تعبير مجازي شعبي يقال عن الذي ملّ وتعب من العمل أو العملية قُبيل إنهائها ، وقصّر عن الهدف . والعَبَس هو النّوى . وكان في السابق من الأعلاف الجيدة للبقر والماعز . وإذا جرى كسره ( رضحه ) وطبخه كان أنعم للحيوان اللبون ، وأعطى لبناً وافراً . ورَضَح النواةَ يَرْضَحُها رَضْحاً : كَسَرَها بالحجر أو بغيره . وهي فُصحى (لسان العرب) . والتعريف الكامل للعملية قرأتهُ في كتاب الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز المانع هو : رضّاح العَبَس هو الذي يقوم بتكسير نوى التمر لتأكله البهائم، وكان الناس قديماً يخمرونه في الماء مدة بسيطة ثم يقومون بتكسيره فوق صخرة تسمى المرضحة، وتوضع فوقها الوقاة وهي معمولة من الليف المفتول على هيئة دائرة ويوضع فيها قليل من النوى، ويتم تكسيره بواسطة حجر مستدير في حجم البرتقالة ويسمى الفهر، وبعد تكسيره يخمّر مدة طويلة في الماء ويُطعم به البهائم. ورضاح العبس هذا كان يكسر العبس، وعندما يتبقى لديه حبة أو حبتان يتوقف عن التكسير ويقول: لقد تعبت . ومن طبيعة عملية ترضيح العبس ( ويُسمى في العراق الفصَمْ ) أنه صلب جدّا ! ويتطلّب من المُكلّف الصبر ودقة التصويب..! وأن يكسر كل واحدة على حدة ! فلنتصوّر طناً من العبس يُراد ترضيحه ، فسيجد القائم بها مشقّة وتوتّرا وأذى وقلقا وتعكير مزاج وعناءً . العبس أو النوى يتقافز لو جمعته وحاولت كسره جملة . كذلك لو جرى إفراده وحاول المُكلّف تكسيرهُ فرادى، فالواحدة منه يصعب اصطيادها لكونها تميل إلى الملمس الناعم ، فهي تقفز إلى الأمام .. ثم إلى الخلف ... واليمين .. واليسار .. وربما إلى الأعلى ! . طرأت هذه الأفكار على بالي وأنا أقرأ مقالات عن مرور عام على سيول جدّة ، والأمر الملكي الكريم بوجوب كشف الإساءة بأقصر زمن ممكن . رافق الأمر الملكي حماس مسؤولي دوائر الخدمات في جدة وأجهزة التحقيق . لكن الآونة الأخيرة جعلتنا نتأقلم مع الصبر . والأمل بالله ثم بكل مسؤول أن يُظهر للعلن السلوكيات التي أدت إلى الكارثة حتى نتجنب أمثالها مستقبلا ، وكما هو أمل القيادة ، حتى لا نصير مثل رضّاح العبس..