يضرب المثل لمن يتوقف عن العمل في اللحظة الأخيرة، وقد أنجزه كله ولم يبق سوى شيء يسير. فيقال له أكمل وأتمم عملك، لا تكن مثل: رضاح العبس. ورضاح العبس هو من يتولى مهمة تكسير العبس. والعبس: هو نوى التمر ويسمى أيضا العجم أو الفصم، وبما أنه يتخذ غذاء وطعاما للماشية فقد سمي في بعض دول الخليج طعاماً. فالعبس أو الفصم أو العجم وهي كلها مسميات لشيء واحد هو نوى التمر، يجمعونه ثم يكسرونه (يرضحونه) بحجر صلب على حجر آخر وهذين الحجرين هما المرضحة، حجر يوضع فوقها العبس، وفي يد من يرضح حجر بحجم قبضة اليد يكسر به، يسمى الفهر تستطيع اليد الواحدة الامساك به دون تعب لأنه ملء القبضة. وقصة رضاح العبس الذي ينسب إليه المثل مختصرة: أنه قام بمهمته وتصبر على أدائها وعلى كسر العبس كله، ولكنه في آخر لحظة حيث لم يبق سوى واحدة أو حفنة قليلة من العبس توقف عن العمل وضاق بها ذرعا، وصرف وقتا كبيرا في إخفائها حتى لا يعلم أحد بها، ولو رضحها لتم عمله. وقيل انه كان بينه وبين آخرين رهان في ذلك فخسر الرهان بسبب نفاد صبره. إذ يضرب المثل لكل من نفد صبره في آخر لحظة من تمام عمله.