونيخ". اما جوسيب غواردويلا مدرب برشلونة السابق ومانشستر سيتي الحالي فيقول: "أود تهنئة برشلونة، هذه نتيجة رائعة نجحوا بتحقيقها". غضب ضد اللاعبين حصل لاعبو باريس سان جرمان الفرنسي على استقبال غاضب من بعض مشجعي الفريق في مطار بورجيه قرب باريس، بعد عودتهم من اسبانيا وتعرضهم لخسارة مذلة امام برشلونة 6-1، أقصتهم من ثمن نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم. وهاجم نحو 30 مشجعا سيارات اللاعبين معبرين عن غضبهم لفشل بطل فرنسا في الأعوام الأربعة الماضية، في الحفاظ على تقدمه 4-صفر ذهابا في باريس، بحسب ما افاد مصدر في الشرطة. وضرب أحدهم على زجاج سيارة لاعب الوسط الايطالي تياغو موتا الذي صدم المشجع. ونقل الأخير بعد تعرضه لاصابة طفيفة إلى مستشفى في سان دوني، بحسب ما أوضح المصدر نفسه.