يقدم المخرج السينمائي السعودي عبدالله المحيسن في السادسة من مساء غد الجمعة محاضرة بعنوان "الإنتاج التلفزيوني الخاص" يتحدث خلالها عن هموم الإنتاج في المملكة انطلاقاً من تجربته الشخصية الممتدة لأكثر من ثلاثين سنة في مجال الإخراج والإنتاج للسينما والتلفزيون. وتأتي المحاضرة ضمن فعاليات معرض الإعلام وتكنولوجيا الاتصال الخامس الذي يقام حالياً في مركز معارض الرياض القديم في حي المروجبالرياض. ويعقب المحاضرة حفل لتكريم عبدالله المحيسن عن مجمل مشواره الفني بوصفه رائداً في مسيرة التلفزيون والسينما السعودية وأحد الفاعلين المؤثرين في مسيرة الإنتاج الإعلامي السعودي عموماً حيث عرف كمنتج إعلامي وفني وكذلك عرف منتجاً ومخرجاً سينمائياً. ولد المحيسن في مكةالمكرمة عام 1946م ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة في المملكة ثم ذهب إلى لبنان من أجل مواصلة دراسته الثانوية ومنها سافر إلى بريطانيا ليدرس السينما في معهد لندن للفيلم London School of Film وحصل منه على دبلوم عال في الإخراج السينمائي عام 1975م والتحق خلال الفترة نفسها بالأكاديمية الملكية البريطانية للتلفزيون British Royal Academy for Television حيث قضى ستة أشهر أخرى استقى فيها الأساسيات النظرية المتعلقة بصناعة الأفلام ثم تدرب عملياً ومارس عملية الإنتاج والإخراج التلفزيوني مع عدد من المصورين السينمائيين المحترفين المتواجدين في لندن عام 1975م. ثم عاد في ذات السنة إلى المملكة العربية السعودية ليؤسس الشركة العالمية للدعاية والإعلان. كما أسس في العام 1975 أول أستوديو تصوير سينمائي في المملكة مجهز بأحدث تقنيات الصنعة السينمائية المتوفرة آنذاك، ومن داخل هذا الأستوديو صنع بعد أقل من سنة، أول أفلامه السينمائية وهو الفيلم التسجيلي (اغتيال مدينة) الذي يتحدث عن الحرب الأهلية في لبنان التي اندلعت عام 1975 بين الفصائل اللبنانية المختلفة. وقد حاز هذا الفيلم على شهادة تقدير خاصة من مهرجان القاهرة السينمائي هي جائزة نفرتيتي الفضية لأفضل فيلم قصير. من فيلمه الروائي «ظلال الصمت» ثم قدم في العام 1982 فيلمه السينمائي الثاني وهو فيلم (الإسلام جسر المستقبل) الذي تغلغل من خلاله إلى داخل أفغانستان لينقل من هناك صور الحرب بين المقاومين الأفغان والجيش السوفياتي. وفي بداية التسعينيات وبعد غزو صدام حسين للكويت قام المحيسن بتصوير أكثر من ثلاثمائة ساعة من قلب الحدث بواسطة الكاميرا السينمائية، ومن هذا الأرشيف الضخم صنع فيلمه السينمائي الثالث (الصدمة) الذي عبّر فيه عن صدمته ومشاعره إزاء هذه الحرب. وفي العام 2006 أخرج أول فيلم سعودي روائي طويل بعنوان (ظلال الصمت) وجمع فيه نخبة من النجوم العرب مثل غسان مسعود ومحمد المنصور وفرح بسيسو والسعوديين عبدالمحسن النمر ونايف خلف. ومن خلاله يطرح ذات القضايا الإنسانية والوطنية التي ميزت مسيرته الفنية.