في كل مرة يكشف لنا "الفضاء" عقليات وتفكير بعض الإعلاميين والحكام الرياضيين المتوترين وبعض أعضاء اللجان والمدربين واللاعبين الذين يدعون المثالية والحياد، وأن ولوجهم إلى الرياضة كان عن طريق الخطأ، نكرات فقط تجيد الصراخ ورفع الصوت، ودميات لا تخرج عن ما يريده رئيس النادي، وعضو الشرف وكل من يتوافق وميولهم وأهدافهم التعصبية، يدلفون إلى البرامج والاستوديوهات تحت مسمى "محلل رياضي" و"خبير تحكيمي" و"مستشار" و"مؤرخ" والأخير ربما يرتقي إلى رتبة مخرف، حسب المهمة الموكلة وما يخططون لتمريره على المشاهد الذي ليس أمامه إلا خفض الصوت واحيانا إغلاق الشاشة نهائياً أو تغيير القناة إذا ماضاق ذرعاً بصراخهم وبكائياتهم وأكاذيبهم وأفلامهم الهندية. بالأمس كان المشاهد يستغرب اتاحة الفرصة لاشباه الإعلاميين أن ينتقوا مسميات لا تليق الا بعمالقة الإعلام الذين ترجلوا عن المهمة بعدما اضطلعوا بتنوير المشاهد بعيداً عن الانتقائية والانتهازية والتقوقع في دائرة الميول الضيقة، وقد شاهدنا برامج خارجية عندما تريد أن تسيء للوطن والإعلام السعودي يهبون لاستضافة نوعيات معينة ومعروفة لأن مجرد ظهورهم وصراخهم يكفيان لتشويه وتسطيح الإعلام السعودي في مختلف تخصصاته وليس الإعلام الرياضي فقط، واليوم ظهرت لنا موضة "محلل تحكيمي" فكل من فشل ولفظه التحكيم وطرد وابعد وجرد نظاماً من صفة الدولية اتجه إلى التحليل عبر بعض البرامج التي لا تليق الا به ولا يليق الا بها، وليته يقدم رؤية وتثقيفاً للمشاهد وايضاحاً للأحداث وحسم الجدل حول أي خطأ تحكيمي، انما يزيد جهل المشاهد ويكشف بوضوح أن مجيئ هؤلاء لارتداء البدلة والجوارب والأحذية وحمل الصافرة هو أحد اسباب "مآسي التحكيم" وتدهور الرياضة ووصولها إلى وضع صعب على مختلف المستويات. امعات تصطف على طاولة التحليل، وتتحدث عن القانون وبينها وبين الصدق والحياد والاتزان مسافات بآلاف الأميال، يتحدثون عن الأخطاء الواضحة ولا يفرقون هل هي تسلل أم ركلة جزاء أو ركلة زاوية أم مرمى أم رمية تماس "حسب مزاجهم وميولهم"، حتى الالتحام المشروع لا يفرقون بينه وبين الأخطاء التي توجب تدخل الحكم والإنذار أو الطرد، هؤلاء لاتدري كيف جاءوا إلى التحكيم، ومن ورط كرة القدم السعودية بهم حكاماً ومحللين جهلة؟ بهذه العقلية المتحجرة وهذا التعصب المقيت كيف زج بهم ووضعت بهم ثقة ليسوا أهلاً لها وسلموا امانة اتضح انهم لا يستحقون أن يكونوا مؤتمنين عليها والا فالحكم هو في حكم القاضي ينشد منه العدل والانصاف، لا الظلم والبهتان والسير على النهج ذاته حتى بعد طرد بعضهم غير مأسوف عليهم. عبثوا بالصافرة وأساءوا لها، ولم يقدروا الأمانة التي انيطت بهم وأن هناك فرقاً تنافس على البطولات وتنافس انديتهم التي يميلون لها، وأخرى مهددة بالهبوط وتبحث عن مراكز الأمان والأمر يحتاج الى نسيان الميول والتخلص منه مجرد ارتداء بدلة القاضي في الملعب بعيداً عن تصفية الحسابات والانتقام من الفرق المنافسة لفرقهم وإلحاق الضرر به والأمثلة كثيرة؟ كيف يستأمنون على تطبيق القانون وقد اعماهم التعصب ولوث تفكيرهم الجهل، وغطى الحقد وسوء النوايا على زوايا الرؤية لديهم داخل الملعب وفي الاستوديو. جهل وتعصب ماذا لو استمر هؤلاء في حمل الصافرة أو اصبحوا أصحاب قرار في اللجان، وما الذي سيحدث في الملاعب بسبب كوارثهم؟، جزى الله من ضيق عليهم الخناق حتى وضعهم "على الرف" وجعل الكثير من الأندية والرياضة تسلم من شرورهم التحكيمية وجهلهم بالقانون وتعصبهم المقيت. هذه النوعية مجرد ظهورها على السطح تحت مسمى حكام انتكست الرياضة وغاب العدل وتدهورت كرة القدم من خلال عربة الدفع الرباعي التي قادها هؤلاء من دون رادع من ضمير او حياء من الناس، وضاعت الطاسة وتخبطت اللجان وتاه الرؤساء وسقط بعض الأعضاء، كان التحكيم السعودي في اعوام مضت يضم اسماء رنانة لها وزنها وتأثيرها وحضورها العالمي على مستوى الساحة والمساعدين أمثال عبدالرحمن الزيد وعلي الطريفي وخليل جلال ومن أسس وطور التحكيم قبلهم، كنا نرى الثلاثي بكل فخر في "المونديال، وكانت الكرة السعودية ايضا تتواجد في نهائيات كأس العالم وتفرض سيطرتها على القارة والمشاركات العالمية في الفئات السنية، وتستضيف بطولات كبيرة، منها كأس القارات التي ولدت بفكرة سعودية وكأس العالم للشباب عام 1989، اما عندما ولج "جيل الفشل والتعصب" فسلك التحكيم ممارسة وتحليلاً وعملاً تراجع المستوى وصرنا نفتش عن الحكم الكفء فنكاد لانجده وارتفع مؤشر الاحتقان وصارت الأهداف تلغى بلا سبب والجزائيات تحتسب بلا مبرر او يتم تطنيش الصحيح منها ويمدد الوقت من دون توضيح، ولم يكن أمام رعاية الشباب سابقا -هيئة الرياضة حاليا- قبل انفصال الاتحاد السعودي لكرة القدم عنها الا الاستعانة بالحكم الأجنبي في المباريات المهمة منذ موسم 2004 بعد نهائي كأس ولي العهد بين الاتحاد والأهلي 2003. هؤلاء دمروا التحكيم وقادوه إلى الوهن والضياع، وهم الآن يضللون المشاهد بتحليلات مضحكة ورأي لا يتفق الا مع تعصبهم وفشلهم الفظيع في مجال حمل الصافرة والراية، كلمة مفيدة واحدة لا يمكن ان ينطقوا بها، فهم مرتبكون ومتوترون ومتعصبون، وجاهلون وثقافتهم لا تتعدى اسلوب الانتقام والاستفزاز، وتشعر وهم يجادلون المذيع بغباء فاضح وسذاجة مزمنة بل احيانا "قلة أدب" وكأنهم يحملون بأيديهم "العجراء" وأدوات الترهيب تارة والتضليل لفرض آرائهم والإقناع برؤيتهم بالقوة. بالإكراه يريدون تجيير الأخطاء لصالح الفرق التي يميلون لها وضد فرق أخرى، هذه النماذج قبل أن تلج التحليل والتقييم والمراقبة بالنسبة للتحكيم، كيف اتوا إلى التحكيم ومن ورط الرياضة وكرة القدم بهم؟ مع الأسف أنه "لم يعمل خيراً بالرياضة"، بل شوهها ودهورها من خلال إضعاف التحكيم وقيادته إلى مكانة لا تليق برياضة بلد مترامي الأطراف ولديه الكثير من الإمكانات بوجود هذه النوعية المتعصبة، والحمد لله أنها لا تملك حق اصدار القرارات الرسمية وإلا لأصبحت كرة القدم والرياضة في وضع أسوأ من الحالي. الزيد.. شرف التحكيم السعودي عالمياً