يجري فحصُ الطفل السليم عادة ستَّ مرَّات خلال السنة الأولى من عُمره. إنَّ فحص الطفل السليم في غاية الأهميَّة للتأكُّد من أنَّ الطفلَ ينمو ويتطوَّر بشكل مُناسب. يبدأ فحصُ الطفل السليم عادةً بقياس وزن الطفل، وطوله، ومُحيط رأسه. ويستطيع مُقدِّم الرِّعايةُ الصحيَّة أن يُظهرَ كيف ينمو حجمُ الطفل مُقارنةً بغيره من الأطفال من العمر نفسه. كما يُجري مُقدِّمُ الرِّعاية الصحيَّة فحصاً جسديَّاً شاملاً للطفل من قمَّة رأسه حتَّى أصابع قدمَيه. يُشكِّل هذا الفحصُ فرصةً مُناسبة للوالدين للتحدُّث مع مُقدِّم الرعاية الصحيَّة حولَ أيِّ قلق لديهما حول صحَّة طفلهما. يتضمَّن فحصُ الطفل السليم أيضاً إعطاءَ جُرعات اللقاحات للطفل. تحمي هذه اللقاحاتُ الطفلَ من بعض الأمراض الخطيرة. ويجب أن يُعطى الطفلُ جميعَ الجرعات كي يُصبح محميَّاً. يرغب مُقدِّمُ الرِّعاية الصحيَّة خلال الفحص في الحصول على معلومات حولَ وضع الطفل الصحِّي الحاليِّ والسابق. ينبغي أن يجمعَ الوالدين كلَّ الوثائق الصحيَّة الخاصَّة بالطفل، وأن يصطحبَاها إلى الفحص. ومن هذه الوثائق بطاقةُ تلقيح الطفل، ونتائج الفحوص التي خضع لها الطفلُ عندَ الولادة، أي ما يُعرَف باسم "فحص الوليد". مُقدِّمة يجب أن يخضعَ الطفلُ خلال عامه الأوَّل لفحوص مُنتظمة من قبل مُقدِّم الرعاية الصحيَّة. وتُسمَّى هذه الزياراتُ عادة "فحصَ الطفل السليم" أو "برنامج زيارات الطفل السليم". إنَّ زيارات فحص الطفل السليم في غاية الأهميَّة، فهي تسمح بالتأكُّد من أنَّ الطفلَ ينمو ويتطوَّر كما ينبغي، كما تسمح أيضاً بالكشف المُبكِّر عن أيَّة مُشكلة في حال وجودها. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي الإجراءات التي تتمُّ في أثناء فحص الطفل السليم. وهو يُناقش معلومات حولَ الطريقة التي يجري بموجبها تقييم صحَّة الطفل. كما يُزوِّد الوالدين بالنصائح التي تُساعدهما على التحضير والاستعداد لهذا الفحص. الفحصُ الصحِّي العام للطفل (فحصُ الطفل السليم) يجري فحصُ الطفل السليم عادةً ستَّ مرَّات خلال السنة الأولى من عُمر الطفل. إنَّ فحص الطفل السليم هو فحصٌ مُستقلٌّ عن أيَّة زيارة أُخرى يقوم بها الطفلُ إلى مراكز الرعاية الصحيَّة بسبب المرض أو الإصابة. يجب أن يرى مُقدِّمُ الرعاية الصحيَّة الطفلَ بعدَ يومين أو ثلاثة أيام من العودة إلى البيت عقبَ الولادة. وبعدَ هذه الزيارة الأولى، يحتاج الطفلُ إلى زيارة مُقدِّم الرعاية الصحيَّة عندما يصبح عُمره: خلال هذه الزيارات، يستطيع مُقدِّمُ الرعاية الصحيَّة المُساعدةَ على اكتشاف المشاكل الصحيَّة عندَ الطفل في وقت مُبكِّر، أي عندما يمكن أن تكونَ مُعالجتها أكثرَ سهولة. تعدُّ فحوصُ الطفل السليم ضروريَّةً، حتَّى عندما يبدو الطفل سعيداً وفي حالة صحيَّة جيِّدة. تُساعد هذه الفحوصُ على مُراقبة نموِّ الطفل وتطوُّره. لا يجوز أن ينتظرَ الوالدان موعدَ الزيارة التالية