تعليم المرأة والحديث عنه قبل الأوان عجّل بنهاية صحيفة "أخبار الظهران". بهذه الكلمات بدأ الشاعر سعد البواردي محاضرته مجلس حمد الجاسر التي كانت بعنوان "الجهيمان" و65 عامًا على صدور "أخبار الظهران" بمشاركة عدنان العوامي وأدارها الأديب محمد القشعمي الذي بدأ حديثه عن علاقة الجهيمان بالصحافة ولمحة سريعة عن صحيفة "أخبار الظهران"، وبين القشعمي أن مركز حمد الجاسر الثقافي نشر كتاباً عن الجهيمان بعد وفاته"أصداء الرحيل" والآن مضى على وفاته خمسة أعوام فقد رغب محبوه وأبناؤه وأصدقاؤه أن نلتقى لنتذكر شيئاً مما تركه لنا من أثر ثقافي كاد يندثر أو ينسى حيث إن صحيفة "أخبار الظهران" أول صحيفة تصدر من المنطقة الشرقية وسنتحدث عنها وعن ما تركته للاجيال القادمة حيث انها تمثل جزءا من تاريخ وطننا العزيز. وبين سعد البواردي أن عبدالكريم الجهيمان كان بمثابة نجم فكري بإضاءاته الأدبية والفكرية قدم لنا بريشة ومداد قلمه عناوين ذات مضامين حية في مدارس مختلفة الاتجاهات، قدم لنا الأسطورة التي تتقاطع مع الواقع بسواليفه وأحاجيه وتجلياته وقدم لنا بسخاء أمثالنا الشعبية وخاطب الطفل باللغة التي يفهمها وتشبع لديه ذائقة السؤال والفضول المبكر. البواردي: كان بمثابة نجم فكري وتعليم المرأة عجّل بنهاية مطبوعته واشار الى ان الجهيمان دخل عالم الصحافة مهنة المتاعب والمصاعب من بابها الواسع رئيساً لتحرير اهم صحيفة بالمنطقة الشرقية"اخبار الظهران" بمدينة الدمام اعطاها من جهده واجتهاده الكثير خلال عمره القصير صامت عن الكلام وصام بصومها. القشعمي: الراحل جزء من تاريخ الوطن ونتذكره حتى لا يندثر أثره البواردي الذي رافق الراحل الجهيمان من بداياتهم بشقراء مرور بالمنطقة الشرقية وحتى وزارة المعارف حيث توليا اصدار مجلة المعرفة وسكنا بحي الملز فالرياض وكلاهما كرم بمهرجان الجنادرية ان الراحل الجهيمان بقدر ماهو ناثر متمكن هو شاعر لا يبوح لأحد بشعره إلا نادراً وفي أواخر حياته مشيراً إلى أن خطابه التنويري يطغى على خطابة الصحفي واصفاً خطابه بضمير صحوه وان انتماءه إنساني يحب وطنه تراباً وتراثاً وتاريخاً لا مكان للكره في حياته. واختتم البواردي حديثه بأن المملكه لم تنس تاريخه الطويل الحافل بالعطاء عبر حياته الصحفية والثقافية حيث كرمته بمهرجان الجنادرية ومنحته وسام الملك عبدالعزيز الذي كان مسك ختام. والجهيمان قصة انسان وهب حياته للبحث وصولاً للتنوير بعيداً عن التسطيح والتعليب والتغريب لموروثنا الشعبي وقال ان امة بلا موروث لا إرث لها ولا وارث لها. العوامي: أدّى دوراً وطنياً وتنويرياً وإصلاحياً كبيراً لا ينسى وتناول عدنان العوامي دور "أخبار الظهران" التنويري والاصلاحي قائلاً انها كانت متنفسا للشباب تحتضن كتاباتهم وتنشرها وتدعمها بتعليقاتها وكان لي شرف المشاركة بالكتابة فيها مستشهداً بإحدى مشاركات في تلك المعارك بمقال كتبه عن أداء مستشفى القطيف ونواقصه وتقصير مديره ولعبه وتصادف أن ظهر معه في العدد نفسه مقالات عن المستشفى فعلقت الصحيفة بقولها:"مستشفى معروف لاكت سمعته الأقلام هذا الاسبوع". وبين العوامي أن "أخبار الظهران" ظهرت في فترة كان فيها العالم العربي يعيش أوج النهوض وانتعاش الشعور القومي الوحدوي في أعقاب نكبة فلسطين وما أحدثته من نقمة الغرب الاستعماري مبيناً أن المنطقة الشرقية تمتاز عن باقي مناطق المملكه بما أحدثه تدفق النفط حيث يتوافد الناس اليها طلباً للعمل فكانت تشهد نشاطاً عنيفاً وتهب عليها عواصف عاتية من الأفكار والتيارات السياسية المختلفة وصحف الجوار العربي والعمالة التي استقدمتها الحكومة وشركة ارامكو للتدريس في مدارسها. واستطرد العوامي في حديثه وسط هذه الأجواء كان لا بد من صحافة محلية تنطق بلسانه وتضطلع بحمل همومه والتعبير عن آمال آلامه حيث أقدم ثلة من المثقفين الوطنيين رواد الصحافة الاوائل بالمنطقة الشرقية عبدالله الملحوق وساعده الأيمن الشيخ عبدالكريم الجهيمان "الذي نتحدث عنه الان" وتلاهما آخرون أحمد الشيخ يعقوب وسعد البواردي وعبدالله احمد شباط في نشر الثقافة والوعي والتنوير ومحاربة الجهل والفساد في مجتمع محافظ لم يزل متمسكا بمفاهيمه وأعرافه وتقاليده ويتوجس من أي تغيير ولم يقتصر هموم "أخبار الظهران" على الصعيد المحلي بل انغمست في هموم الأمتين العربية والاسلامية ومحاربة الاستعمار واسرائيل. العوامي الذي شارك في كتاباته في صحيفة "أخبار الظهران" بين أن دورها في نشر الوعي الفكري والثقافي حيث نقرأ في العدد الاول " من هو الاديب" تعليقاً على تعريف سارتر للأديب حيث علقت الصحيفة أن قول سارتر فيه بعض الخطأ فالأديب هو إنسان قبل ان يكون أديباً ومبرر وجوده أن يشعر شعور المجتمع الذي يحياه ويساهم في بنائه ورفعته أما أن يستهدف الأديب الفن والحرية فقط دون أن يتجاوب مع مجتمعه مع آلام مواطنيه وآمالهم فان فنه يبقى بلا حياة. وفي نهاية المحاضرة تم توزيع أعداد جريدة "اخبار الظهران" على رواد مجلس حمد الجاسر الثقافي التي أصدرها الراحل بين عامي 1376-1374. محمد القشعمي خلال استعراضه سيرة الجهيمان (عدسة/ عبداللطيف الحمدان) عدد من الإعلاميين والمثقفين شهدوا الندوة الندوة أكدت على دور الجهيمان التنويري والإصلاحي