يخطو المنتخب السعودي مساء غدٍ الثلاثاء ثاني خطواته العشر أمام نظيره العراقي، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، ضمن المجموعة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم في روسيا 2018م، حاملاً في جعبته ثلاث نقاط ثمينة، افتتح بها مشوار التصفيات أمام ضيفه التايلاندي الخميس الماضي، تجاوز بها البدايات الصعبة، والإطلالة الأولى منذ نهاية مرحلة التصفيات الأولية قبل نحو شهرين. الظهور الأول للمنتخب السعودي جاء باهتاً وغير مقنع فنياً، ليتأخر الحسم كثيراً حتى جاء من نقطة الجزاء، في الجزء الأخير من الشوط الثاني، وسط قلق جماهيري واسع من مواصلة بقية التصفيات بذات المستوى المتواضع، والهبوط الفني الواضح على اللاعبين في مباراة تايلاند، على الرغم من سهولة المنافس قياساً ببقية المنافسين، إلا أن الأصوات المتفائلة في المدرج "الأخضر" تحدثت عن صعوبات البدايات، وتعثرها غالباً وهو ما حدث كذلك في مباراة المنتخب الياباني أمام نظيره الإماراتي، بعد خسارة الأول المفاجئة على ملعبه وبين جماهيره، مافتح أبواب الأمل والطموحات المشرعة أمام بقية منتخبات المجموعة، التي كانت تنظر لتأهل منتخب الساموراي "الأزرق" بنظرة التأكيد، قياساً بتاريخه ومنجزاته في العقد الأخير، إلا أن خسارته يفترض أن تظل درساً مهماً له وللبقية من المنتخبات، وفي مقدمتها "الأخضر"، من الجميل أنه جاء في وقت باكر من التصفيات المونديالية. قبل مواجهة "الأخضر" أمام نظيره العراقي، على أجهزته الإدارية والفنية أن تطوي صفحة الخطوة الأولى أمام تايلاند بكل أحداثها، لتتذكر فقط أهمية النقاط الثلاث، التي تحققت لاستكمال المشوار بها قبل الشروع في خوض الخطوة الثانية في التصفيات، والتي تعد جزءا ثميناً من البدايات الناجحة، إذا ما كتب للمنتخب السعودي إضافة ثلاث نقاط أخرى ليمتلك ست نقاط كاملة، قبل التوقف لشهر مقبل، يسبق انطلاقة الجولة الثالثة من التصفيات، مايمنح "الأخضر" مساحة كافية لتصحيح الأخطاء الفنية، وتقييم عناصره جيداً، وتجاوز سلبياته، وتدعيم جوانبه الإيجابية، استعداداً لاستضافة استراليا كأهم المنتخبات المرشحة عن المجموعة، والتي تتطلب مواجهاتها الكثير من المراجعات الفنية، لن يغفل عنها بالتأكيد الجهاز الفني للمنتخب السعودي، بقيادة المدير الفني الهولندي بيرت فان مارفيك. يبقى التركيز على كل خطوة من خطوات المنتخب السعودي نحو "مونديال روسيا" مطلب استراتيجي ناجح، من دون الالتفات لسياط النقد المجحف، وتكسير المجاديف خلال الرحلة الطويلة، التي تمتلئ بالفرص، وتنتظر بث الروح المعنوية، ومواصلة الدعم لمنتخب الوطن الواحد بعيدًا عن جدل الميول والألوان المتعددة، وصولاً لتحقيق الطموحات التي تنسج الحلم الجميل في مشروع الأمل المونديالي "الأخضر".