(1) حتى في مملكة "روريتانيا" وعاصمتها "ستيرلسا" –مملكة لن يزورها أحدا - أقول حتى في هذه المملكة لا يمكنك أن تجد من لديه القدرة على قراءة أكثر من (100) كلمة –بحسب دراستي الخاصة-، حتى "التغريدة" في "تويتر" البالغة (140) لا تجد من يقرأها كاملة أو حتى يرويها لك بنصها! (2) سألني عن روايتي "أوازم" فأخبرته أنني أتلفتها!، غضب مني وطلب تبريرا مقنعاً، قلت: لا يوجد قارئ أولاً، ثم ان ثمة دور نشر تروِّج كتباً ل"فتيات" عرف عنهن «الاستعراض»!، وحمقى لا يكادون يفقهون قولا!، وأنا لا أريد أن أنتمي لهذه المرحلة! لم يقتنع، نهض وخرج ثم عاد فناولني حبة "بنادول"..وهو يتمتم: الله يشفيك! (3) نحتاج لقارئ!، المثقف مُلزم بخلق قارئ بالإنتاج "الجاذب" أولا!، يجب إيجاد منتجات أدبية ثقافية تكون بيئة جاذبة!..الأرفف ممتلئة ولا يوجد مبتاع سوى في معارض الكتاب حين تفاجئك الناس تموج في معرض الكتاب خُشَعًا أبصارهم كأنهم جراد منتشر..ولكن أحدا لا يقرأ!، بدليل أنه لا يوجد "انعكاس" لذلك على الشارع! (4) لا زلتم تكتبون مقالا طويلا!، ولا زلتم تؤلفون سردا نثريا بائسا لا يمكنه أن ينزع القارئ من "محيطه" كما يفعل باولو كويلو ودان براون –على سبيل المثال-، مع أنكم تدركون أن مرحلة "إنسان لا يقرأ" انتهت وأصبحنا أمام "إنسان لا يريد أن يقرأ" والسبب مؤلفاتكم الطويلة المملة المتقعرة!، بيد أن المؤلفات التي لا تهتم للطفل لا يمكن أن تعيد الأمة إلى القراءة، كأول بوابة للعودة إلى الأمجاد! – وإن كنت لا أحب هذه اللغة فالجهود يجب أن تنصب إلى أخذ الأمة نحو المستقبل والأمجاد الجديدة -! (5) لن أقول انزل أيها المثقف!، ولكنني أقول "تعال"!، تعال إلى الناس وخذهم معك بهدوء إلى القراءة! بالمقال القصير الممتع!، والرواية الجاذبة التي تهب الحكمة ذات الحوارات القصيرة!، والقصيدة القصيرة ذات المعاني المبهرة.. ألا يكفيك أنك لم تصل للعالمية بعد؟! (6) "الإيجاز يكاد أن يكون شرطاً للإلهام" جورج سانتايانا