نشأت الأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج بمبادرات فردية من قبل بعض سفراء المملكة في بعض الدول، إلى أن تم إنشاء أول مؤسسة تربوية باسم (الأكاديمية الإسلامية السعودية)، ومقرها واشنطن عاصمة الولاياتالمتحدةالأمريكية في العام الدراسي 1984/1895م بموافقة سامية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز برقم 1572/8 في 22/7/1404ه. ثم تتابع افتتاح المدارس والأكاديميات في عدد من الدول التي يوجد فيها أبناء المبتعثين والموفدين السعوديين وأبناء العرب والمسلمين المقيمين في تلك الدول، وتتولى الإدارة العامة للمدارس السعودية بالخارج بوزارة التعليم الإشراف على المعلمين الموفدين للدول الشقيقة والصديقة فعلى مدى أكثر من أربعين عاماً امتدت جهود المملكة العربية السعودية في تقديم الدعم التعليمي للعديد من الدول حول العالم ابتداءً بدعم جمهورية غانا بعدد من المعلمين الموفدين في القرن الهجري الماضي، ثم توالت برامج الدعم لعدد من الدول مثل: جمهورية المالديف، والجمهورية الإندونيسية، وجمهورية كينيا، وغيرهم من الدول التي توالت قرارات المقام السامي بالتوجيه لإيفاد معلمين إليها كما سيتضح لاحقاً. جسور تواصل وكشف مدير عام المدارس السعودية بالخارج د. عيسى بن فهد الرميح أن المملكة ممثلة بوزارة التعليم تسعى إلى مد جسور التواصل العلمي والثقافي من خلال منظومة المدارس والأكاديميات السعودية المنتشرة خارج المملكة، والتي تضطلع بدور رئيسي في تعزيز الشراكة وتأصيلها بين الشعوب العربية والإسلامية. وقال إن الوزارة تشرف على (20) أكاديمية، ومدرسة، تنتشر حول العالم، يقدم فيها التعليم لأبناء الموفدين السعوديين ومواطني بلد المقر بطريقة المنهج السعودي المطور لغوياً وجغرافياً فيما تقدم الأكاديميات والمدارس السعودية في أمريكا ودول أوروبا النظام التعليمي الدولي (البكالوريا)، جنباً إلى جنب مع مقررات الهوية الوطنية، منفتحةً بذلك على المجتمعات المحلية داخل بلدان المقر من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة والبرامج والمهرجانات التي تعزز الهوية الإسلامية، واللغة العربية لغير الناطقين بها والراغبين في تعلمها. وأشار الرميح أن جميع الأكاديميات والمدارس السعودية في العالم لا تقف عند خدمة أبناء الموفدين، وأبناء بلد المقر، بل تمتد لخدمة الشعوب العربية والإسلامية الراغبة في تعلم العلوم الشرعية والعربية. مؤكداً أن كافة المستفيدين من الخدمات التعليمية مدينون لحكومة خادم الحرمين الشريفين بما توفره لهم هذه الأكاديميات والمدارس من تعليم متقدم في الخارج بمناهج وطنية حققت لهم الارتباط بالوطن العربي وحضارته، وأضحت شاهداً على ما قدمه المليك من بناء لنهضتنا المباركة وما وفّره من عطاء لهذا الوطن، وما يبذله -رعاه الله - من حرص على مصالح شعبه خاصة وأمته العربية والإسلامية عامة وسياسته الرائدة داخل البلاد وخارجها. نظام الدراسة والدراسة في الأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج تتم وفق مناهج المملكة وحسب أنظمة الاختبارات والقبول المطبقة في وزارة التعليم السعودية لكلا الجنسين (البنين - البنات) مع إضافة بعض المواد الخاصة بالبنات واعتماد خطة دراسية مرنة بحيث يضاف لغة وتاريخ وجغرافية بلد المقر وتكثيف حصص اللغة الانجليزية وتدريس الحاسب الآلي بالمرحلة الابتدائية وزيادة جرعات بالأنشطة الصفية وغير الصفية، وذلك متبع في الأكاديميات والمدارس السعودية كافة، وبدأت الأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج العمل (أوروبا) بتطبيق برنامج البكالوريا الدولية في المرحلة الثانوية وذلك لمواكبة التطور التربوي والتعليمي في العالم بتقديم برامج دولية تلبي حاجات الطلبة وتمكنهم من مواصلة الدراسة في أرقى الجامعات العالمية.