محمد عبدالله بن دايل ما زال مفهوم عمل الخير عند الكثير مرتبطا ببناء مسجد أو حفر بئر خارج البلد، وهذا بلا شك جميل لكن عمل الخير لا يقتصر على ذلك بل الخير له أبواب عديدة توازي بناء المساجد وحفر الآبار الخ. بلا شك الجميع يعلم دور حكومتنا الرشيدة في بناء المساجد في جميع الأحياء والمناطق، وأيضا تخصيص المرافق الحكومية لها، لذا نادرا بل يكاد ينعدم نقص المساجد في الأحياء، بل إن معظمها لا تمتلئ بالمصلين لكثرتها وبسبب تغير نمط الحياة اليومية من طول ساعات العمل والصلاة في مكان العمل والسفر وغيرها فالجميع قد يصلي في ثلاثة إلى أربعة مواقع مختلفة في اليوم الواحد. ولعل أهم مجالات عمل الخير التي نفتقدها وسيكون لها وقع كبير في وضعنا الحالي هو التكفل بإنشاء مستوصف أو مستشفى يعالج بعضا من النقص الحاصل حاليا في الخدمات الصحية، وعدم الاكتفاء مستقبلا حيث ازدياد عدد السكان وزيادة الرعاية الصحية لن ولم يتفقا في ظل المؤشرات الحالية، رغم ما نسمع به من توسعات كبيرة في المجال الا ان تأخرها يقابله زيادة في عدد السكان والمواليد وانتقال أجيال الى حالة كبر السن مما يتطلب زيادة في الرعاية الصحية في كلا الحالات. هناك طرق عديدة للعمل الخيري الصحي وهنا أخص طريقتين قد تساهم في دعم المجال الصحي وهي الآتي: تستطيع مجموعات من التجار التكاتف أو عن طريق التبرعات الخيرية للمواطنين لبناء مستشفى متخصص او عام وتقوم بتشغيله وإدارته وزارة الصحة. أما الطريقة الأخرى بناء مستشفى (خاص) ولكن غير هادف للربح كما هذا النموذج موجود في دول أخرى ومنها الولاياتالمتحدة الأميركية حيث هناك مستشفيات تسمى (non profit hospital)، وصلت نسبة تلك المستشفيات إلى نسبة 62% في عام 2003، هذه المستشفيات أنشئت بقصد خيري وهي تبرعات من جهات دينية خيرية أو أشخاص لهم إسهامات اجتماعية، من ثم أصبح العلاج بمقابل مادي ولكن (غير هادف للربح) فقط لتشغيل المستشفى وتلبية احتياجاته لبقائه، وذلك بالعلاج المباشر أو بالتعاقد مع شركات التأمين، من فوائد تلك المستشفيات أيضا أنها ساعدت نوعا ما على استقرار أسعار الخدمة الصحية وأحد صمامات الأمان لرفع أسعار الخدمة الصحية. لتلك المستشفيات إسهام في خدمة المرضى المحتاجين وتتلقى دعما من الحكومة من حيث (خفض الضرائب) وغيره، وشجعت ثقافة العمل الخيري في هذا المجال. أيضا المجال الخيري التعليمي والذي بدأ منذ فترة كدعم الكراسي البحثية في الجامعات، أتذكر في إحدى الجامعات الأميركية التي درست فيها شيدت إحدى الشركات الرائدة في تقنية التصوير مبنى ضخما لتلك الجامعة وكان تبرعا منها ودعم لتخصص (تقنية التصوير) إلى أن أصبحت من أفضل الجامعات في هذا التخصص، وأفلست تلك الشركة وربما سينتهي ذكرها ولكن بقي عملها الخيري وفائدته في تطوير مجال التصوير قائما ما قامت تلك الجامعة. ولا أنسى الأهم التوجه الخيري ببناء مساكن للفقراء والذي أصبح هم المجتمع حاليا، وتكون على سبيل المثال شقق صغيرة تحوي العائلات التي ليس لها دخل أو دخلها محدود وهم كثر، ومن وجهة نظري أن لم أسرة في مسكن يؤويها يعادل وقد يفوق بناء مسجد.