يبدأ المنتخب السعودي لكرة القدم غدًا أولى مبارياته في التصفيات النهائية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018م أمام منتخب تايلند لكرة القدم، في مستهل مشواره الصعب في التصفيات ضمن المجموعة الثانية القوية جدًا، والتي تضم منتخبات اليابان وأستراليا والإمارات والعراق وتايلند بالإضافة الى منتخبنا ومن حسن حظ الأخضر السعودي أن يفتتح مشواره أمام منتخب تايلند الذي يعد (أضعف) منتخبات المجموعة، ويأتي الأخير في تصنيف فيفا لشهر أغسطس؛ إذ يحتل المركز (120) عالميًا، بينما الأخضر في المركز (61) وإن كان ترتيبه في قائمة المجموعة ثالثًا بعد اليابان (49) وأستراليا (57) يتفوق الأخضر على تايلند في مواجهات المنتخبين السابقة، حيث التقيا 12 مرة، فاز الأخضر في عشر مباريات وخسر واحدة وتعادلا في مباراة واحدة، وبالتالي فإن الأفضلية للمنتخب السعودي تاريخيًا ونفسيًا، ومن حيث الخبرة والطموح والقدرات والأرض والجمهور، لكن كل ذلك على الورق، أما في الحقيقة فإن المنتخب التايلندي تطور كثيرا عما كان عليه، وقدم مستويات لافتة في التصفيات التمهيدية، مما جعله (يتصدر) مجموعته، على حساب المنتخب العراقي، ورفع ذلك من طموحه ومعنويات لاعبيه، إضافة إلى برنامج إعداده القوي، الذي اختتمه بمعسكر في الدوحة، ليدخل أجواء وطقس المباراة قبل الوصول إلى الرياض. وإذا كان التايلنديون يعتبرون المباراة (مدخل) التصفيات لمنتخبهم، فإنها يجب أن تعد (بوابة) العبور للاعبي الأخضر يتجاوزون من خلالها المنتخب (الضعيف) قياسًا بالمنتخبات الأخرى في المجموعة بالتسيد والسيطرة والنتيجة الكبيرة والمثالية ويوجهون (رسالة) للمنتخبات الأخرى في المجموعة على طريقة (عنترة بن شداد) الذي عرف بالقوة والشجاعة والإقدام وعرف عند العرب بأنه أشجع الناس، وعندما سئل كيف حقق ذلك؟ قال (بتصرف): إنني اعتمد الضعيف في القوم فأضربه الضربة الهائلة التي يطير لها قلب الشجاع! كلام مشفر * نتائج المنتخب التايلندي في التصفيات التمهيدية زادت من ثقة لاعبيه في أنفسهم وقدراتهم، سواء باللعب خارج ملعبهم والبحث عن نقطة التعادل وهو ما أفصح عنه مدربه التايلندي بعد وصوله إلى الرياض. * ويعد (سيناموانج) مدرب تايلند رياضيًا ملهمًا جدًا للاعبيه، وذلك استنادًا إلى سجله الكبير في بلاده وفي الكرة التايلندية، ويلقب هناك ب (زيكو) تايلند تشبيهًا باللاعب البرازيلي الشهير. * قائمة الأخضر الأخيرة شبه متفق عليها، وربما هي من المرات القليلة التي يختفي فيها الانتقاد على اختيارات المدير الفني، أو المطالبة بلاعبين خارج القائمة التي تم استدعاؤهم وهذا يحسب لمارفيك. * ومما يحسب له أيضًا اعتماده بشكل كبير وظاهر على الاستقرار في القائمة والأسماء والتشكيلة، وذلك يصب في مصلحة الأداء والانسجام وثقة اللاعبين في أنفسهم وقدراتهم والمنتظر ترجمة ذلك على الطبيعة في المباريات جميعها وليس مباراة الغد فقط؟ * فتح أبواب مدرجات استاد الملك فهد الدولي تحفيز عملي لجماهير المنتخب للحضور وقيادة الأخضر في مستهل مشواره، بحثًا عن تحقيق أماني الجميع في مواصلة المشوار والعودة إلى الإنجازات الخضراء التاريخية. * ودومًا لعب المشجع السعودي دوره الكبير في قيادة لاعبيه إلى المحافل الدولية قاريًا وعالميًا، ولم يكن ذلك من قبل في الملاعب السعودية فقط، وإنما حتى في الملاعب الخارجية إقليميًا وقاريًا، والشواهد والأدلة على ذلك كثيرة، في الدوحة والمنامة وسنغافورة وشرق آسيا وغيرها. * وإذا كانت الجماهير تتغنى بنجوم الأخضر السابقين، وأصحاب السجل الذهبي في تاريخه المونديالي، فإن من حق اللاعبين المطالبة بأن يكون لجماهير اليوم سجلاً مشابهًا أو قريبًا مما كان لجماهير المدرجات في سنوات الإنجازات، وأسألوا عاطي الموركي. * وعلى عكس المخاوف فإن الجماهير لن تخيب الآمال ورغبات المسؤولين واللاعبين، وستملأ مدرجات الاستاد وتقود اللاعبين وتسهم بإذن الله في (الضرب) القوي والمنتظر في أول المشوار. * مطالب الخدمات التي تنقص ملاعبنا ويحتاج إليها الجمهور ليست بحاجة الى جهد ولا اجتهادات أو حتى إلى لجان أو تنظيرات، فهي واضحة والوصول إليها يمكن عن طريق (استطلاع) عملي وموسع للجماهير يتم في الملاعب نفسها. * أما وقد صدرت توصيات لجنة تحسين بيئة الملاعب (المتوقعة) والمعروفة، فإن المنتظر الآن هو (التنفيذ) العملي والحقيقي بحيث يلمسها ويعيشها المشجع على الطبيعة في كل الملاعب والمباريات وفي كل المناسبات والمسابقات. * وكل الأمل ألا تختفي بعد وقت أو تدخل التسويف والرمى بعدم التنفيذ أو التأخير إلى الإمكانات أو إلى جهات أخرى (معنية) وعدم تعاونها، فبعد كل هذا الوقت والانتظار لا عذر يقبله او يستسيغه المشجعون..