إذا أحسَّا بقلق حول صحَّة طفلهما، بل ينبغي عليهما استشارة مُقدِّم الرِّعاية الصحيَّة فوراً. التحضيرُ لفحص الطفل السليم على الوالدين تحضير بعض المعلومات من أجل فحص الطفل السليم، ومنها معلوماتٌ حولَ الوضع الصحيِّ الحاليِّ لطفلهما، وتاريخه المرضيِّ السابق. وعليهما جمع ما لديهما من وثائق طبيَّة تتعلَّق بالطفل لاصطحابها معهما في الزيارة. ومن هذه الوثائق بطاقةُ تلقيح الطفل التي تتضمَّن ما أخذه من جُرعات اللقاح، ونتائجُ الفحوص الذي خضع لها الطفل عندَ الولادة. يجب أن يقومَ الوالدانُّ بإعداد قائمة بالتغيُّرات الهامَّة التي حدثت في حياة الطفل مُنذ آخر زيارة للطبيب، مثل: إنّ "زيارة الطفل السليم" تُقدِّم فُرصةً هامَّة للوالدينِ كي يسألا مُقدِّم الرعاية الصحيَّة أيَّةَ أسئلة تهمهما، وذلك من قبيل: يُمكن أن يسألَ الوالدان مُقدِّمَ الرعاية الصحيَّة عن التغيُّرات والتصرُّفات التي يستطيعان أن يتوقَّعاها من طفلهما في الأشهر القادمة. كما أنَّ الزيارةَ تتيح فرصةً جيِّدة للسؤال عن طريقة جعل المنزل مكاناً آمناً لنموِّ الطفل. هذه بعضُ الأسئلة الهامَّة التي يُمكن أن يطرحها الوالدان: يجب أن يحملَ الوالدان دفترَ مُلاحظات في كلِّ زيارة لفحص طفلهما، وذلك لتسجيل إجابات مُقدِّم الرعاية الصحيَّة عن أسئلتهما. وهذا ما يسمح لهما بمُراجعة الإجابات لاحقاً إذا نسيا ما قيل لهما في أثناء الزيارة. القياساتُ والفحص يبدأ مُقدِّمُ الرعاية الصحيَّة الفحصَ عادة بقياس وزن الطفل وطوله ومُحيط رأسه. يجب أن يكونَ الطفلُ عارياً خلال الفحص، لذلك ينبغي أن يحضِرَ الوالدان معهما بطانيَّةً لحماية الطفل من البرد في أثناء الفحص. تجري إضافةُ قياسات الطفل على مُخطَّطات النموِّ الخاصَّة به. ويستطيع مُقدِّمُ الرعاية الصحيَّة أن يجعلَ الوالدان يريان كيف يبدو حجمُ طفلهما بالمقارنة مع أطفال آخرين من العمر نفسه. لا يجوز أن يقلقَ الوالدان إذا كان طفلُهما لا ينمو بالسرعة نفسها التي ينمو بها غيرُه من الأطفال؛ فهذا لا يعني أنَّ طفلهما أقل صحَّةً من الأطفال الآخرين. والأمرُ المهم فعلاً هو أنَّ الطفلَ ينمو بثبات بين الزيارة والزيارة التي تليها. يقوم اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة أيضاً بإجراء فحص جسديٍّ شامل للطفل من رأسه حتَّى أصابع قدمَيه. ويُشكِّل هذا الفحصُ فرصةً مُناسبة للوالدين للتحدُّث مع مُقدِّم الرعاية الصحيَّة حولَ أيَّة مخاوف لديهما فيما يخصُّ صحَّةَ طفلهما. يقوم اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة خلال الفحص الجسديِّ الشامل بفحص ما يلي: قد يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة رأسَ الطفل بحثاً عن بُقع طريَّة؛ حيث تدلُّ البقعُ الطريَّة على أنَّ لدى دماغ الطفل حيِّزاً مُناسباً للنموِّ. يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة أُذُنَي الطفل بحثاً عن وجود سائل أو