الشباب هم سواعد الأمم في مختلف المراحل والأزمنة، ونرى الدول تولي الشباب اهتماما خاصا من مختلف أنواع الرعاية التعليمية والدينية والرياضية والتثقيفية، كما تسعى الدولة لتحصين الشباب وحمايته من شبكات الاستقطاب التي طلت على مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة مثل داعش والقاعدة، بهدف استخدامهم كأدوات بشرية لإحداث نوع من عدم الاستقرار من خلال تبنيهم بعض التفجيرات والعمليات الإرهابية التي تستهدف استقرار الأوطان. لقد تابعت الندوة الخليجية التي أقيمت مؤخرا تحت عنوان (الأمن في عيون الشباب) في الخبر، وجاء فيها عدد من التوصيات المهمة التي يجب أن تدخل حيّز التنفيذ وألا تكون حبيسة الأدراج، ومنها استحداث أكاديمية خليجية تعنى بتطوير الشباب وتأهيل قيادات اجتماعية شبابية، وإنشاء صندوق خليجي للاستثمار يدعم المشاريع الشبابية، إعداد ميثاق الشباب الخليجي يحوي الأطر العامة لأخلاقيات والسلوكيات، وتعزيز المبادرات الخليجية المشتركة والاستفادة من التجارب الناجحة ونشر ثقافة الحس الأمني في شبكة التواصل الاجتماعي لدى: (أولياء الأمور- الشباب- الأطفال- المؤسسات التعليمية). إضافة لوضع خطة إستراتيجية لأمن الشبكات الاجتماعية على مستوى دول مجلس التعاون، وتضمين منهج شبكات التواصل الاجتماعي والمسؤولية الوطنية في مناهج التعليم، استحداث حساب معلومات وطني لتزويد الجمهور بالمعلومات والرد على الشائعات، إيجاد برامج توعوية مشتركة موجهة لكافة فئات المجتمع من خلال مواقع التواصل، وإقامة أسبوع خليجي لشبكات التواصل الاجتماعي (توعوي- ثقافي- أمني- سفراء مؤثرين- جوائز للمتميزين- إعلامي)، تبني مشروع صناعة أشخاص مؤثرين في التواصل الاجتماعي، دعم الحسابات ذات المحتوى الهادف والتعريف بها، تطوير تطبيقات خليجية فنية متخصصة في تقييم الحسابات وتصنيفها. هذه التوصيات سالفة الذكر هي جزء من كل، مما خرجت به هذه الندوة من التوصيات التي تتطلب تبنيا خليجيا لوقاية شبابنا من أي محاولات لاختراقه، وبث السموم في عقولهم سواء كانت سموم فكرية تصل إلى حد تبني اتجاهات داعش أو القاعدة، والوصول لمرحلة التفجيرات وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، أو اختراقات سياسية أو اختراقات تقود إلى أي نوع من الانحرافات بكافة أشكالها وصورها، وفي الوقت نفسه يجب تقديم برامج توعوية وفكرية متزنة تتوافق مع فكر وعقلية الشباب، بحيث يكون البعد الأمني عاليا للغاية لدى الشباب والمجتمع، ويصبح الشاب محصنا أمنيا ويمتلك قدرات تسهم في تحقيق طموحاته وأهدافه في الحياة.