يحتفي مركز الملك فهد الثقافي مساء اليوم الثلاثاء برائد السينما السعودية الأستاذ عبدالله المحيسن في حفل توزيع جوائز مسابقة الأفلام القصيرة، وذلك تقديراً لإسهاماته الكبيرة في مجال صناعة الفيلم في المملكة والخليج والعالم العربي. وسيشهد الحفل إعلان أسماء الأفلام الفائزة بجوائز المسابقة من بين أكثر من سبعين فيلماً شارك بها مخرجون ومخرجات سعوديون، كما سيتم عرض أفضل خمسة أفلام روائية من بينها وفق اختيار لجنة تحكيم المسابقة. وكانت اللجنة المنظمة للمسابقة قد أعلنت عن تكريم عبدالله المحيسن تقديراً لمكانته في صناعة الفيلم والإعلام على المستوى العربي، ولدوره الريادي في تاريخ الإعلام السعودي، حيث كان أول سعودي يتخرج في أكاديمية لندن لصناعة الفيلم عام 1975، كما أسس الشركة العالمية التي كان لها إسهامات مهمة في تأسيس صناعة الإنتاج التلفزيوني في المملكة، إلى جانب تأسيسه لأول أستوديو تصوير سينمائي في المملكة بمدينة الرياض عام 1975 وإنشائه لأول أستوديو إذاعي متكامل على مستوى القطاع الخاص. كما يعد أول سعودي متخصص في السينما وأشرف على إنتاج وإخراج ما يزيد على "212" فيلماً ناقشت مختلف القضايا السياسية والإنسانية والوطنية والتنموية برؤية فنية معاصرة، من أهمها الفيلم الوثائقي "تطور مدينة الرياض" الذي أخرجه عام 1976، والفيلم الوثائقي "اغتيال مدينة" الذي تناول الحرب الأهلية في لبنان وجسد من خلاله المحنة التي كانت نتائج الصراع الدولي على لبنان وحولت بيروت الجميلة إلى مدينة خراب ودمار وسفك دماء على مدى سنوات طويلة، فكان الفيلم بمثابة رد للجميل والوفاء للمدينة التي عاش فيها زمناً من حياته وقد تم عرض الفيلم عام 1977 في مهرجان القاهرة السينمائي الثاني وحصل على جائزة "نفرتيتي الفضية" لأحسن فيلم قصير، كما عرض في مهرجان الخليج الأول للإنتاج التلفزيوني وقد نال شهادة تقدير. كما أخرج الفيلم الوثائقي "الإسلام جسر المستقبل" عام 1982 وجسد من خلاله صورة لحال العالم الإسلامي في نهاية القرن العشرين، وقد شارك الفيلم في مهرجان القاهرة السادس ونال الجائزة الذهبية. وفي عام 1991 أخرج فيلم «الصدمة» وفيه وجد المحيسن نفسه في وسط الحدث وفي قلب الأزمة وعايش غزو العراق للكويت لحظة بلحظة مشاركاً بشخصه وإمكاناته في ردع العدوان ودفع المظالم التي وقعت على الشعب الكويتي، وما أن انتهت العمليات الحربية وعاد أهل الكويت إلى أرضهم وانقشع الغبار بادر المحيسن إلى استخلاص الأسباب والدوافع والنتائج لكل ما حدث ووضعها في هذا الفيلم. كما أخرج عبدالله المحيسن فيلماً طويلاً يعد أول فيلم سعودي روائي طويل يحمل عنوان "ظلال الصمت" وقد عرض عام 2006 وفيه تناول المحيسن بوعي وموضوعية أزمة الفرد العربي وعجزه أمام تراكمات ماضيه ووطء حاضره ورعبه من المستقبل المجهول الذي يبدو أنه لا يملك أملاً أو حلماً أو وعداً يقدمه، وقدم في الفيلم ما يمكن أن يكون نبوءة لما حدث بعد ذلك من فوضى عبر ما يسمى بالربيع العربي. ويسرد الفيلم قصة نظام متسلط يعمد إلى إنشاء "معهد" منعزل في قلب الصحراء جعله، في الظاهر، مركزاً للعلاج بالتنويم والتأهيل بتنمية القدرة على التحكم في النفس، وتزاول فيه، في الحقيقة، التخدير وغسيل المخ لتدمير الكفاءات الخارجة عليه. وقد عرض الفيلم في كثير من المهرجانات الدولية وحاز على تقدير نقدي عال نظير قراءته النقدية لواقع الشرق الأوسط. عبدالله المحيسن الأفلام الوثائقية المرشحة 1- فيلم "رحلة استكشاف" للمخرج فهمي فرحات. 2- فيلم "جهود رجال الامن في الحرم المكي" للمخرج عبدالله صالح. 3- فيلم "المتاهة" للمخرج فيصل العتيبي. 4- فيلم "المركاز" للمخرج محمد الحمادي. 5- فيلم "سلام" للمخرج منصور البدران. الأفلام الروائية المرشحة للجائزة الأولى 1- فيلم "الآخر" للمخرج توفيق الزايدي. دراما من بطولة مشعل المطيري ومحمد القس. 2- فيلم "بسطة" للمخرجة هند الفهاد، من بطولة إبراهيم الحساوي وسناء بكر يونس. 3- فيلم "عود" للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، من بطولة خالد صقر ومشعل المطيري. 4- فيلم "فتات" للمخرج ماجد السيهاتي. 5- فيلم "ماطور" للمخرج محمد الهليل. من بطولة نوح الجمعان. فيصل العتيبي فيلم «ظلال الصمت» قدم رؤية مستقبلية للواقع العربي فهمي فرحات توفيق الزايدي عبدالعزيز الشلاحي