يبدو أن الكثير من الأقلام والمغردين لا يفهمون ما هي الحرية، وكيف يمكن التعاطي معها بطريقة تقود إلى التثقيف والوعي والتنوير وايصال الفكرة بكل بساطة بلا أذية لأحد؟ لذلك هم يسمعون عبارة "حرية رأي" ولكن لا يميزون ما هو الرأي المقنع، والطرح الجاد، والكلام المباح، وبين الإساءات والاتهامات والتطاول على الناس بلا حياء، وبالتالي هم يقعون بالمحظور ويكشفون عن ضعف الوعي لديهم وسوء الأدب وعدم احترام الناس وتربيتهم التي تحتاج إلى إعادة تأهيل، فيستخدمون ساقط القول ويمررون المغالطات وينشرون الاكاذيب على أنها "حرية تعبير"، وما أكثرهم في الوسطين الإعلامي والرياضي اللذين اصبحا مرتعا خصبا لكل من هب ودب، فيستغلون المساحة الكبيرة من الحرية تارة، وغياب الرقابة والعقاب تارة أخرى، فينفثون سموم تعصبهم وتوجهاتهم في الوسط الرياضي ويرفعون سيوف العداء وتشويه سمعة كل من يختلف معهم والكثير منهم بلغ من الكبر عتيا، فلا يفكرون بالعاقبة، وأن الله يمهل ولا يهمل، وفي الفترة الأخيرة انضم إليهم الكثير من محللي التحكيم الذين لا يمكن أن يعطوا رأيا قانونيا مفيدا، ولكن يحولونه إلى رأي يمثل ميولهم ورغباتهم، ويدلون بشهادة لا يعلمون أنهم سيسألون عنها، وبعضهم تنتفخ اوداجه مجرد أن يختلف معه الحضور بالرأي حول حدث معين يرتبط بأنديتهم، ولو سألت عن تاريخ بعضهم لوجدته لا يشرف الرياضة ولا يمكن أن يعتد به، فمعظم صفحاته ملطخة بالفشل، وشوهها التعصب والطرد، واكتستها التصرفات السيئة. السؤال الذي لايزال يطرحه العقلاء: من يوقف هؤلاء، ويجنب الناس اساءاتهم عبر الفضاء والصحف و"تويتر" ومن يحمي التاريخ من تزييفهم ومغالطاتهم للحقائق؟ لقد شوهوا الفضاء واساءوا للإعلام الذي قدم نماذج لا يمكن الوثوق بها أو احترامها، لأنها تمثل جيلا مؤذيا في تاريخ الإعلام الرياضي، وعلى الرغم من ذلك فهم لا يخجلون لأنهم وجدوا من يشجعهم ويدعمهم لاتفاقهم معه في الميول فيعتبر كلامهم اشبه بالشهد.