يستهل المنتخب السعودي انطلاقة مشروع الأمل "الأخضر" مساء غدٍ الخميس، عندما يواجه في مجموعته الآسيوية نظيره التايلاندي، نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 م قبل خوض المباراة الثانية أمام العراق، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، في السادس من شهر سبتمبر الجاري. "مشروع الأمل" سيشرع أبوابه من جديد أمام السعوديين، بانتظار تحقيق الحلم الحديث بالحضور في مونديال كأس العالم في الأراضي الروسية 2018م، بعد غياب متواصل منذ الوصول الأخير في فرنسا 2006م. لا شيء في هذه الأيام يفوق الدعوات المتوالية لدعم المنتخب السعودي، ومساندته في أولى خطواته المونديالية، والتي تبدأ من ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، والواقع أن أولى الخطوات تنطلق من مدرجات الملعب الكبير باتجاه الحلم الجميل، فالحضور الجماهيري الحاشد يظل أهم أسلحة الأخضر في تخطي مجموعته، لبلوغ المونديال مع ما تضمه من منتخبات عريقة، يتقدمها استراليا واليابان، إلا أن تاريخ المنتخب السعودي يقف شاهداً على جدارته في الذهاب بعيداً في هذه التصفيات، وتحقيق الآمال والطموحات التي يعقدها عليه محبوه وجماهيره العريضة، والتي كانت ولازالت قاسماً مشتركاً في كل منجزات الكرة السعودية في العقود الماضية. مع استهلال مشروع الأمل سيكون أمام "الأخضر" صفحة بيضاء لكتابة أولى سطورها أمام نظيره التايلاندي، وحصاد أغلى ثلاث نقاط، ستمنحه إن تحققت دفعة معنوية، وثقة عريضة في استكمال المشوار الطويل والقريب، لحصد بطاقة مونديالية مستحقة منتظرة من ملايين القلوب الخضراء، التي تتوق لرؤية فارسها يمتطي صهوة جواده الأصيل، ليعبر حواجز التصفيات، ويتجاوز كل عثراته السابقة، ويمضي نحو تحويل الحلم إلى حقيقة ماثلة، تؤسس لرؤية جديدة، تستشرف مستقبلاً أجمل للكرة السعودية، لمقارعة الكبار في مونديال العالم الكبير. في الوسط الرياضي السعودي أو هكذا يفترض ستذوب الخلافات والاختلافات، وستختفي المشاحنات والمنافسات الضيقة على المستوى المحلي، وستتبدد الاتهامات والانتقادات، وتتوحد الألوان وقبلها القلوب من أجل منتخب الوطن الواحد، منتخب "المملكة العربية السعودية"، نحو رفرفة علمها الأخضر الغالي عالياً في أهم المحافل الكروية، لا يغيب كما هو حاضرٌ في كل المحافل والمناسبات. جماهير المنتخب السعودي الوفية لا تنتظر دعوة أو تحفيزاً لدعم الأخضر في أولى خطواته وكل خطواته في هذه التصفيات، إذ ستكون مدرجات ملعب الملك فهد الدولي ساحة كبيرة، تتزين بلون واحد، ومسرحاً مفتوحاً لبث المشاعر الصادقة، يغلفها الحب والشوق والحماس، لمؤازرة نجوم المنتخب السعودي، ما ينعكس على أدائهم وقتاليتهم المرتقبة داخل المستطيل الأخضر، لنثر فنونهم الكروية ورد التحية مضاعفة لجماهيرهم، وبث أجواء السعادة ومشاهد الفرح الكبير، في قلوب أنصارهم. الكرة اليوم لم تعد تسلية واستهلاكاً للوقت، بل تحولت إلى صناعة حقيقية، ومنتجات فاخرة، ورسائل معبرة للعالم، عن حجم الاهتمام والعمل، من أجل التواجد والتألق في أهم الاستحقاقات على مستوى العالم، وعكس الوجه الحقيقي لرياضة البلاد، كواجهة وطنية تستحق كل جهد يبذل، وكل قطرة عرق تهطل، لمطاردة طموح جديد وصياغة حلم منتظر، تحمله عواتق النجوم، وتكتنزه أفئدة أبناء الوطن الكبير، التي مافتئت تنتظر الضوء في آخر نفق الأمل.