في كل مرة تفاجئنا القياة الرياضية الحالية بالكثير من الخطوات التي ترسم طريق انتشال الأندية والرياضة عموما نحو واقع أفضل، وعلى الرغم من الانتقادات التي كانت تحاصرها، بعضها مصيب والبعض الآخر لأهداف تخدم ميول البعض ويمررونها لصالح أنديتهم الا أن هيئة الرياضة كانت صبورة إلى أبعد حد، وترك رئيسها الأمير عبدالله بن مساعد التغريدات والمقالات التي تحمل الكثير من الاساءات والاتهامات والمطالبة باقالته، واستهدفته بالدرجة الأولى ولم تركز على عمله ومصلحة الرياضة، وانشغل برسم مسار تقليص ديون الأندية وخصخصتها وفرض نظام صارم للجمعيات العمومية والتحكيم الرياضي، وقد جاءت موافقة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على خصخصة الأندية بانتظار اعتماده من المقام السامي لتؤكد أن هذا الرجل يعمل بهدوء ويخطط بعقلانية ويواجه معارضو سياسته في قيادة هيئة الرياضة من أندية وإعلام بالصبر تارة والتجاهل تارة أخرى، ويغض الطرف عن التناقضات في المقالات والبرامج التي إذا ما شعر اصحابها بخطر الديون الذي يحاصر أنديتهم استجدوا به وهاجموا الاتحاد السعودي، أما اذا انتفت المصلحة فانتقدوه على تدخل هيئة الرياضة في الجوانب التي تخصها ومن صميم عملها داخل الأندية. في قضية توثيق البطولات كانوا يناشدونه بالتدخل وتأجيل المؤتمر ومجرد التأجيل اشادوا بخطوته، ولكن عندما اعلنت النتائج بكوا وصرخوا ونددوا (لماذا يتدخل رئيس هيئة الرياضة بتوثيق البطولات السعودية ومرجعيتها الأندية والاتحاد السعودي؟). ياسبحان الله يناشدونه من جهة ويطالبون بابتعاده من جهة أخرى، لاندري ماذا يريدون؟.. هم يريدونه خاتما بأصبعهم يحركونه متى ما أرادوا، ومن المضحك أن من ينتقد ويرسم الهاشتاقات هم من يصوتون فقط لمصالح ناديهم وليس الرياضة السعودية ككل، حتى ظننا أن هيئة الرياضة واتحاد الكرة جاءا فقط لحماية حقوق هذه الأندية. اما خطوة الخصخصة فتشكر عليها هيئة الرياضة التي اثبتت من جديد قربها من واقع الرياضة وضرورة معالجة الخلل وتراكم الأخطاء والتعامل معها بحزم حتى لاتتفاقم المشاكل، وتكبر كرة الثلج فيكون الانفجار مدويا. فرحة بهزيمة منتخب الوطن لا تُستغرب حفلة البكائيات التي واكبتها دموع التماسيح واصحابها يتقمصون ثوب الحزن والتأثر من خسارة المنتخب السعودي أمام اليابان، دموع اشبه بالاحتفائية والفرح حتى يقال إن فريق توثيق البطولات اثرت نتائجه على "الأخضر"، وينسى هؤلاء أن هناك اتهامات ومؤتمرات وتصريحات اسوأ بكثير من مؤتمر اعلان بطولات الأندية، حتى المنتخب في معسكره لم يسلم لاعبوه من الاتهامات بتعاطي المنشطات، وقد مر ذلك على الإعلام المتعصب والبرامج المخترقة ومن يقودها مرور الكرام، الذي يصطنع الحزن على الخسارة ويستضيف من ينسق معه المواقف والآراء، هل يدرك أن "دموع التماسيح" لديه مكشوفة، هو لا يضحك الا على نفسه ولا يسيء الا للمهنية التي تعرضت في عهده للكثير من الاختراق حتى اصبحت بلا قيمة.