لم يعد الكثير من الإعلام الرياضي يرتدي ثوب الستر في الحياد والنزاهة والإنصاف والقبول لدى المتلقي، تحول إلى إعلام بثارة بدلا من الإثارة المباحة وأصبح مصدرا للتعصب والتباهي بالمكائد والإساءات وضعف الحجة وسوء المنطق تجاه من يختلف معه ولا يوافقه الميول، اسلوبه تشويه السمعة، ونهجه تزييف الحقائق، وقاعدته "أكذب ثم أكذب ثم أكذب" حتى يصدقك الناس ليس من أجل "كورة" يفترض أن يحف مبارياتها التنافس الشريف واللغة الراقية في الملعب وخارجه ولكن انتصارا لمن يسير هؤلاء المجانين وانتقاما لمن يخالفهم الميول، برامج تبث وتلوث الفضاء بتفاهات ضيوفها هنا وهناك، ومقالات تنشر في الكثير من الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي تحث على الفرقة وتدعو إلى تدهور العلاقة بين مختلف فئات المجتمع الرياضي، أقل ما يطلق عليهم أنهم "مجانين الفضاء" وإن شئتم سموهم "عورة الإعلام" لأنهم فعلا بظهورهم المخجل عورة بلا ستر لمنطقهم وتفكيرهم"، لا يعتد بآرائهم ولا أحد يثق بنواياهم، عقليات متخلفة، واسماء تشوهه وتحت مسمى "إعلامي"، ليس لها تاريخ، هبطت بالبراشوت بلا تجارب واتزان ووعي، جاءت فقط من أجل انديتها وأنفسها والتفاخر عبر "تويتر" في ردود الفعل تجاه ما تتفوه به بلا حسيب ولا رقيب، لايعلمون أن العاقل بمنطقه وأدلته يستحوذ على اهتمام وقلوب الناس بالاحترام تجاهه حتى لو لم يحدث ردة فعل قوية، اما المجنون "مثل هؤلاء" فمن الطبيعي أن يحدث دويا وشجبا واستنكارا لدى المجتمع حتى غير الرياضي لأن الشذوذ عن القاعدة والنهج هو الشيء الغريب. لا نلوم تلك الوسائل التي اصابها الكساد حد الإفلاس والنسيان، وأخرى جديدة فارادت البروز سريعا وبالتالي استعانت بمثل هذه النوعيات على أمل لفت الانظار ومتابعتها من السذج وصغار السن الذين ربما لا يميز بعضهم بين الغث والسمين، المهم أن "يتفرج" على "مناقر" اولئك المجانين، يضحك تارة ويتحمس معهم تارة أخرى فيصاب بسوء الاستيعاب، ولكننا نلوم اسماء بلغت من الكبر عتيا تكذب وتتجاوز وتسب وتشتم وتقسم بالله وترفع الصوت وسط فوضى "كلامية" بينهم وبين المذيع فلا يستفيد العاقل شيئا، حتى اصبحت الاسماء العاقلة والمطلوبة في مختلف مجالات الرياضة خوفا من أن يلوثها هذا المستنقع الذي نخشى أن يؤثر على الأجيال الناشئة ويعتبرون منطق "عورة الإعلام الرياضي" هو الصح فيتربون على سوء الاخلاق. يقال والعهدة على الراوي أن هناك بعض الاسماء ليس لديها مقومات الظهور الإعلامي للتعاطي مع الشأن الرياضي وتقديم رؤى نافعة فأصبحت تدفع لبعض البرامج حتى تظهر ويضاف تحت اسمها "نقاد رياضي"، وإن صح هذا الكلام فهذا هو المسمار الأخير الذي يضرب في نعش الإعلام والحياد والنزاهة، إلى هذه الدرجة صار الإعلام يمتهن ويتحول إلى مرتع للصالح والطالح فلا تمييز بين الصاحي والمجنون والمريض النفسي والسوي.