التهاب. أمَّا إجراءُ فحص شامل للسمع فغير ضروريٍّ عادة. ولكن، من الممكن أن يرغبَ اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة بأن يُبيِّن للوالدين كيف يستجيب طفلُهما للأصوات المُختلفة، بما في ذلك صوتُهما . كما يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة عَينَي الطفل أيضاً. وهو يتحرَّى عن وجود مُفرزات قيحيَّة من العَين، أو انسداد في قنوات الدَّمع. وفي الزياراتِ اللاحقة، سيقوم بتتبُّع حركة عينَي الطفل باستعمال أداة لامعة أو مضيئة، كالمصباح اليدوي مثلاً. يعدُّ فحصُ الفم جزءاً من الفحص الشامل، حيث يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة فمَ الطفل بحثاً عن علامات السُّلاق الفمويِّ وعلامات ظهور الأسنان. والسُّلاقُ الفمويُّ مرضٌ فطريٌّ شائع سهل المُعالجة. خلال الفحص الشامل، يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة جلدَ الطفل بحثاً عن الطَّفح أو عن علامات اليَرَقان. يتحوَّل لونُ الجلد وبياض العَينَين إلى الأصفر عندَ الإصابة باليَرقان، ويصبح لونُ البول قاتماً، بينما يبهُت لون البراز. واليرقانُ حالةٌ شائعة قابلة للمُعالجة عندَ حديثي الولادة. يجري فحصُ قلب الطفل ورئتَيه في أثناء الفحص الجسديِّ أيضاً. يستعمل اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة السمَّاعةَ الطبيَّة للإصغاء إلى أصوات القلب غير الطبيعيَّة أو إلى اضطرابات التنفُّس. يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة بطنَ الطفل أيضاً بحثاً عن أيِّ مكان مُؤلم أو عن ضخامة الأعضاء. ويكون ذلك بالضَّغط اللطيف على البطن. يجري فحصُ وَركَي الطفل وساقَيه في أثناء الفحص الشامل. يقوم اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة بتحريك ساقَي الطفل للتحرِّي عن أيَّة مُشكلة في مفصلَي الوركَين. يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة أعضاءَ الطفل التناسليَّة أيضاً، للتأكُّد من عدم وجود علامات التهاب أو كُتل أو إيلام. وإذا كانت الطفلةُ أُنثى، فقد يسأل الوالدين عن وجود مُفرزات مَهبِليَّة أو عدم وجودها. ويجري فحصُ الأطفال الذكور للتأكُّد من سلامة نموِّ الخصيتَين. حُقَنُ التَّمنيع (اللقاحات) يتضمَّن فحصُ الطفل السليم إعطاءَ الطفل حقناً أيضاً، حيث تحمي هذه الحُقنُ الطفلَ من أمراض خطيرة، وهي تُدعى التلقيح أو التَّمنيع أحياناً. تقوم حُقَنُ اللقاح بعملها على نحو أفضل عندما يأخذها الطفلُ في العمر المُناسب، حيث يتَّبع الأطبَّاءُ برنامجاً للتلقيح يبدأ مُنذ الولادة. يجب أن يطلبَ الوالدان من الطبيب أو من الشخص الذي يقوم بالتلقيح نسخةً عن سجلِّ لقاحات طفلهما، وهي ما يُعرَف باسم بطاقة تلقيح الطفل. وعليهما أن يحتفظَا بهذه البطاقة في مكانٍ آمن، فقد يحتاجان إليها فيما بعد من أجل المدرسة أو من أجل أمور أُخرى. يجب أن يتذكَّرَ الوالدان أنَّ طفلَهما يحتاج إلى أخذ جميع