اليوم يوم الحج الأكبر.. يوم من أعظم الأيام عند الله سبحانه وتعالى، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)، وقيل يوم عرفة أفضل منه، لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف. وهي من مواسم الخير التي ينبغي على المسلم أن يتعرض فيها لنفحات رحمة الله عز وجل ففي الحديث قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: «إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً». هي أيام مباركة نزلت فيها الآية القرآنية (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (المائدة)، أيام رحمة ومغفرة وعتق من النار، نزلت فيها آية تعني البشرية جمعاء، فرسول الهدى صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة ليهديهم إلى الطريق المستقيم بتوحيد الله عز وجل واتباع النبي الخاتم عليه أفضل السلام وأتم التسليم. ربنا عز وجل ارتضى لنا كبشر الإسلام بكل معانيه السامية وفضائله المتعددة ديناً يصلح لكل زمان ومكان، دين الفطرة التي جبل الله عليها الخلق فتفرقوا شيعاً. المسلمون هم المعني الأول بمناسبة الحج؛ فهي من أركان الإسلام الخمسة الرئيسية ، وإن كان الركن الأخير إلا انه ركن لا يقوم البناء إلا به، والحج ليس شعيرة دينية وحسب إنما هو مناسبة للمسلمين أن يتذكروا ما يجب عليهم أن يكونوا من التراحم والتآلف دون فرق بينهم، أن يعوا أن بإمكانهم أن يكونوا على قلب رجل واحد كما يجب أن يكونوا، وان هذا هو الأساس وما خالفه فهو دخيل عليه من صنع البشر ومن صنع الأهواء والسياسات والأهداف التي تعمل على تفرقة المسلمين لأن في ذلك مصلحتها. الإسلام الحق دين رحمة وسلام وعلم وعمل، دين يسمو بالإنسان ويهذب روحه ويشذبها، هو ليس دين شعائر فقط إنما أسلوب حياة لكل البشر.