لن تنتظر الجماهير السعودية تحفيزاً جديداً لمساندة "الأخضر" الخميس المقبل، في مدرجات ملعب الملك عبدالله بجدة، وهو يخوض أهم مبارياته في التصفيات المونديالية 2018، أمام نظيره المرشح الأبرز أستراليا، في ثالث الخطوات نحو بطاقة الذهاب إلى روسيا. ليس سراً أن اختيار جدة لم يأتِ مصادفة أو من فراغ، بل نتاج التفاعل الجماهيري الكبير، التي تحظى به عادة لقاءات قطبي المنطقة الغربية، الاتحاد والأهلي تحديداً، إذ بلغ تعداد الجماهير في "ديربي" الفريقين الأخير نحو 50 ألف مشجع، وهو الرقم الذي يأمل الجميع أن يتم تجاوزه أو موازاته في أقل الأحوال في مواجهة منتخب الوطن، أمام "الكنغر" العنيد. ست نقاط يقف بها "الأخضر" أمام أستراليا نداً لند، في صدارة المجموعة الآسيوية الأقوى، قطع بها خطوتين من عشر خطوات، لتصبح مباراة الخميس الخطوة الثالثة والأصعب، ضد أهم منتخبات المجموعة ومرشحها الأول لنيل فوزٍ يعني المزيد من الثقة والكثير من التفاؤل، بالذهاب بعيداً في منعطفات التصفيات وتعقيداتها المنتظرة. من المهم الآن على الصعيدين الإعلامي والجماهيري استثمار الحالة الإيجابية التي تحيط بالمنتخب السعودي في الوقت الحالي، بعد انتصارين متتاليين، على ملعبه أمام تايلاند أولاً ثم خارج قواعده ثانياً أمام العراق، ففي عالم الكرة الانتصار يجلب انتصارًا آخر، ويمهد طريقاً سلسلاً نحو القبض على الطموح، وتحقيق منجز يحضر بجهود ذاتية لاتنتظر عطف الآخرين ونتائجهم، في بقية لقاءات المجموعة حتى ختامها. الفوز على العملاق الأسترالي سيمهد حتماً للانتصار على الشقيق الإماراتي في المواجهة التالية بكل معنويات مرتفعة، وعندها سيقف "الأخضر" في دائرة منتصف المشوار، حاملاً راية صدارة المجموعة، وترشيحات أقوى وأشمل لتحقيق حلم المونديال المرتقب، بعد غياب سعودي طال عن محفل عالمي نوعي. مطالبة نجوم المنتخب السعودي بمقارعة الأستراليين، ليست تعجيزاً لهم أو جزءاً من المستحيل، بل هي طموحات جماهيرية مشروعة تتكئ على تاريخ تليد، ينبع من حاضر مطمئن، ويستشرف مستقبلاً أجمل، يرتقي على كل المنغصات، التي تحاصر الكرة السعودية، وتضع العصا عادةً في الدولاب. لا تريد الجماهير الآن أن تتذكر حديثاً عن مستوى باهت في الجولتين الماضيتين، ولايهمها ماهي الطريقة الفنية التي بها جاء الانتصار على تايلاند ثم العراق، لن ينشغل محبو "الأخضر" قبل موقعة أستراليا بأسماء اللاعبين، ومن يمرر ومن يسجل، ولا وقت أمام الجميع للحديث عن ابتعاد مدرب المنتخب الهولندي بيرت فان مارفيك، عن أجواء الدوري السعودي، وانخراطه في تحليل المباريات العالمية، الوقت الآن متاح فقط لتوحيد القلوب قبل الجهود، والتركيز على العمل داخل الملعب، وتهيئة نجوم المنتخب من الجوانب كافة، لخوض المهمة الأخطر في مشوار "المونديال"، وبث روح الثقة والحماس، وعوامل الإصرار لتجاوز أعلى المطبات، والوقوف صفاً واحداً خلف منتخب البلاد، بالمؤازرة والتشجيع وتأجيل المناكفات والانتقادات، سيبدأ ذلك ولن ينتهي إلا بحضور جماهيري يفوق الوصف مساء الخميس المقبل، يدعم "الأخضر" ويمنحه ورقة رابحة تقصي الجوانب الفنية التي قد ترجح خصمه، لاستكمال المشوار العالمي، بسلاح مهم في مباريات الذهاب والإياب، عنوانه الدعم الجماهيري اللافت لحصد المزيد من النقاط، والاقتراب من ملامسة الحلم الجميل.