حُقن اللقاح كي يغدو محميَّاً. إنَّ كُلَّ نوع من اللقاح يحمي الطفلَ من مرض مُختلف؛ فمثلاً، يحمي لقاحُ الشلل الطفلَ من الإصابة بفيروس شلل الأطفال، حيث يُمكن أن يُسبِّبَ التعرُّضُ لعدوى الشلل إصابةَ الطفل بالشَّلل وعدم القدرة على المشي مدى الحياة. لقد اختُبرت اللقاحاتُ لسنواتٍ طويلة قبل وضعها في الاستخدام. إنَّ خطرَ التعرُّض للأذى بسبب اللقاحات ضئيلٌ جدَّاً. كما أنَّ الآثار الجانبيَّة للحُقَن خفيفة عادة، وتستمرُّ فترةً قصيرة من الزمن فقط. لا يُعاني بعضُ الأطفال آثاراً جانبية على الإطلاق. ولكن، يجب أن يسألَ الوالدان الطبيبَ عمَّا قد يحدث لطفلهما بعدَ جلسة التلقيح. نُموُّ الطفل وتطوُّره يستطيع مُقدِّمُ الرِّعاية الصحيَّة خلال فحص الطفل السليم أن يُساعدَ الوالدين على تمييز علامات يبحثان عنها عندَ طفلهما في أعمار مُختلفة. وتُدعى هذه العلاماتُ المعالم النمائيَّة أو محطَّات التطوُّر. يتحرَّى مُقدِّمو الرعاية الصحيَّة عن معالم نمائيَّة مُحدَّدة في كُلِّ زيارة. ينمو كُلُّ طفل ويتطوَّر بطريقة مُختلفة عن غيره من الأطفال. إنَّ مُعظمَ الأطفال في شهرهم الأوَّل من الحياة: وفي شهرهم الثاني: ومُعظمُ الأطفال في شهرهم الرابع: ومُعظمُ الأطفال في شهرهم السادس: ومُعظمُ الأطفال في شهرهم التاسع: يصل بعضُ الأطفال إلى بعض هذه المحطَّات التطوُّرية بشكل أسرع من غيرهم، أو مُتأخِّرين عن غيرهم من الأطفال. ولكنَّ الأمرَ الأكثر أهميَّة هو أن يُبدي الطفلُ نُموَّاً مستمرَّاً بين الزيارة والزيارة التي تليها. يقوم اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة بإخبار الوالدين عمَّا إذا كان التأخُّرُ في نموِّ طفلهما وتطوُّره يدعو إلى القلق. الخُلاصة يجري فحصُ الطفل السليم عادةً ستَّ مرَّات خلال السنة الأولى من عُمره، وذلك للتأكُّد من أنَّه ينمو ويتطوَّر بشكل مُناسب. إنَّ فحص الطفل السليم هو فحص مُستقلٌّ عن أيَّة زيارة أُخرى يقوم بها الطفلُ إلى مراكز الرعاية الصحيَّة بسبب المرض أو الإصابة. يبدأ مُقدِّمُ الرعاية الصحيَّة الفحصَ عادةً بقياس وزن الطفل وطوله ومُحيط رأسه. يستطيع اختصاصيُّ الرعاية الصحيَّة أن يجعلَ الوالدين يريان كيف يبدو حجمُ طفلهما مُقارنةً مع أطفال آخرين من العمر نفسه. كما يقوم اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة أيضاً بإجراء فحص جسديٍّ شامل للطفل من رأسه حتَّى أصابع قدمَيه. يتضمَّن فحصُ الطفل السليم إعطاءَ الطفل حُقناً أيضاً تُدعى حقن التلقيح أو التمنيع. تحمي هذه الحُقنُ الطفلَ من أمراض خطيرة. على الوالدين أن يجمعا ما لديهما من وثائق طبيَّة تتعلَّق بالطفل لإصطحابها معهما في الزيارة. ومن هذه الوثائق بطاقةُ تلقيح الطفل التي تتضمَّن ما أخذه من جُرعات اللقاح، ونتائجُ الفحوص الذي خضع لها عندَ الولادة. هذه المعلومة مدمة من موقع موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي