غيب الموت الشيخ محمد العلي السويلم رحمه الله جسدا لكن أعماله ستبقى شاهدا على ما قدمه لمجتمعه ووطنه على مدى سنوات مليئة بالعطاء، هكذا ردد أهالي البكيرية وهم يودعونه بالدعاء والثناء على سجله الإنساني الناصع في دعم الأعمال الخيرية. وقد نشأ الشيخ العلي في البكيرية وتربى ودرس في الكتاتيب حتى أجاد القراءة والكتابة على يد الشيخ عبدالرحمن السالم الكريديس (رحمه الله) وبعد ان شب عمل مع والده وعمه صالح في الجمالة بين القصيموالرياض والاحساء حتى بلغ 18 سنة. وانتقل للعمل في منطقة الخرج كعامل في مشروعات الدولة الانشائية والزراعية مع المقاولين العاملين مع الدولة في ذلك الوقت ولمدة 4 سنوات وبعد ذلك عمل في مدينة الرياض لمدة عام واحد في مشروعات البناء، بعدها عمل في الخرج لمدة عام واحد بنفس مشروعات البناء، ثم انتقل للعمل في شركة ارامكو بالظهران ولمدة اربع سنوات تدرج خلال عمله من عامل ورشة حتى اصبح ميكانيكي سيارات عمل في شركة IPI ضمن اعمال مشروع التابلاين لتمديد انبوب النفط السعودي الى لبنان حتى عام 1375ه. عقب هذا التاريخ قرر الشيخ السويلم، البدء بعمله الخاص بشراء سيارة نقل واستمر بهذا العمل متدرجاً حتى عام 1386ه وبدأ العمل كمقاول من الباطن لأعمال النقليات وأسس مؤسسة مقاولات وبدأ العمل بالمقاولات في عام 1390ه وفي عام 1394 هجرية حصل على أول عقد من وزارة البلديات وفي عام 1402ه بدأ مشروعات الطرق العملاقة مع وزارة المواصلات (وزارة النقل حالياً). وللشيخ السويلم رصيد من الإنجازات والمساهمات الخيرية، تعبر عنها مؤسسة الشيخ محمد العلي السويلم الخيرية بمحافظة البكيرية وتعتبر من المؤسسات الخيرية الرائدة، حيث استهدفت هذه المؤسسة منذ إنشائها المجالات الخيرية المنوعة والعمل من خلالها بغية تقديم أوجه مختلفة من الخدمات الإنسانية وبذل المساعدات بما يتفق مع أوجه الصرف التي تنهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين، مما يساهم بشكل ظاهر في جعل المساعدات تتحقق من أوجه الصرف وكيفيتها، وكون ما يصرف يذهب لمستحقيه وفق معايير وخطوات أقرها مسيرو المؤسسة ووافق عليها مجلس إدارتها، بعد التحقق من اتفاقها ومتطلبات العمل الخيري لدى الجهات المعنية، ممثلة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وقد تنوعت أوجه الصرف منذ قيام المؤسسة ما بين تقديم الزكاة وبذل الصدقات والمساعدات العينية والإغاثة وغيرها، حيث تهدف المؤسسة إلى تقديم الأعمال الخيرية النقدية والعينية بالإضافة لتبنيها برامج التدريب والتأهيل والخدمات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية والإنسانية؛ وتتخذ المؤسسة كافة وجوه البر بالطريقة التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف، دون أن يكون من أغراض المؤسسة الحصول على أي ربح مادي أو منفعة شخصية؛ ومن أبرز ما تقدمه المؤسسة قروض الزواج؛ بالإضافة إلى رعاية الأيام المفتوحة بمدارس محافظة البكيرية ودعم الأسر المنتجة والمساعدات العينية كتوزيع التمور على المحتاجين وبشكل سنوي وغيرها. ومساعدات إيجارات المنازل والمساعدات النقدية ودعم برامج الجهات الخيرية. ومن ابرز البرامج والأنشطة التي قدمتها المؤسسة طيلة السنوات الماضية، برنامج فرحة النجاح الذي اشتمل على إقامة احتفالية كبيرة للطلاب الناجحين بمنطقة القصيم كافة، ويقام البرنامج في كل نهاية عام دراسي، وقد لاقى هذا البرنامج إشادة الجميع, ومن ضمن البرامج أيضاً برنامج رعاية للأيام المفتوحة لمدارس البكيرية، والذي أتى حرصاً من المؤسسة على تنوع خدماتها وتعدد أوجه الاستفادة منها واستفاد من هذا البرنامج عدد من المدارس، وضمن البرامج أيضاً مشاركة المؤسسة في احتفالات المدينة الصحية باليوم العالمي للمدن الصحية، واستضافت المؤسسة مركز ترفيه ومتابعة الأيتام ببريدة, ورعت المؤسسة مسابقة الأمان الثاني على كتاب صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل "رعاية ذهبية", بالإضافة إلى العديد من البرامج الأخرى التي تقدمها على مدار العام. كما تقدم المؤسسة عدداً من الأنشطة تهتم بالأسرة، وجعلها أسرة فاعلة بالمجتمع من خلال برنامج (دعم الأسر المنتجة)، حيث تقدم المؤسسة قروضاً ميسرة السداد ويهدف المشروع لخدمة المجتمع وتوفير السبل الكفيلة بدعم المشروعات التي تنطلق من الأسرة. ومن الأنشطة تقديم التمور وتوزيعها على المحتاجين، ومن خدمات المؤسسة تأمين سيارتي إسعاف لخدمة المرضى مجهزتين بكامل المستلزمات الطبية وتسخيرها لخدمة المحتاجين من المرضى، حيث تنقل المريض داخل منطقة القصيم وخارجها بالتنسيق مع المستشفيات والقطاعات الصحية الأخرى. كما فعّلت المؤسسة دور المرأة بالمجتمع من خلال القسم النسائي (مركز منيرة الحضيف لخدمة المجتمع) التابع للمؤسسة، والذي يعنى بإقامة العديد من البرامج والأنشطة التي استهدفت المرأة بمواقعها المختلفة، والتي لقيت صدى عكسه حجم التفاعل والإقبال على هذه البرامج، التي وإن اختلفت أبعادها فقد ظل هدفها الارتقاء بمهارة المرأة موظفة كانت أو ربة بيت أو سيدة أعمال بل وحتى شابة لديها تطلعات مستقبلية، كما كان للأطفال أيضاً نصيبهم من برامج المركز واهتماماته. ولدى المؤسسة عدد من الرؤى والأفكار الجديدة في الأعوام القادمة والتي من شأنها تقديم العمل الخيري إيماناً من المؤسسة في الوقوف مع الوطن والمواطن في مختلف ظروفه. ويذكر أهالي البكيرية بإعجاب للشيخ السويلم تبرعه بطريق (30) كلم وبتكاليف أكثر من (22) مليون ريال ويوجد به (6) دوارات، وهو طريق مزدوج يحيط بالبكيرية ويربطها بطريق الرياض - القصيم - المدينةالمنورة السريع من جهتي الشرق والشمال الغربي، ويأتي هذا العمل الخيري من الشيخ السويلم امتداداً لأعماله الخيرية ومساهماته البارزة في محافظة البكيرية وخارجها حيث عرف عنه دعمه غير المحدود لجميع الأعمال الخيرية والاجتماعية والثقافية في محافظة البكيرية. .. وفي صورة مع الأمير فيصل بن بندر الشيخ محمد العلي السويلم رحمه الله طريق محمد العلي السويلم (الدائري) مقصورة السويلم