احتفلت الإمارات العربية المتحدة أمس بالذكرى الثانية ل"يوم الشهيد" والذي يصادف الثلاثين من نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذي اختاره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ليكون تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الإمارات، الذين ضحوا بأرواحهم وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية، حيث وصل عدد الشهداء الإماراتيين إلى 79 شهيداً ضحوا بحياتهم في عملية عاصفة الحزم في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية. وبهذه المناسبة أمر الشيخ خليفة بمنح شهداء الإمارات "وسام الشهيد" تخليدا ووفاء وعرفانا بتضحياتهم وعطائهم في سبيل أداء الواجب الوطني. وتحرص قيادات الدولة على مؤازرة أسر الشهداء ومشاركتهم أحزانهم وهمومهم، ليس في "يوم الشهيد" فقط، وإنما في كل مناسبة، حيث يعمل الجميع على رفع الروح المعنوية للأسر، وقد اطلق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على موقع نصب الشهداء المسمى الجديد للموقع وهو "واحة الكرامة" التي تغطى مساحة تبلغ 46,000 متراً مربعاً وتشتمل على نصب الشهيد، وميدان الفخر، وجناح الشرف، في المنطقة المواجهة لمسجد الشيخ زايد الكبير بجوار القيادة العامة للقوات المسلحة. من جانبه أكد الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات "أن ذكرى شهدائنا ستظل حية وحاضرة في ذاكرة الأجيال وخالدة في الوجدان"، موجها "التحية للشعب الأبي وأبنائنا جنود وضباط وقادة قواتنا المسلحة المرابطين في ميادين الشرف.. حماية للوطن وإعلاء لرايته ودفاعا عن دولته والتحية لجميع أبنائنا وبناتنا العاملين في ساحات العطاء وميادين الواجب كافة الأمنية والمدنية والإنسانية داخل دولة الإمارات وخارجها". محمد بن راشد: دماؤهم الزكية محفوظة في صدورنا وأضاف الشيخ خليفة في كلمة له في ذكرى يوم الشهيد "أنه في هذا اليوم الذي نعلى فيه من قيم التضحية والفداء وحب الوطن نرفع أسمى آيات التكريم والعرفان والإجلال لأبطالنا شهداء الواجب الوطني الذين سطروا بدمائهم ملحمة الكرامة والعزة مترحمين على أرواحهم متقدمين بجزيل الشكر لأسرهم"، مؤكداً على "أن الوطن لا ينسى أبدا من بذلوا الدماء وقدموا الأرواح فداء له وسيظل شهداؤنا على الدوام مصدر عزة وفخر ومنارة للأجيال القادمة وستجد أسرهم وأبناءهم من الدولة والمجتمع كامل الرعاية والعناية". وقدم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحية إجلال وإكبار لأهل الفضل والمروءة والمكارم أبناء الإمارات الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وجادوا بأرواحهم نصرة للحق والوطن والأمة، وقال في كلمته بمناسبة يوم الشهيد، إن "القيم السامية متجذرة في نفوس أبناء الإمارات وحية في ضمائرهم وحاضرة في سلوكهم لأنها أصيلة في ثقافتنا وتراثنا وراسخة في عاداتنا وتقاليدنا"، مضيفاً "إننا نجتمع اليوم قادةً وشعباً حول شهدائنا الأبرار، نحيي ذكراهم ونؤكد أن دماءهم الزكية محفوظة في صدورنا، وأن مقام ذويهم في مقام أبنائنا وأن الغايات الشريفة التي استشهدوا من أجلها أمانة في أعناقنا إلى يوم الدين". من جانبه، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة "أن الأوطان تبنى بالتخطيط والعمل الجاد والتضحية وهذا نهج دولة الإمارات في مسيرتها المباركة"، مضيفا: "أن الوطن الذي بدأ خطواته الطموحة رفع مقامه الهمم العالية والعمل المضني والتضحيات الكبيرة"، مؤكداً على إن "يوم الشهيد الذي يصادف الثلاثين من نوفمبر من كل عام يمثل مناسبة عزيزة على قلب كل مواطن إماراتي يعيش على هذه الأرض الطيبة التي نبذل في سبيل حمايتها الغالي والنفيس ولا نتردد أبدا في التضحية بالنفس من أجل صيانة أمنها واستقرارها، ويعد هذا اليوم فرصة حقيقية نحيي خلالها قصص ومآثر شهدائنا الأبرار الذين نالوا الشهادة دفاعاً عن الحق والواجب وإعلاء لقيم دولتنا الراسخة، وفي مقدمتها التضحية بالنفس في سبيل حماية الوطن وسلامة أراضيه ومساعدة الشقيق وتقديم العون إليه ورفع الظلم والعدوان عنه، وهي القيم التي رسخها القائد المؤسس الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه". أطفال الشهداء شاركوا في الاحتفال بالمناسبة