تقترب الأندية السعودية من دخول عهد جديد من العمل والحراك نحو تغيير واقعها الحالي إلى مرحلة أكثر ديناميكية ومعايشة لما يمكن أن يقودها إلى نمط عملي مختلف تحصد نتائجه ويقدمها بالصورة المأمولة بعيدا عن الارتجالية في التخطيط والعشوائية في اتخاذ القرارات، وجاءت موافقة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي ولي العهد على الرفع للمقام السامي لتخصيص الأندية لتفتح آفاقاً جديدة تبعدها عن الأزمات المالية والتوسل لأعضاء الشرف والاعتماد على الهبات التي تقدم لها بين الوقت والآخر حسب ظروف الداعم الذي ربما يدعم مرة ويتوقف مرات. البعض يرى أن الخصخصة صعبة وأن هناك ملفات رياضية متشابكة تحول من دون مشاهدة رياضة محترفة، عطفا على الوضع المالي الصعب للأندية، فضلا عن عزوف رجال الأعمال والقطاع الخاص عن الاستثمار فيها، ولكن قرار مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية عزز من إمكانية النهوض بهذا القطاع الحيوي الهام وتحويله كمصدر للاستثمار والاعتماد على نفسه وفق آلية واضحة وأرضية خصبة للإبداع في العمل والبعد عن التقليدية، والحقيقة أن خطوات هيئة الرياضة بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد على مستوى التفاعل مع ضرورة إنقاذ الوضع الرياضي بصورة عامة خلال عام تقريبا كتقليص ديون الأندية وإجبار الأندية بعقد جمعياتها سنويا ومنعها من تسجيل اللاعبين المحليين والأجانب إذا وصلت إلى رقم كبير من الديون؛ وأخيرا الخصخصة جاءت مبشرة للشارع الرياضي للتخلص من الفوضى الإدارية والمالية في الأندية التي ستعتمد مستقبلا على نفسها وفق ما يدخل خزائنها من أموال من الخصخصة وتنوع الاستثمار بصورته الصحيحة، وستكون الكلمة إذا ما طبقت الآلية بشكلها المطلوب للجمعيات العمومية في محاسبة الإدارات عند تقصيرها بدلا من الجمعيات الشكلية التي تعقد عند تنصيب الرئيس وأعضاء إدارته والمصادقة على الحساب الختامي فقط من دون السؤال عن سوء التصرف بالأموال وضعف النتائج وتغييب الأرقام الصحيحة عند التعاقدات عن الجماهير والإعلام وأوجه الصرف على الأندية، أيضا ستحمي الخصخصة من بعض الأشخاص الذين نجدهم يحاولون فرض نفوذهم مجرد تقديم دعم مادي لايرتقي إلى مستوى ظهورهم الإعلامي وتواجدهم في الوسط الرياضي، وبالتالي حرص إدارات الأندية على اتخاذ القرارات الصحيحة في التعاقدات وفق خطوات قانونية محكمة وقيمة يكون مردودها إيجابية على مستوى الفريق بدلا من الصرف بلا تدقيق والمحاسبة على صفقات فاشلة مصيرها الاستغناء والحصول على الشرط الجزائي. شكرا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على التفاعل مع هموم الرياضة والرياضيين وتقديم كل ما من شأنه انتشالها من أخطائها الإدارية وأزماتها المالية ووضعها ككيانات استثمارية حتى تشعر بمسؤوليتها وتؤديها على الشكل المطلوب، شكرا عبدالله بن مساعد على كل خطواتك المميزة لانتشال الرياضة من وضعها الصعب، ونحن إذا انتقدنا عملك بعيدا عن الشخصنة في مرات عدة فلا بد من إنصافك عندما تخطو الخطوة الصحيحة متسلحا بثقة ولاة الأمر وفكر استثماري نترقب مردوده لصالح رياضة الوطن.