* يعتبر الإهمال الصحي جزءا من جميع أنواع الإهمال؛ حيث إنه مرتبط بالنمو الجسدي وبسلامة الطفل، ومرتبط أيضاً بالنمو العاطفي وسلامة مشاعر وعواطف الأطفال، كما يرتبط بالإهمال التربوي حيث سيؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على أخلاقيات الطفل ومقدرته على التحصيل العلمي، وفوق ذلك كله هو يرتبط مباشرة بالإهمال الغذائي. ويعرف الإهمال الصحي بإهمال الوالدين لصحة الطفل الجسدية والعقلية والعاطفية والغذائية والعقلية، ويحصل الإهمال الصحي حين لا يهتم الوالدان بصحة الطفل ونموه، وذلك إما لجهل أو لعدم الرغبة بالاهتمام أو تحت ظروف نفسية أو مادية معينة عند الوالدين، ولكن في جميع الأحوال فإن الوالدين هما المسؤولان المباشران عن صحة أطفالهما، ولن يكون لديهما أي عذر في إهمال صحة الطفل تحت أي ظروف وتحت أي أسباب. وقد تتحمل المدرسة أحياناً المسؤولية مع الوالدين، والأقارب غالباً من الجدات والعمات والخالات، حيث إنهم وبحكم علاقتهم مع الأطفال يستطيعون التنبؤ عن بعض حالات الإهمال الصحي ومحاولة معالجة هذا الإهمال مع الأهل. وتشمل الرعاية الصحية للطفل الحفاظ على صحة الطفل وسلامته، بالإضافة إلى العناية والاهتمام به وتأمين الغذاء والملبس والسكن الجيد والعطف والمودة والرحمة والمعاملة الحنونة والصارمة حين يتطلب الأمر وهذا وحده لا يكفي، بل يجب أيضاً أن يتابعه الأهل مع الطبيب من وقت لآخر، والذي سيعطيه التلقيحات اللازمة ضد الأمراض، ويقدم بعض القواعد الوقائية الصحية له وللأهل وسيراقب نموه ويقدم النصائح الغذائية. ويشمل الإهمال الصحي عدم الاهتمام بنظافة الطفل الجسدية ونظافة الملبس والمسكن وملبسه المناسب لكل فصل من فصول السنة، وتأمين السكن المناسب له، والمدرسة المناسبة، وخلق التوازن بين أوقات اللعب والأوقات المهمة لدراسته وتحصيله العلمي والعقلي من تعليم للقيم والدين والأخلاقيات، ويشمل الإهمال الصحي عدم إعطائه الغذاء المتوازن واللازم لنموه، وذلك لضمان حصول الطفل على الطاقة، كما يشمل الإهمال الصحي حرمانه من الرضاعة بدون أي سبب يمنع ذلك ولدوافع تخص الأم من المحافظة على رشاقتها وسلامة جسمها وهو المفهوم الخاطئ لدى الكثير من الأمهات حيث ثبت علمياً أن الرضاعة الطبيعية مفيدة للأم وللطفل على حد سواء، ويشمل الإهمال الصحي أيضاً عدم الاهتمام بإعطاء الطفل الوقت الكافي من الراحة والنوم وتركه مع الخادمات، وكذلك ترك الطفل يقوم بمشاهدة التلفاز عن قرب لأوقات طويلة، أو السماح له بمشاهدة أفلام الرعب والأفلام الخارجة عن الأدب والحشمة، كما يشمل أيضاً السماح للطفل باللعب بالألعاب الإلكترونية لأوقات طويلة. وكما يشمل أيضاً عدم الاهتمام بأسنان الطفل وسلامته بشكل عام، وسلامة الجلد والشعر والعظام وعدم الاهتمام بالطفل ذي الاحتياجات الخاصة وصحته، ومستلزمات العناية به، وعدم الاهتمام بإجراء الفحص الطبي تحت إشراف الطبيب المناسب، وعدم مراقبة الطفل والجلوس معه والتحدث معه والكشف عن مشاكله. فيجب على الأم بعد الولادة زيارة طبيب الأطفال مرة واحدة في الشهر مع الطفل طيلة عامه الأول، ثم كل أربعة أشهر في عامه الثاني، وكل 6 أشهر في عامه الثالث، ومن ثم مرة في العام إلى أن يصبح شاباً، خلال الفحص الطبي الشهري يجري الطبيب كشفاً عاماً وشاملاً على الطفل ابتداء من مظهره العام وانتهاء بردّات فعله. الفحص الطبي الشهري يشمل فحص البشرة ولون الجلد للتأكد من صفاء البشرة وعدم إصابتها بالحساسية والطفح الجلدي، وفحص منطقة السرة للتأكد من عدم وجود التهابات أو إفرازات أو فتق بالسرة، وأيضاً فحص رأس الطفل للتأكد من سلامة اليافوخين الأمامي والخلفي والتحقق من أقفالهما، وفحص عضلات العنق للتأكد من مقدرة الطفل على تحريك رأسه في جميع الاتجاهات دون أي صعوبة، كذلك فحص قلب الطفل للتأكد من تسارع دقات قلبه في الدقيقة، وفحص الرئتين للتأكد من معدل تنفسه الطبيعي، وفحص البطن للتأكد من سلامة الكبد والطحال، وفحص الأعضاء التناسلية للتحقق من وجود خصيتيه في كيس الصفن بالنسبة للذكور، أما الإناث يتم فحص الأعضاء التناسلية للتأكد من عدم وجود التهابات في الأعضاء التناسلية الخارجية وعدم التصاق فتحة المهبل، كذلك من الفحوصات الطبية للأطفال فحص الأطراف للتأكد من سلامتها وعدم وجود أي كسور فيها، وفحص أعصاب الركبة والقدم والكوع للتأكد من سلامة أعصابه وفحص مفاصل الوركين للتأكد من عدم وجود أي خلع فيهما، وفحص حلق الطفل للتحقق من حجم اللوزتين وعدم وجود أي التهابات بالحلق، فحص العينين وحركتهما للتأكد من سلامة العين وعدم وجود انحراف في الحدقة، وفي نهاية كل كشف طبي تقاس درجة حرارة الطفل وطوله وقطر رأسه، ويحدد له مواعيد لقاحاته ويقاس وزنه وطوله ويقارن بجدول النمو الطبيعي للتأكد من نموه السليم. ويجب العناية بأسنان الطفل سواء اللبنية وعددها 20 سناً، أو الدائمة وعددها 32 سناً، والتي تعطي وظيفة جمالية (المظهر)، وتقوم بمضغ الطعام، كما تساعد في نطق الحروف بطريقة سليمة (الكلام)، والعناية بالأسنان منذ الصغر تشكل الحجر الأساسي للمحافظة على أسنان سليمة في الكبر. وللعناية بالأسنان يجب تعويد الطفل على تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون بعد كل وجبة طعام، وتناول الخضروات والفواكه الطازجة يومياً لأنها تحتوي على سكريات طبيعية، الإقلال من تناول المواد السكرية، وعند تناولها يفضل أن يكون مع الوجبة وليس بين الوجبات، واستعمال السواك. * قسم التثقيف الصحي