متى يطالبون بالأخلاق والقانون والعدل والمساواة؟ عندما يكون ذلك لصالح فرقهم، أمّا عندما يمارس لاعبوهم العنف ويتجاوز جمهورهم، فيغضون الطرف ويلتزمون الصمت، يتظاهرون بالحياد والتأكيد على أن شعارهم قول الحق، وهم بعيدون كل البعد عن الحقيقة، هكذا هو حال الجماهير المتعصبة، وإعلام «العيديات» و«الآيباد» و»الاستراحات» و«المنازل» الذي تنوعت ألقابه ولكن هدفه واحد، لذلك تأتي تناقضاته واضحة وفاضحة، لا يمكن الاعتماد عليهم لقول الحقيقة، يكيفون اللوائح ويحللون الأحداث حسب ميولهم، ويكذبون وفق مصالحهم ويكتمون كلمة الحق إما لمصلحة ورجاء أو خوف من أحد، المهم لديهم سلك الطرق التي توصلهم إلى هدفهم وتخدم ميولهم وتتوافق وتوجهاتهم، بل إن هناك من كان يرتمي في كنف شرفيين ورؤساء في أندية منافسة وتحول إلى بوق ضد ناديه الأصلي وباعة بدينار، وكل ذلك من أجل مصلحته، ولو رجعنا للأعوام ال30 الماضية لعرفنا من الإعلاميين الذين كانوا يتوزعون على «تبعية» شرفيين ومسؤولين في أندية أخرى، والجميل أن جماهير أنديتهم «كفشتهم» ونعتتهم بما يستحقون من العبارات!. دعونا نضرب الأمثلة بأحداث لم يجف الحبر حولها وتصمت ردة الفعل تجاهها، وأقربها هدف الهلال أمام الاتحاد أول من أمس وقد اختلف البعض حول طريقه تسجيله، ولنعتبره بتوقيع لاعب اتحادي أو نصراوي أو أهلاوي أو أي ناد آخر.. كيف تكون ردة الفعل؟، لقد تعاطى «إعلام كم تدفع» مع الكثير من الأهداف حسب رغباته، في مباريات عدة، بين الاتفاق والهلال، والنصر والاتحاد، والنصر والفتح، والاتحاد والشباب، سجلت أهداف بالطريقة ذاتها، هل هاج وماج «إعلام العيديات»، وتباكى على الأخلاق، ونعى التنافس الشريف، وذرف الدموع على الأخلاق؟.. أبدا لم يحرك ساكنا، هدف البرازيلي كارلوس ادواردو الذي اتفق خبراء التحكيم على صحته وليس «بياع قلمه» كان بمثابة الكشف لنوايا هؤلاء وكيفية تعاطيهم مع الأحداث «لصالحهم، أو ضدهم»، في المرة الأولى ونعني الهدف ضخموا الحدث وبكوا على عدم العدل وغياب الأخلاق، وفي المرة الثانية ونقصد المباريات المشار إليها، تواروا عن الصورة و «كأن شيئا لم يحدث» بل جلهم احتفل بها لأنها لصالح فريقه. لا نبرر التجاوزات ونمهد الطريق للمتجاوزين، بل ننادى بالضرب بيد النظام على كل من يخرج عن النص، رئيسا وإداريا وشرفيا ولاعبا ومشجعا وإعلاميا، ولكن نطالب بأن يكون الموقف واحدا أمام أي تجاوز بغض النظر عن الميول والانتماء لأي فريق، أما من يطالب بتطبيق اللوائح ضد المنافسين بلا سبب ويتباكى عند فرضها على فريقه لتجاوزات أنصاره داخل وخارج الملعب، فعليه أن يخجل خصوصا عندما يدعي الحياد وهو أكبر المتعصبين والمناهضين للروح الرياضية ويلبس ثوبا لا يستر عورة تعصبه وتناقضاته وربما لا يخجل أحدهم لو رفع راية «أقلام للبيع وإعلام للتقبيل» المهم كيف يستفيد؟.